بعد هذا أيها الأخوة و الأخوات أراد مدير النقاش أن يطرق باب الادعاء بعلاقة البرمجة العصبية بالسحر ، وطلب من الدكتور عبدالغني أن يتحدث في هذا فابى ، وقال :
( السحر كلمة شاملة وأنا لا أحب التطرق إليها إن مايهمني ذكره عنها قد سبق وتكلم فيه الدكتور عوض عودة في مقالات سابقة له )
ثم ابتدأ الحديث عن دعوى أن البرمجة علم باطني له صورة ظاهرية إيجابية وحقيقة باطنية سلبية ، فقال :
( أحب الإشارة إلى العلوم الباطنية وهي التي تأتي في إطار الحديث الذي ذكره الأخ خالد والتي قال إنه لم يرها ولم يقرأها وهي تجربة شخصية أعطانا إياها ونتمنى إن تكون كل التجارب التي يمروا بها الناس كالتي تحدثت عنها ، وتقف عند هذا الحد .
إن العلوم الباطنية بمفهومها الغربي وإن كانت لا تختلف عن العلوم الباطنية حتى بمفهوم العلماء المسلمين عندنا إن صح تصنيفها بهذه الطريقة ، هناك علوم دينية وهناك علوم دنيوية وهناك علوم باطنية .
العلوم الدينية هي التي نعرفها أساسها النقل ، يعني لابد أن يأتي رسول بكتاب وتوجيهات معينة ونعرف منها أكثر العلوم الدينية جزء منها يأتي بالفعل أو مترابطين .
والعلوم الدنيوية التي تعتمد أساسا على نوع من المنهج العلمي الذي تعارف الناس عليه على مر العصور ، هذا التعارف يعني حتى وإن حصل فمخرجاته تأتينا نقلاً ، يعني أنا إذا أتيت وعلمت أن الدواء هذا مخصص لعلاج مرض بعينه فأنا لا أبحث عن بحوث علمية لإثبات ذلك ، لكن يبقى أن النقل أحد المناهج الأساسية في وصول المعلومات إلينا دينية كانت أو دنيوية ولذلك وضعت ضوابط لهذا النقل الشرعي وله ضوابط يعرفها المشايخ والمتخصصين في الدين ، لكن أيضا النقل العلمي له منهجية ، ولا نقبل البحوث لمجرد أنه طبع منها عشرة أو عشرين أو ألف كتاب ، بل ما وثقنا في الناقل أولاً ، نبدأ بقراءة البحوث العلمية التي خرجوا بها .
ودعوني أعود مرة أخرى للتقسيم نفسه و لأركز على النوع الثالث من العلوم التي اصطلح على تسميتها بالعلوم الباطنية ، إن هذه العلوم ليس لها أساس لا نقلي ولا عقلي وهي علوم لا تتبع المنهجيات العلمية إن كان في النقل أو في التحليل العقلي ، ولدي المذكرة التي تتحدث عن الشامانية وتتحدث عن دورات الشامانية ويذكر فيها ما نصه ( إننا لا نعطي الناس المعلومات إلا عندما يتهؤوا إليها ولا نعطيها لأي إنسان لا نعطيها إلا للإنسان المهيأ لها ) وهذه الصفة الواحدة والظاهرة لكل العلوم الباطنية وكل الجماعات الباطنية وكل الجمعيات الباطنية أن لها ظاهراً يسحب الناس ويسحب العموم ، وهذا الذي يحصل لدى معظم الناس ما يخرج في إطلاعاته أو دوراته أو تعلمه عن الجزء الظاهري من هذه العلوم ، وهناك جزء باطني سيختارون من هذه الفئات التي دخلت في هذا الجزء الظاهري من هو مؤهل لحمل الرسالة الأخرى ، وهذه نعرفها عندنا في العالم الإسلامي من الفرق الباطنية ، وهناك أيضا في العالم العربي مجموعة من الفئات الباطنية والجماعات الباطنية .
ومن ناحيتي وبكل حياد وثقة أقول إنني أصنف البرمجة اللغوية العصبية (ولدي أدلة ذلك) أنها من العلوم الباطنية ، بل إن هناك جامعة تمنح درجات في هذا العلم و هي لا تتقبل الناس البسطاء بل تتقبل فقط خريجي مستوى البكالوريوس أو مستوى الماجستير ، وهي تقوم بأخذ الناس وتعلمهم التنويم المغناطيسي والشامانية و السحر ، ولدي المنهج الكامل لكل المقررات وكل توصيف المقررات لهذه الجامعة ، إذن فالحقيقة تقول إن العلوم الباطنية لاتصل الإنسان في المراحل الأولى ، وهنا نحن مازلنا نتحدث عن مراحل أولى لأن هناك مستويات لهذا العلم ، وإذا افترضنا فكرة لم نذكرها سابقا وهي فكرة التسويق متعدد المستويات ، اذ أنهم يأخذون من كل شريحة مجموعة يوحون إليها - لاحظوا أنهم لا يوحون لكل إنسان فيها ولا يوحون للمجموعة - لكن بانتقاء يتم هذا الوحي لأنه ينطلق ويدخل للمجموعة الثانية التسويق الهرمي للبرمجة اللغوية العصبية لا ينفك إطلاقا عن التسويق الهرمي للشامانية ، بالذات في الجهات وفي الشركات أو المؤسسات التي تتبنى المنهجين معا وتختار من هذه الفئة في مستويات معينة حتى يدخلوا في الفئة الثانية ، مثال : ما يحصل في مستويات الطاقة إن مستويات الطاقة ( أرى أننا متفقون من حيث المبدأ أن الطاقة الكونية التي يتحدثون عنها الآن هي عبارة عن بديل للتصور الإلهي) ، لقد جاء الدكتور إبراهيم الفقي إلى بلادنا ليعطي دورات ممارس ، وبدأ بإعطاء أبنائنا وبناتنا إيحاءات لدخول دورات الطاقة ، ومنها دخل كثير من الشباب المسلم في هذه الدورات ، اذاً ما الذي يمنع أن يتم نفس هذا الكلام في سوق المجتمع المسلم إلى الشامانية ( وهذا تخوف ) ، وأنا هنا أحمل الراية الحمراء .
إن الذين يذهبون إلى دورات (( تاد جيمس )) قد يسحبون إلى الشامانية فالعلوم الباطنية بالمختصر المفيد لها ظاهر جميل ومفيد فهم يجلسون مع الناس ساعات يناقشون في الجزء النظيف والجميل لكن أيضا لها جزء سيء و أنا أحذر منها ).
وهنا قال مدير النقاش مطالبا الدكتور مليباري بمزيد من الإثباتات: دكتور عبد الغني نحن نتسأل وهذ من حقنا عن الإثباتات على أن NLP من العلوم الباطنية .
فقال الدكتورمليباري : ظاهرية وباطنية .
فقال مدير اللقاء : نريد منك توضيح هذه المسالة وأن تقدم أدلتك المفصلة على اتهاماتك فأنت لم تقدم حتى اللحظة سوى احتمالات وانطباعات وتخوفات فهل من دليل واضح وبين يفصل في حقيقة الاتهامات المساقة على البرمجة يا دكتور؟
فقال الدكتور مليباري : دليل على ماذا؟
قال مدير النقاش : دليل على أن NLP من العلوم الباطنية لها ظاهر وباطن .
فقال الدكتور مليباري : ( حسنا فلننظر إلى واقع البرمجة ، إنهم يقولون إن لديهم قدرة على تحسين الإتصال وتحسين الفرص لمحاكاة المتميزين فهذا يعد الظاهر ، ومن ثم يظهر لديك دائما أنهم وفي أثناء دوراتهم يحاولون تعليم المتدربين كيف تكون حركات العين وحركات الجسد ومعانيها ، وكيف يتم قراءتها ومحاورتها ، ويقولون إن هذا كله عبارة عن إيحاء وأن عملية البرمجة اللغوية العصبية هي عبارة عن إيحاء وتنويم على مستويات مختلفة ) .
ثم أحيل الحوار للشيخ عوض القرني ليعلق فقال :
( السؤال الذي طرح كان جميلا ، و أقول : إن الحديث الذي تحدثت به أخونا الكريم الدكتور عبد الغني لم يخرج عن ماجرى سابقا ، قال إن هناك علوم باطنية وعلوم ظاهرية دنيوية ودينية ، وطبعا التقسيم هذا تقسيم إصطلاحي قد يوافق عليه وقد لا يوافق ، أي أن ما يقوله ليس وحياً منزلاً من عند الله وليس عليه دليل لا من كتاب الله ولا سنة رسول الله ، هو فقط اجتهاد .
والأمر الذي أشار إليه عندما قال أن البرمجة اللغوية لها ظاهر وباطن أرد عليه بما طرح في بداية حديثنا ، عندما قلت : إن جميع مباحث البرمجة اللغوية لدينا من أولها إلى آخرها وأرجو منه دليلا على قول واحد له تفسير باطني في هذا العلم غير ما تحتمله اللغة .
وعندما يقول إنهم بعدما يتقدم المتدربون يختارون منهم أناسا يعطونهم العلوم الباطنة ، فأنا مازلت أؤكد على أن محور حديثي هو أننا نتحدث عما عرفناه ، وعليّ - مادام قد تعمق في طرحه وذهب باتجاهات بعيدة عن الواقع - أن أطرح عليه سؤالا أحسبه مهمّاً لتحديد هوية الفهم الذي يعتنقه وحقيقة إدراكه لأبعاد الموضوع ، وهو : ( هل أخذت يا أخ عبدالغني هذه الدورات وعرض عليك هذا الباطن الذي لم يعرض علينا؟ أم أنك عرفته دون أن تأخذ أي دورة؟؟!!
ما هي مصادر معلوماتك ؟؟؟؟
إما أنك عرفت بنفسك مباشرة ، وإما حدثك من عرف هذا ، أو أنه عبارة عن إيحاء وعلم باطن أوحي به إليك وليس عليه دليل .
ثم لنفترض أنهم قد اختاروا من آلاف البشر خمسة أوستة أو سبعة واختصوا بهم ، وقالوا لهم عندنا أمر سر سنودعه لكم ، واطلعت أنت على هذا السر الذي لم نطلع عليه نحن الآلاف ، إن عليك أن تقول إنني أحذركم من أن هناك احتمال لخمسة أو عشرة أشخاص سيتعرضون لما تعرضت له . أما شطب المعرفة والعلم الذي ليس لك عليه اعتراض وليس عليه نقد حقيقي فهذا تحميل للأمور مالا تحتمل .
ولننظر إليه حين قال : إن الطاقة بديل للتصور الإسلامي للإله والكون ، وأنا لا أدافع عن قضية الطاقة ، لكن أقول : قد لا يوافقك الناس على هذا ، فيقولون الإله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله مقدس منزه عمن سواه ، فإن جاء مخلوق بغير ذلك نحذر منه ولا نلغي أصل العلم الذي لا علاقة له بهذه الأمور اصلا .
إن باب التكفير هو الذي تحدث عنه قبل قليل الأخ عندما قال : إن مجرد من قال بقضية الطاقة فقد شل التصور الإسلامي كلّه عن الإله وعن الكون وجعل عنده تصورا بديلا ، يعني (تصوراً غير إسلامي) على الإطلاق .
إن هذا كلام خطير ، وهي المشكلة عندما يتحدث غير المتخصص في القضايا الشرعية في قضايا دقيقة . إن حق التدين للجميع ، لكن حق الإفتاء في القضايا وبالذات في قضايا التكفير فهذه لها متخصصون .
|