عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2008, 12:30 AM   #2
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية الــحــوتــ
الــحــوتــ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11704
 تاريخ التسجيل :  Aug 2007
 أخر زيارة : 05-22-2010 (09:02 PM)
 المشاركات : 77 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: العيد فى بيت النبوة



اخ عادل : اثابك الله ,,

وجزاك الله خير على على ذكر موقف الرسول صلى الله عليه وسلم , ولنا به قدوة " صلوات الله وسلامه عليه " فهذا من تواضعه " صلى الله عليه وسلم " وقد اقتضت سنة الله في خلقه ألاَّ تسير وقائع الحياة على وتيرة واحدة، وألاَّ تستمر في رتابة ثابتة، بل جعل التغيير والتنويع من السنن التي فطر عليها الحياة والأحياء، فكان في تشريع الأعياد ما يلبي حاجات الناس، ويتجاوب مع فطرهم، من حب للترويح والتغيير، ونزوع إلى التجديد والتنويع، فشرع لهم عيد الفطر عقب ما فرض عليهم من الصيام، وشرع لهم عيد الأضحى بعد ما أوجب عليهم من فريضة الحج .

والأعياد وإن كانت من الشعائر التي توجد لدى جميع الأمم والشعوب - فما من أمة إلا ولها أعيادها ومناسباتها -، إلاَّ أن الأعياد في الإسلام تختلف في مقاصدها ومعانيها، وقد قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، قال : ما هذان اليومان ؟ قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية ؟ فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر )رواه أبو داود وغيره.

ومن المقاصد العظيمة التي شرعت لأجلها الأعياد في الإسلام، تعميق التلاحم بين أفراد الأمة الواحدة، وتوثيق الرابطة الإيمانية، وترسيخ الأخوة الدينية بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مصداقاً لقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ) البخاري , فالعيد في الإسلام لا يختص به بلد دون آخر، ولا أناس في مكان ما دون غيرهم، بل يشترك فيه المسلمون جميعهم في شتى البقاع والأماكن حيثما كانوا وحيثما وجدوا، طالما انتسبوا لهذا الدين، وكانوا في عداد المؤمنين .

و لهذا شرع في يوم العيد الخروج إلى المصلى، وأن لا يترك أحد من أهل البيت صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، حتى المرأة الحائض، ليلتقي الجميع، مهللين مكبرين ذاكرين لله، تحقيقاً لهذه الغاية .

ومن مقاصد العيد، تغيير نمط الحياة المعتادة، وكسر رتابتها الثابتة، ذلك أن من طبيعة النفس البشرية حبها وتطلعها إلى تغيير ما اعتادته من أعمال، فكان العيد مناسبة للتغيير، وفرصة للترويح، لتستريح بعد التعب، وتفرح بعد الجد والنصب، وتأخذ حظها من الاستجمام وما أباح الله، فتعود أكثر عملاً ونشاطاً، ولهذا - والله أعلم - جاء النهي عن صيام يوم العيد، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر ) رواه مسلم وغيره .

ومن مقاصد العيد مباسطة الأهل ومداعبتهم، وخصوصاً بعد أن باعدت تكاليف الحياة ومشاغلها بين الأب وأبنائه، وبين الزوج وزوجته، وبين الإنسان وأرحامه، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي جارتيان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله ؟ فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( دعهما فإنه يوم عيد )، فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق - ( الترس ) - والحراب، فإما سألتُ رسول الله، وإما قال: ( تشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم، فأقامني وراءه، ورأسي على منكبه وخدي على خده، حتى إذا مللت قال : حسبك ؟ قلت: نعم )، وفي رواية : " فدعاني النبي - صلى الله عليه وسلم- فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم، حتى كنتُ أنا التي انصرف عن النظر إليهم " متفق عليه .

فهذا الحديث يدل على أن العيد فيه من الانبساط ما ليس في غيره، وأن من مقاصده الترويح عن النفوس، والتبسط مع الأهل والأصحاب، في حدود ما أباح الله، قال الحافظ ابن حجر : " وفي هذا الحديث من الفوائد : مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس، وترويح البدن من كُلَفِ العبادة، وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين "


هذا وصلى الله وسلم على اشرف الانبياء والمرسلين ,,

دمت بووووود

ولكـ مني ارق المنى


 
 توقيع : الــحــوتــ



Don't Be Sad ... with Allah ... No One Be Sad Anymore


رد مع اقتباس