وهكذا تم توديع جورج بوش بالحذاء في زيارته الوداعية ولم تأتي من فراغ تلك الرجمة فهي نابعة من قلب محب للعراق كاره للسياسة الأمريكية ..
نهاية المطاف كانت مأساويه بحق الرئيس الأمريكي المودع لرئاسته المودع لسياسته المرفوضة قول لا عمل ..
التاريخ سوف يسجلها يا واشنطن كما سبق وإن استمسك بها ليضيفها لحذاء الزعيم السوفيتي خروتشوف الذي قرع بها منصة هيئة الأمم المتحدة وهو يتحدى أمريكا إبان اشتعال الكراهية بين القطبين الاشتراكي والرأسمالي ..
فذهبت المواقف وظل الحذاء معلقا في صدر تاريخ العلاقة الأمريكية السوفيتية .. وحذاء الزيدي دخل التاريخ كتحية وداع لرئيس أمريكي جلس في البيت الأبيض مبتسماً لإنتصاراته يرقب لحظة تاريخية بمحاكمة أول زعيم عربي وشنقه حتى الموت بعد احتلال أرضه وتجويع وتشريد أهل الرافدين ..
وللتقليل من أهمية تلك الإهانة قال السيد بوش يحدث هذا عندما يكون هناك مناخ للحرية ..
وهي كلمة حق أريد بها تثبيت باطل فأي مناخ حرية جلبته أمريكا للعراق ؟
وسنرى هذا المناخ حين نتابع ما الذي سيحدث للصحفي العراقي الذي رجم الشيطان في بغداد ..
أنا وأنتم شاهدنا ملامح السيد بوش في زمنين مختلفين وفي حادثتين تلقاهما من أيد عربيه جعلت ابتسامته المشتتة أصلاً تبدو في غير موقعها الطبيعي .. حدثت الحادثتين في استقباله ووداعه ..
إحداهما مع توليه لرئاسة أمريكا حين تم تدمير مبنى التجارة الدولية وكان استقبالاً صارخاً لم يكن لدى السيد بوش تدريب مسبق بما يجب فعله ..
فظل محلقاً في سماء أمريكا يدير البلد من طائراته السابحة في الجو .. بينما جاءت الحادثة الثانية (قذف الحذاء) بعد أن تمرس في مجابهة غضب العالم أجمع ..
لذلك راغ عن التسديدتين اللتين وجهتا إليه إلا أن ابتسامته هي التي ثبتت في الموقعتين (ابتسامة مشتته مرتبكة غير مصدقة لما حدث) ليت الفعل العربي يتعلم كيف يقدم صفعاته ..
ففي السياسة عليك أن تجرح خصمك مع إبقاء ابتسامته مشرقه ناضجة لكن الفعل العربي يريد دما أو إهانة وهاتان ليستا الحل للولوج إلى العصر ..
ويبقى المهم .. دخول الحذاء العربي للتاريخ ...