أمرٌ واقعٌ ، ومحسوس ..
إن من أسباب هذا الداء العضال ، وهذا المرض المزمن ؛ لضعفٌ صاب قلوب الأمة ، وبني البشر على وجه العُموم . ولكأني بتلكم الحقبة الماضية في عهدٍ كان صاحب الدين ، والعقل هو من يتصدّر المجالس ، ويبتديء الكلام ، وصاحب المال - إن لم ينفع به - ليس له إلا الاحتقار والتقليل من شأنه ؛ لنحى بنفسه من مجلس الألباب ، إلى مجلس اللهو والطغيان .
في هذا الزمن انخرطت الأمة في عشق وحب المال بشكل مزري ، حتى وأن بني العرب من هذه الدولة الغراء قد احتشدوا وتجمهروا في أحد المهرجانات القريبة من هذه الدولة ، ليمدوا الأيدي بحركة درامية ؛ يتقطّع لها القلب ، فيتفاجأ بأن يُرد على بعضهم - بعد إلقاء ملحمته ، ومعلّقاته الطوال - بقول :
" قصيدة رائعة ، وجميلة ؛ إلا أنها ليست على بحور الخليل ، فها بحرٌ أشبه ببحر ... طاق طاق طاقيه "
والآخر يبدع في الوصف ، ويتحمّس للنص فيقال له :
" النص رائع إلا أنها تنقصه العاطفة الجياشة ، ارجع فلا محل لك يسع "
وهكذا ونحن ، نطرّ ، ونشحذ .. ثم يُقال لنا ، هذا برنامجٌ لنا ونحن أحقُ بالتحكيم منكم .. ومن هذا وذاك أمور يتفطّر لها الوجدان ..
لا زلنا نحتاج إلى توعية ، وإرشاد . ولا زلنا نحتاج إلى العصا في بعض الحالات ، فقد نكون مسخرة للعرب ، ومضحكة لهم في وقتٍ نحن أحوج بالرجوع فيه لرشدنا ، حتى ولو كان ذلك على حساب أموالنا .
----
قفلة :
أسائني كثيراً علمي بمشاركة شاعرتين أنيقتين من الديار السعودية في برنامج ( شارع المليون ) .. وكنت قد تفاجأت أن يُسمح لهم بذلك . إلا أنني لن أستغرب بعد اليوم ما دام أننا نعيش في عصر :
( دع الحمل يرعى ) .
شكراً لكن أخواتي على هذا الموضوع والمشاركات الجادة ، وامرأةٌ منكن قد تساوي عشراً أُخر . لكن خالص التحايا .