**اهتمام دولي واحصاءات علمية :
بدأ الاهتمام بالطفل في مطلع العشرينات من القرن الماضي ، بظهور أول إعلان لحقوق الطفل في العام 1923 ،
وقد التزم قادة الدول الذين حضروا مؤتمر القمة العالمي من اجل الطفل عـام 1990 والـذي تمت المـوافقة خلاله على " اتفاقية حقوق الطفل " ، على الاسترشاد بمبدأ " الأطفال أولا " الذي ينص على ايلاء احتياجات الأطفال الأساسية الأولوية العليا عند تخصيص الموارد، في السراء والضراء ، وعلى جميع المستويات الوطنية والدولية وكذلك على مستوى الأسرة نفسها .
وبالرغم من أن مجلس جامعة الدول العربية قد اتخذ على مستوى القمة التي عقدت في عمان مارس2001م قراراً بتبني " الإطار العربي لحقوق الطفل " وهناك استعدادات لمؤتمر طفولي هام كان من المقرر انعقاده في سبتمبر 2001م لكنه تأجل الا انه ما زال الطفل في اسرته غير محمي من وجود العنف الموجه ضده والعنفىانواع منها الجنسي
وفي كتاب حقوق الطفل اورد المؤلف غسان خليل الاسهامات الدولية لمنع استغلال الطفل جسديا ومن ضمنها المؤتمر الذي استضافته السويد ونظمته منظمة الامم المتحدة و" اكبات" و" مجموعة المنظمات غير الحكومية من اجل اتفاقية حقوق الطفل "
وانتج المؤتمر اعلان هام يقضي باهمية التحرك لوضع حد للاستغال والاساءة الجنسية التي يتعرض لها الاطفال على ان يشمل التحرك المستوى المحلي الوطني والاقليمي والدولي .
بالرغم من كل التحركات الدولية للاهتمام بحقوق الطفل الا ان 29 دولة فقط اعتمدت خطة عمل تشمل حملات توعية وتشديد القوانين ذات الصلة بظاهرة استغلال الأطفال جنسياً
هذا بالنسبة لعماية الطفل من الخطر الخارجي فماذا عن الخطر داخل الاسرة !!
ان البحث عن الدمار داخل الاسرة صعب اذ لا نستطيع ان نحدد بدقة عدد الاطفال الذين تعرضوا في العالم العربي الى تحرش جنسي داخل اسرهم لتكتم الاطراف المعنية فقط نورد هنا بعض الامثلة لدول عربية اعلنت عن الاحصاءات :
**في الأردن :
تبين سجلات عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالاردن ان عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998 قد بلغ 437 حالة ، شملت 174 حالة إساءة جنسية على الأطفال كانت مصنفة حسب ما يلي :
( 48) حالة إساءة جنسية ، كان المعتدي فيها من داخل العائلة ، و79 حالة إساءة جنسية كان المعتدي فيها معروف للضحية - قريب او جار او غيره، و47 حالة كان الاعتداء على الطفل فيها من قبل شخص غريب .
** في لبنان :
أظهرت دراسة صادرة عن جريدة لوريان لوجور ان المغتصب رجل في جميع الحالات ، ويبلغ من العمر 7-13عام ، وان الضحية شملت 18 فتاه و10 صبيان تترواح أعمارهم بين سنة ونصف - 17 سنة .
واشار المؤتمر الرابع اللبناني لحماية الأحداث الى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم ، على يد اقرباء لهم أو معتدين قاصرين . ( د . برنار جرباقة ، 2000 )
** في مصر:
تشير أول دراسة عن حوادث الأطفال في مصر أعدتها الدكتورة فاتن عبدالرحمن الطنباري أستاذ الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس الى ان حوادث الاعتداء الجنسي علي الأطفال تمثل 18% من اجمالي الحوادث المختلفة للطفل
وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية فقد اتضح ان النسبة هي
35% له صلة قرابة بالطفل و 65% ليست له صلة بالطفل
** في سراييفو:
ذكر عبد الباقي خليفة ان هناك دراسة اعدت مؤخرا في كرواتيا، اثبتت ان واحدة من كل اربع فتيات تعرضت للاغتصاب على يد اقربائها.
وان كل واحد من ستة شباب يتعرض للاغتصاب. وان %90 من الاناث والذكور يمارسون الجنس دون سن الثامنة عشرة ثلثهم مع الاقارب و40% مع الجنس الواحد. ويقول الاطباء الذين يعالجون حالات دون سن العاشرة، ان بعض الاطفال لا يمكن ان يعودوا للحياة الطبيعية، وانه حصل لبعضهم لوثات عقلية بسبب الاغتصاب وبعضهم في حالات نفسية يصعب شفاؤها.
نفس المرجع السابق.
|