عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2003, 09:43 PM   #272
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية الalwaafiـوافي
الalwaafiـوافي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Sep 2003
 أخر زيارة : 05-14-2017 (06:24 PM)
 المشاركات : 1,039 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ومن المصائب التى لا تُحتمل جعلُ هذا الحديث من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضى الله عنها ، عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم . ومَن له أدنى إلمام بالحديث وعلله ، لا يحتمِلُ هذا البتة ، ولا يحتمِلُ أن يكونَ من حديث الماجشون ، عن ابن أبى حازم ، عن ابن أبى نَجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضى الله عنهما مرفوعاً ، وفى صحته موقوفاً على ابن عباس نظرٌ ، وقد رمى الناسُ سويدَ بن سعيد راوىَ هذا الحديث بالعظائم ، وأنكره عليه يحيى بن مَعِين وقال : هو ساقط كذَّاب ، لو كان لى فرس ورمح كنت أغزوه ، وقال الإمام أحمد : متروك الحديث . وقال النسائى : ليس بثقة ، وقال البخارى : كان قد عمىَ فيلقن ما ليس من حديثه ، وقال ابن حِبَّان : يأتى بالمعضلات عن الثقات يجبُ مجانبةُ ما روى .. انتهى .
وأحسنُ ما قيل فيه قولُ أبى حاتم الرازىِّ : إنه صدُوق كثير التَّدْليس ، ثم قولُ الدَّارَقُطنىِّ : هو ثقة غير أنه لما كَبِرَ كان ربما قُرئ عليه حديثٌ فيه بعضُ النكارة ، فيُجيزه .. انتهى .
وعِيبَ على مسلم إخراجُ حديثه ، وهذه حالُه ، ولكن مسلم روى من حديثه ما تابعه عليه غيرُه ، ولم ينفرِدْ به ، ولم يكن منكراً ولا شاذاً بخلاف هذا الحديث .. والله أعلم .


فصل

فى هَدْيه صلى الله عليه وسلم فى حفظ الصحة بالطيب
لما كانت الرائحةُ الطيبة غذاءَ الروح ، والروحُ مطيةُ القُوَى ، والقُوَى تزداد بالطيب ، وهو ينفعُ الدماغَ والقلب ، وسائر الأعضاء الباطنية ، ويُفرِّحُ القلب ، ويَسُرُّ النفس ويَبسُطُ الروحَ ، وهو أصدقُ شىء للروح ، وأشدُّه ملاءمةً لها ، وبينه وبين الروح الطيبة نِسبةٌ قريبة . كان أحدَ المحبوبَيْن من الدنيا إلى أطيب الطَيِّبين صلوات الله عليه وسلامه .
وفى (( صحيح البخارى )) : أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يَرُدُّ الطِّيبَ .
وفى (( صحيح مسلم )) عنه صلى الله عليه وسلم : ((من عُرِضَ عليه رَيْحانٌ ، فلا يَرُدَّهُ فإنه طَيِّبُ الرِّيح ، خَفِيفُ المَحْمِلِ)).
وفى ((سنن أبى داود)) و((النسائي)) ، عن أبى هريرةَ رضى الله عنه ، عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم : ((مَن عُرِضَ عَلَيهِ طِيبٌ ، فَلا يَرُدَّهُ ، فَإنَّهُ خَفِيفُ المَحْمِلِ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ)).
وفى ((مسند البزَّار)) : عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إنَّ اللهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الكَرَمَ ، جَوادٌ يُحِبُّ الجُودَ ، فَنَظِّفُوا أفْنَاءَكُم وسَاحَاتِكُم ، ولا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ يَجْمَعُون الأكُبَّ فى دُورِهِمْ)). الأكُب : الزبالة .
وذكر ابن أبى شيبة ، أنه صلى الله عليه وسلم كان لَهُ سُكَّةٌ يَتَطَيَّب منها .
وصَحَّ عنه أنه قال : ((إنَّ للهِ حَقّاً عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِى كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ ، وَإنْ كَانَ لَهُ طِيبٌ أَنْ يَمَسَّ مِنْهُ)).
وفى الطيب من الخاصية ، أنَّ الملائكة تُحبه ، والشياطين تنفِرُ عنه ، وأحبُّ شيءٍ إلى الشياطين الرائحةُ المنتنة الكريهة ، فالأرواحُ الطيبة تُحِبُّ الرائحة الطيبة ، والأرواحُ الخبيثة تُحِبُّ الرائحة الخبيثة ، وكل روح تميل إلى ما يناسبها ، فالخبيثات للخبيثين ، والخبيثون للخبيثات ، والطيباتُ للطيبين ، والطيبون للطيبات ، وهذا وإن كان فى النساء والرجال ، فإنه يتناولُ الأعمالَ والأقوالَ ، والمطاعم والمشارب ، والملابس والروائح ، إما بعموم لفظه ، أو بعموم معناه .


فصل

فى هَدْيه صلى الله عليه وسلم فى حفظ صحة العَيْن

روى أبو داود فى ((سننه)): عن عبد الرحمن بن النُّعمان بن معبد بن هَوْذَةَ الأنصارى ، عن أبيه ، عن جده رضى الله عنه ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بالإِثْمِدِ المُروَّحِ عِنْدَ النَّوْمِ وقال : ((ليتَّقِهِ الصَّائِمُ)) . قال أبو عبيد : المروَّح : المطيَّب بالمسك .
وفى ((سنن ابن ماجه)) وغيره عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : كانت للنبىِّ صلى الله عليه وسلم مُكْحُلَةٌ يَكْتَحِلُ مِنها ثلاثاً فى كُلِّ عَيْنٍ .
وفى ((الترمذي)) : عن ابن عباس رضى الله عنهما ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اكتحَلَ يجعلُ فى اليمنَى ثلاثاً ، يبتدىء بها ، ويختم بها ، وفى اليُسْرى ثنتين .
وقد روى أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ اكْتَحَلَ فلْيُوتِرْ)) . فهل الوترُ بالنسبة إلى العينين كلتيهما ، فيكون فى هذه ثلاث ، وفى هذه ثنتان ، واليُمنى أولى بالابتداء والتفضيل ، أو هو بالنسبة إلى كُلِّ عَيْن ، فيكون فى هذه ثلاث ، وفى هذه ثلاث ، وهما قولان فى مذهب أحمد وغيره.

وفى الكُحْلِ حفظ لصحة العَيْن ، وتقويةٌ للنور الباصر ، وجِلاءٌ لها ، وتلطيفٌ للمادة الرديئة ، واستخراجٌ لها مع الزينة فى بعض أنواعه ، وله عند النوم مزيدُ فضل لاشتمالها على الكُحْلِ ، وسكونها عقيبه عن الحركة المضرة بها ، وخدمةِ الطبيعة لها ، وللإثْمد مِن ذلك خاصيَّة .
وفى ((سنن ابن ماجه)) عن سالم ، عن أبيه يرفعه : ((عَلَيْكُم بالإثْمِدِ ، فإنَّهُ يَجْلُو البَصَر ، ويُنْبِتُ الشَّعرَ)) .
وفى كتاب أبى نُعيم : ((فإنه مَنْبَتَةٌ للشَّعر ، مذهبة للقذَى ، مصْفاة للبصر)) .
وفى ((سنن ابن ماجه)) أيضاً : عن ابن عباس رضى الله عنهما يرفعه : ((خيرُ أكْحالِكم الإثمد ، يجلُو البَصَرَ ، ويُنبت الشَّعرَ)) .


 
 توقيع : الalwaafiـوافي

الــــــــalwaafiــــــــوافي


رد مع اقتباس