رد: سلسلة من مذكرات (اسماعيل الكويتي)
مرت أيامٌ سبعة منذ رحلتي
لم أسمع فيها صوتكِ
ولم أستشعر ذلك الجمال الذي يُغلِّف كل همسة من همساتكِ
وتسبح في حنانه روحكِ
لم أُصافح نفسي في تلك الأيام السبعة مرة واحدة
ولم أصفُ للزمن
سبعة أيام
عشت فيها مرارة كل ثانية بعذاب آلاف السنين
كلما تصورت أني لن أراكي
أو أستمع إليكِ لأيام أخرى طويلة
تكاد الحياة أن تختنق بداخلي
ويتوقف إنسياب الزمن بعمري
لقد وجدت نفسي عاجزاً عن تقدير هذه الأيام
وحصرها
هل أقدِّرها بزمني الخاص؟
زمني الذي أعيشه معكِ ؟
زمن شوقي الذي يحرق كل ما بداخلي في محاولة للوصول إليكِ ؟
أيامٌ طويلة
أيامٌ طويلة لا تعني في عمر الدنيا شيئاً
ولكنها تعني في عمر حبي ولهفتي إليكِ أشياءً وأشياء
إن عقارب ساعتي تدور
وتدور
تحمل معها الساعات والأيام
وأنا أحملق فيها مذهولاً بين الحين والآخر
إن الزمن لم يعد يعني لي شيئاً
فما هو إلا وسيلة إتصال بيني وبين الناس
لغة لأتفاهم بها معهم
ولكن !!!
في أعماقي أرى عقارب ساعةٍ أخرى
تدور بطريقةٍ مختلفة
مضبوطةٌ على نبضات قلبي
ومن قبل كانت مضبوطةٌ على همساتكِ
وعلى إبتسامتكِ
إنني أعيش زمني الخاص بعيداً عنكِ
زمنٌ الثانية فيه تساوي الكثير
واليوم أصبح كالأبد
لقد كانت نفسي تتركني دائماً
تنشغل في حوار لا ينقطع معكِ
ولكنها الآن تقبعُ داخلي متَّشحةً بالسواد
وأتساءل ؟؟؟
كيف أصبح لكِ كل هذا التأثير على الوجود من حولي؟
كيف جعلتيني أعيش حالة إنعدام الوزن هذه بين الأرض والسماء؟
معلقٌ بحبلٍ واحدٍ هو الذي يتحكم في إرتفاعي وإتزاني ككل
وهو شعوركِ نحوي
أتلمس الأشياء من حولي
فأجدُ عالماً من البرودة والظلام والملل
نعم الملل الذي يزحف لعمري
ويحيل الأوراق في الشجرة بجوار نافذتي إلى أوراقٍ صفراء ميتة
الملل الذي يزحف إلى إبتسامتي فيحرقها وهي ما زالت على أطراف شفاهي
الملل الذي يتخلل خيوط ذلك النسيج الذي يلف حياتي كلها
الملل الذي يتسلل كاللص إلى الأحداث التي مرٌّت بي
فلا تترك على نفسيتي أي إنفعال
وكأنني أشاهد بفتورٍ أحد الأفلام التافهة
عالمٌ غريب
غريبٌ عليَّ بروتينه
وبتفاهة الأحداث فيه
عالمٌ كنت أجد نفسي أعلى منه بمراحل
كنت أُطلُّ عليه من فوق
لم أكن أشعر بأنني أحيا فيه
وإنما كنت كمن يتفرج
ونسيت أن هذا العالم هو حياتي ودنياي
لأنني إنشغلت بعالمٍ آخر
عالمي معكِ
لقد أصبحت حياتي تدور حولكِ
وأصبحت هي المعنى الحقيقي لها
أصبحتي بالنسبة لي كل الآمال التي أسعى لها
أصبحتي دافعاً للنجاح
كنت أسعى للنجاح
ليس من أجلي فقط
ولكن من أجل أن أشعر برنَّة الفرح في صوتكِ
تحملني بعيداً عن روتينية عالمي
كنتِ الهدف
والغاية
وفرحة الوصول
إنني يوماً بيوم
أعترف
باستحالة حياتي من دونكِ
فلقد سمحت لكِ بأن تنزعي من أفكاري
من عقلي
من مشاعري
من قلبي
( أشياء غالية جداً)
وتضعين ما تشائين
ولكن عندما نزعتي تلك الأشياء التي زرعتيها بداخلي
هل فكرتي؟؟؟
بأنه من الممكن أن أعيش الفراغ ؟؟؟
هل فكرتي؟؟؟
|