عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2003, 12:09 AM   #8
غير مسجل


الصورة الرمزية ابوعمر

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (02:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




رسالة صدام حسين الى الشعب العراقي بمناسبة بداية السنة الهجرية
بسم الله الرحمن الرحيم

((ربنا لا نزغ قلوبنا بعد ان هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة، انك انت الوهاب))

صدق الله العظيم



ايها الشعب العظيم المؤمن الصابر المجاهد، في عراق الحمية والمجد..

ايها المؤمنون في امتنا، وفي بقاع الارض حيثما انتم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يحل علينا اليوم الاول من شهر محرم الحرام، هذا العام، ومثلما نتنسم اريج وعطر الرسالة فيه كل عام، وتصميم المؤمنين الاوائل بقيادة الرسول الكريم محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، على ان لا يتنازلوا عن ايمانهم ويدعوا الناس إليه ليقولوا: ربنا الله، ولا اله الا هو، بعد ان كفروا بالطاغوت، وشقوا طريق الإيمان، واتخذوه لانفسهم، ووضعوا المثابات لكل الاجيال اللاحقة من بعدهم، حتى صار الايمان والاسلام على ما هو عليه، نتنسم اليوم، ايضا، عطر واريج الرسالة، ونتواصل في خيالنا المؤمن مع ما تخيله لنا وتمناه المؤمنون من قبلنا، لنكون على الطريق الذي لا عوج في: طريق الايمان وحميته، ومستلزمات الجهاد فيه، سواء داخل انفسنا، او ما نسعى لنعين الاخرين فيه، بعد حيازة رضا صاحب القدرة العظيم.

لقد اتخذ الرسول الكريم محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، قراره بالهجرة من مكة الى المدينة المنورة، استجابة لامر الله، طائعا له، واستجاب معه المؤمنون فتركوا ديارهم واهليهم وممتلكاتهم، وهاجروا ليس اتقاء للاذى فحسب، بعد ان أوذوا هم ونبيهم، صلى الله عليه وسلم، وواجهوا كل عنت وصنوف الاذى من المشركين الذين تحجرت قلوبهم، بعد اذ لم تؤمن، فبقي الشيطان والطاغوت لديهم.. نقول، ولان النفوذ في مكة قبل الهجرة وقدرة القرار على ايذاء صاحب الرسالة واصحابه كانا بيد جبابرة النفوذ ومن اعجبتهم كثرتهم على الباطل والكفر، فقد كان قرار الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالاضافة الى اتقاء الاذى، ان تكون للمؤمنين المسلمين عاصمة ومركز لايمانهم، بما مدهم الله به، بعد ان لين لهم قلوب الاوس والخزرج من اهل المدينة، ويسر دخول الايمان اليها، فتحولت المدينة، بعد ان دخلها الرسول وصحبه، الى مركز اشعاع للايمان والفضيلة، وبدأ الايمان يجد طريقه الى التشريع في حياة الناس ومعاملاتهم اليومية في شتى صنوفها، فقدم المؤمنون المسلمون صورة لما يؤمنون به، ليس بالتمسك بمعاني ايمانهم بالواحد الاحد في مواجهة اعدائهم فحسب، وانما بنمط الحياة التي يؤمنها الايمان الجديد للانسان في حريته، وحياته المعيشية، والعلاقة داخل اسرته، والعلاقة بين القائد والقادة ومن يقودونهم، ومع هذا، كونوا نموذج الايمان الجديد الشمولي في ضوء دينهم بوجه نموذج الطاغوت المهتريء، ومستواه المتدني المرفوض في كل شؤون الحياة.

وفي ظل التآخي العظيم بين المهاجرين والانصار، وما صار عليه اهل المدينة بموجب الايمان الجديد، عدا يهود بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير، ومن بقيت قلوبهم غلفا على شاكلتهم، تأسست البدايات الاولى لجيش الجهاد، واتحدت معاني الايمان العظيمة، وما زرعته في نفوس المؤمنين من قدرة على الصبر والمطاولة والتصميم على الجهاد، مع حمية الحق في السعي للعودة الى ديارهم التي هاجرت منها، والى اهليهم حيث ممتلكاتهم والاحبة، فصارت طاقة الاستعداد الى المستوى الذي أمنه الله فيهم لينصرهم على اعوان الطاغوت، فانتصروا، بعد ان توكلوا على صاحب القدرة العظيمة، واعدوا لهم من الاسباب ما جعلهم ينتصرون، فتهاوت الاصنام كرموز للكفر وللفرقة والعمى الذي جنب من آمنوا بها، حتى آخر لحظة، الاهتداء الى الطريق الصحيح، يدفعهم الى هذا تعصبهم ضد طريق الايمان والفضيلة والهداية والتمسك بعزة الاثم..

وعندما نستذكر ذلك، وما قدمناه عنه بهذا الاختصار الشديد، ايها العرقيون المؤمنون، مجاهدات ومجاهدين، وايها الفلسطينيون الابطال، وايها المؤمنون في كل مكان، نتساءل: ماذا يريد طاغوت هذا العصر؟ واي الطرق، بعد اذا هدانا الله فآمنا، هو طريق الفلاح لقهره، لتكون العزة، مثلما هي دائما، لله والرسول والمؤمنين؟

ونحن اذ نستذكر جوهر ذلك الصراع، الذي كان بين المؤمنين والمشركين، وبينهم وبين الرومان والفرس وغيرهم من بعد ذلك، فان طاغوت هذا العصر، خسئ وخاب، والله اكبر.. يتصور نفسه بديلا لله، ويلغي، ضمنا، سواء صرح بذلك ام لم يصرح، كل اثر واصلاح وما زرعوا من ايمان لكل الانبياء والرسل، وعلى هذا يتصور الطاغوت انه قادر، كما الله، اعوذ بالله من كل جبار عنيد، على ان يقول لكل شيء واي شيء: كن فيكن، فاوقعه شيطانه في هاوية الشرك، ووصفه بالضد من كل معاني الايمان العظيم، وهو بئس القرار والمصير… ويتصور الطاغوت بمن يمثله في هذا العصر، وفي يومنا هذا، انه قادر على ان يستبعد الناس ويحجز قرارهم وحريتهم واختياراتهم المشروعة، بعد اذ ولدتهم امهاتهم احرارا، وحررهم الله بارادته، سبحانه، عن طريق الانبياء والرسل، ليكون عبيده وحده، لا عبيد أي من الناس..

ايها العراقيون المؤمنون الصابرون المجاهدون.. وايها الفلسطينيون.. وكل المجاهدين في امتنا.. لقد اذيتم في انفسكم، وفي ممتلكاتكم، وفقدتم احبة، ولكنكم جعلتم من دياركم، بعد ادرأتم بالايمان، مكان نموذجكم العظيم الذي تقدمونه لانفسكم، فترضى عنه بعد ان قاومت الطاغوت، وللانسانية بعد امتكم، فصارت امتكم تشد ازركم في موقفها متضامنة مع الانسانية في وقفتها حيثما اهتدت ووجدت طريقها الى الخير، فانكم منتصرون بالايمان، وطريق الحق ضد الباطل، والفضيلة ضد الرذيلة، والامانه ضد الخيانة، والجهاد ضد المرتزقة والعدوانيين، وان الطاغوت مندحر هو ونماذجه مهما طغى وتجبر، ولن تفيده المكابرة، فرايات الله اكبر.. ولا اله الا الله.. صارت هي الرايات التي تجعل خيال المجاهدين المؤمنين يسرح، بعد ان آمن، الى حيث اريج وشذى الرسالات والرسل، وما واجه اصحابهم من عنت الكافرين، اصحاب الطاغوت وعبيده، وكيف انتصر الإيمان على الكفر، والحق على الباطل، والموحدون على الطاغوت، بعد ان جعلوا الله وكيلهم، وعدوا ما ينبغي للمواجهه، ومثلما كانت جائزة المؤمنين السابقين، بعد ان جاهدوا، وصبروا على الاذى، وصابروا، رضى الله عنهم، وراحت ضمائرهم، وما وعد الله به المؤمنين في الاخرة، وقطافه النصر في الدنيا، بعد ان انتصر الايمان داخل الصدور، فان قطاف ايمانكم وصبركم، بعد رضى الله عنكم، وما تنتظرون ليبر به المؤمنين في الاخرة، هو النصر على اعدائكم، فليكن هذا هو الاساس، وليس أي شيء غيره..

وعلى هذا، وفي هذا اليوم، حيث ميلاد السنة الهجرية الجديدة، فان المؤمنين منتصرون، باذن الله، على الطاغوت واعوانه..

وكل عام وانتم بخير

والله اكبر

الله اكبر

ولا اله الا الله

صدام حسين

في الأول من شهر محرم الحرام/1424 للهجرة

الموافق للرابع من شهر آذار/2003 للميلاد


 

رد مع اقتباس