عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2003, 07:31 PM   #174
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية الalwaafiـوافي
الalwaafiـوافي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Sep 2003
 أخر زيارة : 05-14-2017 (05:24 PM)
 المشاركات : 1,039 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وروى مالك ، عن زيد بن أسلم : أن ذلك كان بطريق مكة ، وهذا مرسل .

وقد روى شعبة ، عن جامع بن شداد ، قال : سمعتُ عبد الرحمن بن أبى علقمة ، قال: سمعت عبد الله بن مسعود ، قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحُديبية ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ يَكْلَؤنا)) ؟ . فقال بلال : أنا ... فذكر القصة .

لكن قد اضطربت الرواةُ فى هذه القصة ، فقال عبد الرحمن بن مهدى عن شعبة ، عن جامع : إن الحارس فيها كان ابنَ مسعود ، وقال غُنْدَرٌ عنه : إن الحارس كان بلالاً ، واضطربت الرواية فى تاريخها ، فقال المعتمِرُ بنُ سليمان : عن شعبة عنه : إنها كانت فى غزوة تبوك ، وقال غيرُه عنه : إنها كانت فى مرجعهم من الحُديبية ، فدل على وهمٍ وقع فيها ، ورواية الزهرى عن سعيد سالمة مِن ذلك .. وبالله التوفيق.


فصل

فى فقه هذه القصة

فيها : أن من نام عن صلاة أو نسيها ، فوقتُها حينَ يستيقظ أو يذكرُها .

وفيها : أن السنن الرواتبَ تُقضَى ، كما تُقضَى الفرائض ، وقد قضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سُنَّةَ الفجر معها ، وقضى سُنَّةَ الظهر وحدها ، وكان هَديُه صلى الله عليه وسلم قضاءَ السنن الرواتب مع الفرائض .

وفيها : أن الفائتة يُؤذَّن لها ويُقام ، فإن فى بعض طرق هذه القصة ، أنه أمر بلالاً ، فنادى بالصلاة ، وفى بعضها : فأمر بلالاً ، فأذَّن وأقام ذكره أبو داود.

وفيها : قضاء الفائتة جماعة .

وفيها : قضاؤها على الفور لقوله : ((فليُصلِّها إذا ذكرها)) ، وإنما أخَّرها عن مكان مُعرَّسِهم قليلاً ، لكونه مكاناً فيه شيطان ، فارتحل منه إلى مكان خيرٍ منه ، وذلك لا يفُوِّت المبادرة إلى القضاء ، فإنهم فى شغل الصلاة وشأنها .

وفيها : تنبيه على اجتناب الصلاة فى أمكنة الشيطان . كالحمَّام ، والحُشِّ بطريق الأَوْلى، فإن هذه منازِلُه التى يأوى إليها ويسكُنها ، فإذا كان النبىُّ صلى الله عليه وسلم ، ترك المبادرةَ إلى الصلاة فى ذلك الوادى ، وقال : ((إن به شيطاناً)) ، فما الظن بمأوى الشيطان وبيته .


فصل

فى رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم

ولما رجع رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ردَّ المهاجرون إلى الأنصار منائِحَهم التى كانوا منحُوهم إياها مِن النخيل حين صار لهم بخَيْبَر مالٌ ونخيلٌ ، فكانت أُمُّ سُليم وهى أُم أنس بن مالك أعطت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عِذَاقاً ، فأعطاهن أُمَّ أيمن مولاته ، وهى أُم أُسامة بن زيد ، فردَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أُم سُليم عِذاقها ، وأعطى أُم أيمن مكانهن من حائطه مكانَ كل عَذق عشرة .


فصل

وأقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة بعد مقدَمه مِن خَيْبَر إلى شوَّال ، وبعث فى خلال ذلك السرايا .

فمنها : سريةُ أبى بكر الصِّدِّيق رضى الله عنه إلى نجدٍ قِبَلَ بنى فَزارة ، ومعه سلمةُ بنُ الأكوع ، فوقع فى سهمه جاريةٌ حسناء ، فاستوهبها مِنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، وفادى بها أسرى من المسلمين كانوا بمكة .

ومنها : سريةُ عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى ثلاثين راكباً نحو هوازن ، فجاءهم الخبر ، فهربوا وجاؤوا محالهم ، فلم يَلْقَ منهم أحداً ، فانصرف راجعاً إلى المدينة ، فقال له الدليل : هل لك فى جمعٍ من خَثْعَم جاؤوا سائرين ، وقد أجدبت بلادُهم ؟ فقال عمر : لم يأمرنى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بهم ، ولم يَعْرِضْ لهم .

ومنها : سرية عبد الله بن رواحة فى ثلاثين راكباً ، فيهم عبد الله بن أنيس إلى يسير بن رِزَام اليهودى ، فإنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يجمع غَطفان لِيغزوه بهم ، فأتوه بخَيْبَر فقالوا : أرسلنا إليك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليستعملك على خَيْبَر ، فلم يزالوا حتى تَبِعَهم فى ثلاثين رجلاً مع كُلِّ رجل منهم رديفٌ من المسلمين ، فلما بلغوا قَرقرة نِيار وهى من خَيْبَر على ستة أميال ندم يسير ، فأهوى بيده إلى سيف عبد الله بن أنيس ، ففطن له عبد الله بن أنيس ، فزجر بعيره ، ثم اقتحم عن البعير يسوقُ القوم حتى إذا استمكن مِن يسير ، ضرب رجله فقطعها ، واقتحم يسير وفى يده مِخرشَ من شوحط ، فضرب به وجه عبد الله فشجَّه مأمومَة ، فانكفأ كُلُّ رجل من المسلمين على رديفه ، فقتله غيرَ رجل مِن اليهود أعجزهم شداً ، ولم يُصَبْ مِن المسلمين أحدٌ ، وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبصق فى شجَّة عبد الله بن أنيس ، فلم تَقِحْ ، ولم تُؤذه حتى مات .

ومنها : سريةُ بشير بن سعد الأنصارى إلى بنى مُرَّة بفدك فى ثلاثين رجلاً ، فخرج إليهم ، فلقى رِعاء الشاء ، فاستاق الشاءَ والنَّعم ، ورجع إلى المدينة ، فأدركه الطلبُ عند الليل ، فباتُوا يرمونهم بالنَبْلِ حتى فنى نَبْلُ بشير وأصحابه ، فولَّى منهم مَنْ ولَّى ، وأُصيب منهم مَنْ أُصيب ، وقاتل بشير قتالاً شديداً ، ورجع القومُ بنَعمهم وشائهم ، وتحامل بشيرٌ حتى انتهى إلى فدك ، فأقام عند يهود حتى برئت جِراحه ، فرجع إلى المدينة

ثم بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى الحُرَقَةِ من جُهينة ، وفيهم أسامةُ بن زيد ، فلما دنا منهم ، بعث الأميرُ الطلائع ، فلما رجعوا بخبرهم ، أقبل حتى إذا دنا منهم ليلاً ، وقد احتلبوا وهدؤوا، قام فحمدَ الله ، وأثنى عليه بما هو أهلُه ، ثم قال : أوصيكم بتقوى الله وحدَه لا شريكَ له ، وأن تُطيعونى ، ولا تعصونى ، ولا تُخالفوا أمرى ، فإنه لا رأى لمن لا يُطاع ، ثم رتبهم وقال : يا فلان ، أنت وفلان ، ويا فلان أنت وفلان ، لا يُفارِقْ كلٌ منكما صاحِبَه وزميله ، وإياكم أن يَرْجع أحد منكم ، فأقول : أين صاحبك ؟ فيقول : لا أدرى ، فإذا كبَّرتُ ، فكبِّروا ، وجرَّدوا السيوف ، ثم كَبَّروا ، وحملوا حملة واحدة ، وأحاطُوا بالقوم ، وأخذتهم سيوفُ الله ، فهم يضعونها منهم حيث شاؤوا ، وشعارهم : أَمِتْ أمِتْ ، وخرج أُسامة فى أثر رجل منهم يقال له مِرداسُ بن نَهِيك ، فلما دنا منه ، وَلَحَمَهُ بالسيف ، قال : لا إله إلا الله ، فقتله ، ثم استاقوا الشَّاءَ والنَّعم والذُّرِّيَّة ، وكانت سُهمانُهم عشرة أبعرة لكل رجُل أو عِدْلَها من النَّعم ، فلما قَدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أُخبر بما صنع أُسامة ، فكَبُر ذلك عليه ، وقال : ((أقتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ؟)) فَقَالَ : إنَّمَا قالها متعوِّذاً ، قال : ((فَهَلاَّ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِه)) ثم قال : ((مَنْ لَكَ بلا إله إلاَّ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ)) ، فما زال يُكرر ذلك عليه حتى تمنَّى أن يكون أسلمَ يومئذ وقال : يا رسولَ الله ؛ أُعطى الله عهداَ ألا أقتُل رجلاَ يقول : لا إله إلا الله ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ((بعدى)) فقال أُسامة : بعدك .


فصل

فى بعثه صلى الله عليه وسلم إلى بنى المُلَوَّح بالكديد

وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الكَلبى إلى بنى المُلَوَّح بالكَدِيد، وأمره أن يُغير عليهم.

قال ابن إسحاق: فحدَّثنى يعقوبُ بن عتبة، عن مسلم بن عبد الله الجهنى، عن جندب بن مَكيث الجُهنى، قال: كنتُ فى سريته، فمضينا حتى إذا كنا بِقَدِيد لَقِينَا به الحارث بن مالك بن البَرْصَاء الليثى، فأخذناه، فقال: إنما جئتُ لأسلم، فقال له غالب بن عبد الله: إن كنتَ إنما جئتَ لِتسلم، فلا يضرُّك رِباطُ يوم وليلة، وإن كنتَ على غير ذلك، استوثقنا مِنك، فأوثقه رِباطاً وخلَّف عليه رُويجلاً أسود، وقال له: امكث معه حتى نمر عليك، فإذا عَازَّك، فاحتَّز رأسَه، فمضينا حتى أتينا بطن الكَدِيد، فنزلناه عشيةً بعد العصر، فبعثنى أصحابى إليه، فَعَمَدْتُ إلى تل يُطلعنى على الحاضر، فانبطحتُ عليه، وذلك قبلَ غروب الشمس، فخرج رجل منهم، فنظر فرآنى منبطِحاً على التل، فقال لامرأته: إنى لأرى سَواداً على هذا التلِّ ما رأيتُه فى أوَّلِ النهار، فانظرى لا تكونُ الكِلابُ اجترَّت بعضَ أوعيتك، فنظرتْ، فقالت: لا واللهِ لا أفقد شيئاً. قال: فناولينى قوسى وسهمين من نبلى، فناولته، فرمانى بسهم، فوضعه فى جنبى، فنزعته فوضعتُه ولم أتحرك، ثم رمانى بالآخر، فوضعه فى رأس منكبى، فنزعتُه فوضعتُه ولم أتحرك، فقال لامرأته: أما واللهِ، لقد خالطه سهامى، ولو كان ربيئةً لتحرَّك، فإذا أصبحتِ، فابتغى سَهْمَىَّ فخُذيهما لا تمضغهما الكلاب علىَّ، قال: فأمهلناهم حتى إذا راحت روائحهم، واحتلبُوا وسكنوا، وذهبت عَتَمَةُ الليل، شننا عليهم الغارة، فقتلنَا مَن قتلنا، واستقنا النَّعم، فوجهنا قافلين به، وخرج صريخُهم إلى قومهم، وخرجنا سِراعاً حتى نمر بالحارث بن مالك وصاحِبه، فانطلقنا به معنا، وأتانا صريخُ الناس، فجاءنا ما لا قِبَلَ لنا به، حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطنُ الوادى مِن قُدَيْدٍ، أرسل اللهُ عزَّ وجَلَّ من حيث شاء سيلاً، لا واللهِ ما رأينا قبل ذلك مطراً، فجاء بما لا يقدر أحد يَقْدَمُ عليه، فلقد رأيتُهم وقوفاً ينظرون إلينا ما يَقْدِرُ أحد منهم أن يقدَم عليه، ونحن نَحْدوها، فذهبنا سِراعاً حتى أسندناها فى المُشلَّل، ثم حدرناها عنه، فأعجزنا القومَ بما فى أيدينا.

وقد قيل: إن هذه السرية هى السرية التى قبلها.. والله أعلم.


 
 توقيع : الalwaafiـوافي

الــــــــalwaafiــــــــوافي


رد مع اقتباس