عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2009, 08:38 PM   #35
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية جاسر الغراني
جاسر الغراني غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10303
 تاريخ التسجيل :  May 2007
 أخر زيارة : 04-14-2022 (10:54 AM)
 المشاركات : 2,191 [ + ]
 التقييم :  13
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ● • .. بعض الناس إذا رأيته قلت .. • ●



بالضبط :

الناس أجناس ، ومهما حاولنا أن نوّحد نظرتنا تجاه شخص إلى شخص آخر ؛ فإنه سيستحال علينا المقارنة بالمثل ، أو الشبه ، أو الكيف .

وإذا أدركنا مدى ما يتحصل عليه ابن آدم من صفات وراثية وأخرى مكتسبة ، ينبري لنا فهم مسوّغات البشر ، وما هم فيه من حكمة أزلية بالاختلاف والتغيّر من قوم إلى قوم ، ومن شخص إلى شخص .

لا زلت و منذ مدة أنظر إلى الناس من حولي ، وأقيم مكانتهم في قلبي ، أرى الاختلاف بينهم جلي واضح في الصغيرة قبل الكبيرة ، حاولت تقسيمهم حسب ما يمثلون لي فوجدتهم لا يتعدون ثلاثة أقسام، وأحسب الأمر لن يختلف كثيرا بالنسبة لكم و لكم أن تقرروا بعد معرفة الأصناف الثلاثة :


1* الشخص العادي

و هم الأغلبية الساحقة ،قد يكونون من الأهل الأقارب ، الزملاء أو من الجيران .. لا يؤنسنا حضورهم و لا يزيدنا شيئاكما أننا لا نفتقده أو ينقصنا شيء عند غيابه ، لا نكن له الحب الكبير و لا الكره اليسير ،لا نتوق لمجاملته و لا ننفر منها ،كما أننا لا نسعى إليها بطبيعة الحال ،فليس فيه من الصفات ما يجعله ذو حضوه و مكانة

2* الشخص غير المرغوب

فضلت تسميته بهذا الاسم لأن كلمة (مكروه) قاسية نوعا ما ،من الناس من لا نرحب به ،وغالبا ما نسعد و نأنس لعدم تواجده ، والأكيد أنه كذلك لأن له من الرذائل نصيب ،يجعلنا لا نطيقه ، فإما أنه متعالي متكبر بقرفك بالحديث عن إنجازاته الوهمية الخارقة ،أو أنه منافق يبدي لك غير ما يبطن ، فتكتشف خبثه و لؤمه مع الأيام .

3* الشخص المحبوب

هو من يمتلك علينا عقولنا قبل قلوبنا ،يخترقها دون سابق إنذار ،إن غاب ترك مكانه شاغرا لا يحل محله أحد ،و إن حضر هلت معه البهجة و ارتسمت البسمة على الشفاه ،يتربع على عرش أفئدتناالأكيد أنه لم يحتل هذه المكانة و لم ينل هذه المنزلة بمحض الصدفة طبعا بل لأنه مميز عن غيره في كل شيء .


لكن بإمكاني أن ألخص لكم بعضا من أهم الأسباب التي تخول لك الانتماء إلى الفئة الثالثة.

ًأولا : ( حب الله لكم )

يجب أ ن يحبكم الله ، لأن الله إن أحب عبدا وضع له القبول في الأرض.

عن أبى هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : أن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : أنى أحب فلانا فأحبه ، قال : فيحبه جبريل ، ثم ينادى في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه ،
فيحبه أهل السماء ، قال : ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول : أنى أبغض فلانا فأبغضه ، قال : فيبغضه جبريل ، ثم ينادى في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه ، قال : فيبغضونه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض

و لن نكسب حب الله إلا إذا توفرت فينا شروط ،أورد منها على سبيل الذكر لا الحصر:

* طاعة الله و رسوله وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه .

*التوبة وكثرة الذكروالصبر، التوكل ، العدل ...و غيرها .

{وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}{وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ‎}{إن الله يحب التوابين}{إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}

ثانيا : (حسن الخلق )

فإن من أبواب الجنة الثمانية باب يطلق عليه باب حسن الخلق لا يدخل منه إلا من حسن خلقة في الدنياروذلك لأنه جاهد نفسه ولم يطلق لها العنان في خوض المعارك ترفعاً منه لوجهه الكريم .

وإليكم أحبتي بعضاً من المفاتيح التي تساعد لأن نكون من الصنف الثالث : ( الصنف المحبوب ) .



المفتاح1

البدء بالسلام ورده :
قال الله عز وجل: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).


المفتاح2

التبسم في وجه الناس،البسمة لا تكلفنا شيئا و لكنها في المقابل تعطينا الكثيرأسوة بحبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام فلم ير قط إلا متبسما و قد قال (التبسم في وجه أخيك صدقة) .

المفتاح3
مشاركة الآخرين أفراحهم كما أتراحهم ،لأن ذلك يؤثر في القلب بالغ الأثر ،و قد حث ديننا الحنيف على ذلك في الحديث التالي
عَن ْأَبي هُرَيْرَة رَضِي اللّه عَنْهُ قَالَ: سَمِعتُ رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم يقـولُ: "حَقُّ المسلَمِ على المسلِمِ خَمسٌ: ردُّ السلامِ، وعِيادةُ المريضِ،وإتباع الجنائِزِ، وإجابَةُ الدَّعْوةِ، وَتَشْميتُ العاطِسِ ". متفق عليه

المفتاح4
الالتزام بآداب الحديث لأن طريقة كلام المرء يعد مدخلا أساسيا لقلوب الناس .


المفتاح5

لا يخفى عليكم ما للهدية من سحر في اقتحام القلوب و أسرها ،هادوا الناس في المناسبات أو بدونها ، فالهدية رسالة خاصة تقول للمهدي أحبك و أقدرك و مكانتك غالية و قد قال عليه أفضل الصلاة و السلام (تهادوا تحابوا) .

المفتاح6
قضاء حوائج الناس و الوقوف إلى جانبهم قد قال الشاعر في هذا :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ** لطالما استعبد الإحسان إنسان .


ختاماً أشكر ، صاحب الموضوع ، والمعذرة على الاسترسال ، والإطناب في الموضوع ؛ فربما أني حجبت ما كتبه الكاتب ، ولا أظن .

نبع الغلا ،، شكراً لك من الأعماق .


 
 توقيع : جاسر الغراني



رد مع اقتباس