الطرق الخمس:
أ - طريقة التلازم في الوقوع:
وتقوم على الإيمان بتلازم العلة والمعلول واتفاقهما في الوجود والوقوع، بمعنى أنه متى وجدت العلة وجد المعلول.
فالمستقري - هنا - يدرس أكثر من حالة من الحالات التي تقع فيها الظاهرة، ثم يقوم بتحليل ظروف كل حالة مستقلة عن الحالات الأخرى، متى ما لاحظ اشتراك جميع الحالات في أمر واحد، استنتج أن من الراجح أن يكون ذلك الأمر المشترك بين جميع الحالات هو علة حدوث الظاهرة.
كإيمان عالم النبات بأن مادة "الكلوروفيل" هي علة خضرة أوراق البرسيم لوجود الكلوروفيل في جميع الأوراق التي فحصها.
ب - طريقة التلازم في التخلف:
وتقوم على الإيمان بتلازم العلة والمعلول في العدم، بمعنى أنه متى عدمت العلة عدم المعلول.
والمستقري - هنا - يدرس حالتين تقع الظاهرة في إحداهما ولا تقع في الأخرى، ويحلل جميع ظروف الحالتين، فإن انتهى إلى أن الحالتين متفقتان في كل شيء سوى أمر واحد، ورأى أن هذا الأمر الواحد كان موجودا في الحالة التي وقعت فيها الظاهرة وغير موجود في الأخرى، استنتج أن من الراجح أن يكون هذا الأمر الموجود في حالة والمفقود في أخرى هو علة وجود الظاهرة.
وبهذه الطريقة يستنتج – مثلا – أن الأوكسجين علة في الاحتراق لأن عدم وجوده يسبب امتناع الاحتراق، وأن الهواء علة في سماع الأصوات لأن عدم وجوده يستحيل سماع الأصوات.
ج - طريقة التلازم في الوقوع والتخلف:
وتقوم على الإيمان بأن العلة إذا وجدت وجد المعلول، وإذا عدمت عدم المعلول.
و المستقري – هنا – يهتدي إلى علة الظاهرة بوجود الظاهرة عند وجود عنصر معّين مشترك بين حالتين، وبعدم وجود الظاهرة عند عدم وجود ذلك العنصر المشترك، فإنه يستنتج أن من الراجح أن يكون هذا العنصر المشترك هو علة وجود الظاهرة، كما لو لوحظ أن ظاهرة (ضعف التكوين العلمي) منتشرة في مدارس متعددة تشترك في نظام تعليمي خاص، وغير منتشرة في مدارس أخرى متعددة مشتركة في عدم أخذها بذلك النظام الخاص.
فإن المستقري – هنا – يستنتج أن من الراجح أن تكون على ضعف التكوين العلمي هو النظام التعليمي الخاص.
د - طريقة التلازم في التغير:
وتقوم على الإيمان بأن أي تغير يحدث في العلة لابد وأن يحدث في المعلول.
وبهذه الطريقة انتهى إلى معرفة حركة المد والجزر معلولة لجذب الشمس والقمر إلى الأرض، وذلك لأن تغير المد والجزر يتبع بانتظام حركة الشمس والقمر طول السنة.
وانتهى بسببها أيضا إلى معرفة أن حجم الغاز والضغط الواقع عليه يتناسبان تناسبا عكسيا، وإلى معرفة تحديد العلاقة بين العرض والطلب في الأسواق التجارية.
هـ - طريقة البواقي:
وتقوم على الإيمان بأن علة الشيء لا تكون علة لشيء آخر يختلف عنه.
والمستقري – هنا – يلاحظ فيما إذا رأى علتين لمعلولين مختلفين، وعلم بأن علة معينة من العلتين هي علة لمعلول معين من المعلولين، استنتج أن من الراجح أن تكون العلة الباقية هي علة المعلول الباقي.
وبهذه الطريقة اهتدى (ليفرييه) إلى اكتشاف الكوكب (نبتون) وذلك حينما وجد انحرافا في مدار الكوكب (يورانوس) ونسب ذلك الانحراف إلى وجود كوكب آخر قريب منه، لأن الظواهر الفلكية الأخرى المتصلة بالكوكب (يورانوس) معروفة لديه سوى الظاهرة الباقية وهي ظاهرة انحراف مدار (يورانوس) فإذن من الراجح أن تكون علتها هي وجود كوكب آخر قريب منه.
ثالثا - مرحلة القانون
وهي المرحلة الأخيرة التي ينتهي إليها المستقري ذلك بعد أن تثبت لديه صحة الفرض الذي افترضه، وينتقل إلى وضع القاعدة العامة الثابتة والتي تسمى بـ (القانون).
الخلاصة:
والخطوات التي تتبع في طريقة الاستدلال بالاستقراء هي:
1 - تعيين المطلوب.
2 - دراسة الجزئيات.
3 - استخراج النتيجة.
4 - وضع القاعدة العامة.
تنبيه:
قد تطلق كلمة (نظرية) في العلوم على (الفرض) كما يقال (نظرية التطور) و(نظرية الجاذبية).
وقد تطلق على (القانون) كما يقال (نظرية العرض والطلب) و(نظرية أرخميدس في الأجسام الطافية).
إلا أنه غالباً ما تستعمل كلمة (نظرية) ويراد منها (القانون).