فيما يلي مداخلة الشيخ أحمد الحمدان ورد الشيخ عوض القرني عليها .
قال الشيخ أحمد الحمدان في اتصاله الهاتفي :
( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأرحب بجميع الأخوة الأفاضل .
الواقع كما تعلمون أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره وأنا لا أدعي علما في هذا الباب فأنا لم أقرا لأهله حتى يكون لي حكم في هذا الباب >
لكنني ومن خلال ما اطلعت عليه وفي الكتابات التي تكتب من المؤيدين ومن المعارضين لهذا الموضوع وهو البرمجة اللغوية والعصبية ، ومما سمعت من أحدهم و قد زارني في المكتب ودار بيني وبينه حديث طويل استغرق أكثر من ساعة ، وهو الذي أريد أن أسال عنه الأخوة المدافعين عن هذا العلم أو هذا الفن والمنافحين عنه :
ألا ترون أن جهودا كبيرة قد صرفت وأوقاتا طويلة قد أهدرت في هذا العلم وشغل كثير من الدعاة الذين كنا نرجو أن نراهم في الساحة بقدر كبير من الجهود أكبر مما عليه الآن؟ هذا سؤال .
والسؤال الثاني يتعلق بالفن ذاته : فالذي سمعته من الذين يكتبون عنه في ملحق الرسالة وفي الحديث الذي دار بيني وبين أحد الأخوة وهو حاصل على درجة ممارس وليس مدربا ، أن هناك غلوا في الاعتماد على الذات ونسيانا لجانب كبير من التوكل على الله سبحانه وتعالى وإعطاء النفس البشرية نوعا من الطاقة غير المحدودة والتي ينبغي أن تضبط وقد يكون بعض الأخوة الأفاضل وأنا أشك في هذا يقولون لا.. و إن الأمور مضبوطة ، لكن ما سمعته والذي أطلعت عليه في الملحق أن هناك غلوا في هذا الباب ، وهو الطاقات التي ينطلق منها المتأثر بهذا العلم .
الأمر الثالث والأخير : أنا أطلب من جميع الذين درسوا هذا العلم وينافحون عنه منافحة في الواقع استغربها أطلب منهم أن يسهلوا فهمه بطرقه ويبينوا قواعده لتظهر المآخذ التي عليه ، ويتاح للمعارضين أن يظهروا ما يرونه من العيوب ، وكثير من المدافعين لا يذكرونها أبدا ، بل يذكرون أن هذا العلم من كوامن النفس البشرية وطاقاتها ، وهو يدعو إلى التسامح وفهم الآخرين ، وللأسف بعض المداخلات التي حصلت رأينا فيها نوعا من العنف في الردود وإطفاء الآخر بطريقة لا تبدو في رأيي محمودة .
فأجابه الشيخ عوض القرني قائلا :
( أولاً : أشكرك أخي الكريم على هذه المداخلة الرائعة التي رطبت بها أجواءنا حفظك الله .
ثانياً : بالنسبة لإشغال الدعاة فالمفترض حقيقة ألا يشغلنا عن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى - كل بحسب استطاعته - لا البرمجة ولا الوظيفة ولا الطب ولا التجارة ولا الصحافة ، المفترض أن نوازن بينها ، فالدعوة إلى الله تعالى واجب المسلمين جميعا ، وإذا حصل إجحاف في هذا فهو بلا شك قصور لا نقبل به ، لكن لا علاقة له بقضية البرمجة كبرمجة . أنا الذي أعرفه أن المشتغلين بالبرمجة منهم من لم يكن له نشاط دعوي ، ولم يكن من المتخصصين الشرعيين أصحاب المنابر قبل ذلك ، ومنهم من كان من الدعاة ومنع من ممارسة الدعوة من عشرات السنيين ، فمن خلال البرمجة عاد لممارسة الدعوة من هذه النافذة ، وبالتالي فربما أنهم قد استفادوا منها في القيام بالواجب الشرعي الذي منعوا منه قبل ذلك ، لكني أؤكد معك على أن من اشتغل بها عن الواجبات الشرعية أنه يأخذ عليه ذلك ، بل من اشتغل ببعض الواجبات الشرعية على بعض الواجبات الأخرى فلا يقبل منه هذا شرعا .
وبالنسبة للغرور فأنا قلت في كثير من المناسبات أن من تخصص في البرمجة اللغوية وليس له خلفية شرعية فقد يقع في مزالق نتيجة للإسقاطات الغربية التي قد يقرأها في كتابات الغربيين ، وكذلك من قرأها وتخصص في البرمجة اللغوية وثقافته محدودة فقد يصاب بالانبهار والغرور ، هذه قلتها من سنوات .
وأنا لا أزعم لنفسي ميزة على إخواني لكن ربما المدربين الغربيين الذين لا زالوا يلتقون بي يذكرون مناقشاتي لهم ، ومنهم رئيس الإتحاد العالمي ناقشته في ستة أيام في كل يوم حوالي ساعتين وقدمت نقدا شديدا ، وأرحب بالنقد ، فإذا كنا نقبل الخلاف في مفاهيمنا الشرعية ، لا في الشرع المنزل ، أفلا نقبله في اجتهادات بشرية .
لكن فرق بين هذا وبين أن يتهم الناس في عقائدهم وفي دينهم ، ويتهموا بالكفر وبالسحر مما ليس له وجود ، هذا شيء آخر لا يقبل على الإطلاق .
وبالنسبة لتسهيله أنا أقول أي علم من العلوم في بداياته يبقى عادةً خاص بالمتخصصين لكنه بعد ذلك يمكن أن يصبح في دائرة أوسع ، لكن يبقى للمتخصص فيه ميزة ليست لعموم القراء وشكرا لك ) .
وبسؤال الشيخ أحمد الحمدان بين أنه ليس لديه تعليق على ما قاله الشيخ عوض القرني ، و قال : ( جزاكم الله خيراً وشكراً جزيلا والسلام عليكم ) .
|