رد: (¸.•´ ( * أنت على الهواء* ) `•.¸)
من ذكريات زمان
لا زلت أذكر تلك الأيام في أواخر الثمانينات الهجرية والتسعينات وكنت حينها في المرحلة الابتدائية
أيام رغم صعوبة العيش وقلة ذات اليد عند الناس إلا إنها كانت مليئة بالمحبة والترابط بين الأهل وأفراد القرية
بشكل ممتاز فكان الناس كأنهم عائلة واحدة وكل يهتم بجاره ورفيقه ويعتبر أولاده مثل أولاده ولا يوجد حسد ولا تباغض
ولا خصام مثل ما نشاهده هذه الأيام متعاونين على الخير ويقفون معا في وجه الشر يذهبون سويا إلى مزارعهم ويرعون
أغنامهم وكل شخص يهتم بمن حوله يتعاونون في بناء البيت وحصد الثمار من المزارع
يجتمعون في أوقات العصرية للسوالف وكانت تسمى ( المنداة )
كان كل يذهب إلى بيت جاره للسلام عليه ويلتقون بشكل دائم ومستمر ترابط عجيب
كانت الحياة صعبة جدا ولكن الناس فيهم خير كثير ولا تشعر بذلك بسب ما بينهم من المحبة والتعاون ...
بالفعل الإنسان يتحسر على تلك الأيام وتلك الألفة والمحبة بين الناس برغم ما كنا نلاقيه من المشاق والتعب
حيث كنا نذهب في الصباح الباكر إلى المزارع إما لحراثة الأرض وإما لسقيها بواسطة إخراج الماء من البئر
بواسطة الثيران وإما لحماية المزارع من الطيور وبعد ذلك يأتي وقت الحصاد وجمعه ومن ثم القيام بعملية الدويس
لإخراج الحبوب وتصفيتها وتخزينها ..وكان للمرأة دور كبير وعليها الحمل الأكبر في ذلك خلاف ما تقوم به من رعاية لأولادها وبيتها ...
حياة صعبه جدا .. كانت المرأة تحضر الماء من البئر إلى البيت على ظهرها بواسطة القربة ( وعاء من الجلد ) ..
وتذهب لإعلاف ما لديها من أبقار وأغنام وتحضره إما من المزارع أو من الجبال .... لقد عانوا كثيرا ..
جزاهم الله خيرا ورحم الله من مات منهم وعافا الله من بقي منهم على قيد الحياة
أحبتي هذا قليل من كثير مما كانت عليه حياة الناس في تلك الأيام الصعبة والحلوة في نفس الوقت أحببت
أن أذكرها لكم هنا حيث تعتبر جزءً مهما من حياتنا .. تذكرتها بعد وقت طويل من الزمن وتحسرت عليها
بسبب ما أراه في هذه الأيام من القطيعة بين الناس وتغير أحوالهم عما كانوا عليه في الزمن الماضي
صحيح أننا في يومنا هذا ننعم بكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى بفضل الله سبحانه وتعالى ومع ذلك
ليست أحوال الناس كما كانت في السابق ويمكن هذه ضريبة النعمة
نسأل الله أن يعيننا على شكرها فله الحمد والمنة وله الشكر والثناء
وأخيرا تقبلوا جميعا وافر التحية
|