الموضوع: الاستقراء
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2009, 08:59 AM   #3


الصورة الرمزية الرهيب معكم
الرهيب معكم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6889
 تاريخ التسجيل :  Aug 2006
 أخر زيارة : 10-01-2023 (12:01 AM)
 المشاركات : 3,881 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
Ss7008 كيفية الاستدلال بالاستقراء



كيفية الاستدلال بالاستقراء:

للاستقراء مراحل يمر بها المستقري عند قيامه بعملية الاستدلال الاستقرائي تسمى بـ (مراحل الاستقراء) وتتلخص فيما يلي:

1 - مرحلة الملاحظة والتجربة.

2 - مرحلة الفرض.

3 - مرحلة القانون.

أولا - مرحلة الملاحظة والتجربة

وهي مرحلة توجيه المستقري فكره نحو المطلوب لمعرفة حقيقته أو تبيان معناه.

والملاحظة: هي مشاهدة المطلوب في الطبيعة على ما هو عليه.

والتجربة: هي مشاهدة المطلوب في ظروف يهيئها المستقري حسبما يريد.

خطوات العملية:

وخطوات العملية العقلية التي يتبعها المستقري في هذه المرحلة تتخلص بالآتي:

1 - تركيز الانتباه حول المطلوب وحصره به فقط.

2 - فهم معنى الأثر الذي تنقله الحواس إلى العقل بسبب عملية تركيز الانتباه وتفسيره على ضوء خبرات العقل المخزونة فيه.

3 - استحصال النتائج في ضوء عملية الفهم والتفسير وما انتهى إليه.

الفروق بين الملاحظة والتجربة:

تفترق التجربة عن الملاحظة بمزايا أهمها ما يلي:

(1) أن التجربة تدور في نطاق المطلوب فقط بسبب الظروف التي يهيئها المستقري لذلك بعكس الملاحظة فإنها قد لا يتأتى فيها ذلك.

فمثلا: إذا كان الشيء المشاهد مما يقتدر على عزله عمّا سواه إنما يعزل بالتجربة لا بالملاحظة وذلك كتجربة معرفة تأثير الجاذبية الأرضية على الأجسام الساقطة داخل نواقيس مفرغة من الهواء.

(2) بالتجربة يستطيع العلماء أن يوجدوا ظواهر طبيعية ومركبات مادية قد لا توجد في الطبيعة أو لا يمكن مشاهدتها عن طريق الملاحظة، كالمركبات الكيميائية المستخدمة في الطب والصباغة وأدوات الحرب.

(3) أن التجربة أسرع في الوصول إلى النتيجة من الملاحظة.

(4) في التجربة يستطيع العلماء تقدير العوامل التي تساعد على وجود الظواهر الطبيعية تقديراً كميا دقيقا فيزيدون فيها أو ينقصون حسبما تتطلبه الوضعية.

مجال الملاحظة:

يرجع إلى الملاحظة في المجالات التالية:

1 - فيما يستحيل إجراء التجربة عليه، كحركة الفلك والمد والجزر، وإعادة الحياة إلى الجسم الميت.

2 - فيما يحدث ضرراً بليغا على الإنسان كمحاولة معرفة تأثير الغازات السامة على الإنسان، أو معرفة ما ينجم عن إتلاف بعض خلايا مخ الإنسان.

3 - فيما يتطلب نفقات كبيرة تصرف على التجربة لا تتناسب وفائدتها العلمية.

شروط المرحلة:

يشترط في القيام بالملاحظة أو إجراء التجربة ما يلي:

(1) تركيز الانتباه وحصر الملاحظة أو التجربة في المطلوب دون ما عداه.

(2) الدقة والضبط.

(3) تسجيل الظاهرة المشاهدة.

(4) تكرار العملية إلى القدر الذي ينتهي إلى الاطمئنان بنجاحها.

ثانيا - مرحلة الفرض

بعد أن ينتهي المستقري من مرحلة الملاحظة والتجربة، وذلك عندما تتوفر لديه الأمثلة الكافية حول المطلوب، ينتقل إلى المرحلة الثانية من الاستدلال بالاستقراء وهي مرحلة الفرض.

والفرض: هو الرأي الذي يضعه المستقري لتفسير أسباب الظاهرة المشاهدة أو آثارها على سبيل التخمين والظن.

فالفرض – في واقعه – تفسير مؤقت يفترضه المستقري بغية التوصل عن طريق التأكد من صحته إلى القانون أو القاعدة العامة المطلوبة.

شروط المرحلة:

لا يعتبر الفرض فرضاً علمياً إلا إذا توفر على الشروط التالية:

1 - ألا يتعارض الفرض والقوانين العلمية الثابتة.

2 - أن يكون الفرض قضية قابلة للبرهنة على صحتها أو فسادها.

3 - أن يكون الفرض قضية قابلة للتطبيق على جميع الجزئيات المشاهدة.

إثبات الفرض:

لاختبار صحة الفرض العلمي والتأكد منها وضعت قواعد عملية وهي:

الطريقة القياسية والطرق الخمس التي وضعها (جون ستيورات مل)، والتي تسمى بـ (طرق الاستقراء) أو (قوانين الاستقراء) وهي:

1 - الطريقة القياسية:

وهي أن يفترض المستقري وجود (علاقة علية) بين الأشياء موضوعة البحث، ثم يستنتج من ذلك الافتراض نتائج، ويبحث عما يؤيد صحة هذه النتائج فإن عثر على ذلك تيقن صحة فرضه، وإن لم يعثر على ما يؤيد تلك النتائج عدل عن فرضه إلى فرض آخر.

ويمكن أن نستخدم هذه الطريقة لإثبات مختلف الفروض العلمية وخاصة في العلوم الاجتماعية والعلوم التاريخية وعلم طبقات الأرض وعلم الفلك.

وباستخدام هذه الطريقة توصل علماء الفلك إلى معرفة حركة الأفلاك وحركة الأرض حول الشمس وكروية الأرض وحركة المدّ والجزر.

وبهذه الطريقة أيضا يعلل علماء طبقات الأرض الأسباب التي أدت إلى حدوث التغيرات في القشرة الأرضية.

وهكذا بالنسبة إلى الكثير من الحوادث التاريخية والتغيرات الاجتماعية.


 

رد مع اقتباس