رسالة شوق من فؤاد متيم = إلي فارس التأليف والشاعر الشهم
معطرة فل وكاد وريحاني = إلي من حوى جم التواضع والعلم
وفواحة من زهر تلك الربى الخضر = الى من تميز بالنباهة والفهم
من السودة الشماء وأبها وتهلل = إلى من له جل الأناة مع الحلم
وفيها نسيم من جبال سراتنا = لمن يقرئ الضيفان بالبن والشحم
وجوهرها صدق المشاعر والقصد = الى الوافى الصنديد والصادق القرم
جماد وإنسان وطيروأنجم = تحييك من أبها مع طلة الوسمي
لم لم يكن ذا والصفات الحميدة = عليكم وشاح بالتواقيع والرشم
جميل السجايا عندكم والشمائل = قد ارتسمت فوق الجبين كما الوشم
وسيرتكم في كل وقت حديثنا = نرددها عند المحبين والخصم
أبا خالد ناضلت منذ الطفولة = فكم كابدت ساقاك رجما ورى رجم
شرعت في التأليف والنقد والنشر = وكنا نرى هذا الصنيع من الحلم
بوقت لم ير دور نشر ولاكتب = قرأت المراجع من فصيح ومن عجم
ولم يثنك المفقود عما تريده = وما ذاك إلا قوة الصبر والعزم
فيهناك ماحققته من مراتب = فها أنت من فوق الشوامخ والنجم
فكم لك من دور للرقي بفكرنا = وتخليصه من ذلك الوهن والوهم
فتهدي كتابا أوسؤالا معبراً = ومن لايجيد الرمي لم يستطع يرمى
ولكننا منك استفدنا ملاحما = فكنت الذي يرمى المقاصد بالسهم
فأنت الذي كل يرى فيك قدوة = لسانك لم تنطق بسوء ولاشتم
يقولون أن اليتم فقد المعارف = فكم من يتيم انتشلت من اليتم
عرفناك جزاعا صبوراً وشامخاً = تناسيت آلاما ترى جرحها يدمى
وتعفو عن المخطئ وتنسى صنيعه = وغيرك لم يعرف سوى الحفر والردم
فكم من أناس قد بنيت عقولهم = وليس الذي يبنى كمن شغله الهدم
فاقسم وأقسم ثم أقسم وأاقسم = لأنت الذي إن جاء ذكرك والنعم
هنيئا جوارك للحبيب محمد = عليه أصلي في البدايات والختم