الشيخ عوض القرني : ( أنا لا يهمني الكلام من الناحية التاريخية . لكن مادامت الأمة الأمريكية ترفض هذا العلم فكيف انتشرت البرمجة في كل الأمة الأمريكية ؟؟ الأمر الثاني : أنا أقول : هل لها تاثير أم ليس لها تاثير؟؟ أنا أتحدث عن تجربتي العملية في هذا الباب ، والحكمة ضالة المؤمن ، وأنا لدي من الحقائق وأسماء الأشخاص والمشكلات والإنجازات التي تحققت بفضل الله سبحان وتعالى ما قد يحتاج لأوقات كثيرة جدا و واسعة في الحديث عنها ، وما أظن أننا سنضيع من أوقاتنا الكثير لنكتشف بعد ذلك أن الأمر وهم!!.
الإيحاء من الناحية الشرعية ليس به أي محظور ، الإيحاء الإيجابي موضوعي ؛ لأن الإنسان قد يكون تحت إيحاء سلبي غير موضوعي ، فإذا ما حولته إلى إيحاء إيجابي موضوعي ، و أبرزت عناصر الخير في نفسه ، هذا أصلا من دعوة الحق فالإنسان فيه الشر والخير ، لننمي الخير ونقلص الشر في نفسه ، وهذه ليس فيه أي إشكالية . وأنا أقول يا إخوان كقاعدة شرعية أنا وجدت بعض الناس يتحرج أن يتعامل مع الخيال ، فقلت لهم : إن الخيال قوة من القوى النفسية وهناك كلام جميل جدا كنت أتمنى أني قد أتيتكم به وأتمنى أن أزودكم به ، فالخيال قوة من قوى النفس البشرية ولم يأت بالشر على الإطلاق أقول هذا جازما ، و الشرع جاء لضبط وتوظيف القوى الفطرية التي فطر الله الناس عليها والخيال منها ، فإذا كنا بالإيحاء نستطيع أن نحل مشكلات الناس ، وأن ننفي عنهم المشاعر السلبية ، أو الأشياء التي قد تكون وهمية لا أظن إذا أن في الإيحاء مشكلة على الإطلاق . هل لها أثر؟ نعم لها أثر ، دعوني مما يكتب أنا أتحدث عما جربت ورأيت بالأسماء والأشخاص ، وسينشر قريباً إن شاء الله في كتاب ).
وهنا حاول مدير اللقاء أن يعيد الحوار إلى علاقة البرمجة بالنيوإيج .
فقال الدكتور مليباري : ( أنا أتعجب من عدم معرفة الأخوة الأفاضل بالنيوإيج وهذا دليل آخر يوضح حقيقة اللبس الموجود لدى الناس في التعامل مع البرمجة اللغوية العصبية وفعلا أنا اثق أن قلة من الناس يعرفون النيوإيج أنا سأتكلم في شىء الآن ولا أعلم ستنشر ولا لن تنشر، لكنني سأذكرها ، وهي قصة برنامج مريم نور ففي إحدى الحلقات التي تقدمها تحدثت عن النيو إيج وعن البرمجة اللغوية العصبية وأن كنت لا أعلم مارأيكم في مريم نور لكنها من أكبر دعاة النيوايج في العالم الإسلامي (وينبطح ) الكثير من الناس تحت فكرها ورأيها ، كثير من الناس في العالم العربي بالذات النساء ، والذي استمع للحديث العاطفي لمن كانوا يتكلمون من الأخوات من الكويت والإمارات ، وكل المناطق التي فيها البرمجة اللغوية العصبية تجدهم يشعرون بامتنان وحب ، ويستغرب المستوى لأن النيوإيج فئة غير معروفة ودخلت علينا واثرت في المجتمع ، وهذا الذي أرفع رايتي لمعارضته ، النيوايج أحد أهم أسلحتهم البرمجة اللغوية العصبية وقد تكلمت عن شىء يسمى البرادوكس ، وهو إستخدام اللغة لخلخلة المفاهيم الموجودة لدى الناس ، النيوايج فئة ترى أنه حان الوقت لظهور دين جديد فقد تطور الفكر البشري إلى مستوى عال جدا ، وهنا الوقت المناسب جدا للدين الجديد ، وهذا الدين الجديد هو الذي يسمى بالروحانيات ........... الروحانيات تختلف عن الأديان إن الأديان تاتي من الإله من الله سبحانه تعالى عبر الرسل ، أما الكتب التي تأتي من الخارج فتعنى بإيقاظ قوى النفس وهذا ماتقوم به مريم نور حين تذكر عيسى عليه السلام ومحمد رسول الله صلى الله عليه وبوذا ، وعدم التفريق هذا هو نفسه ما تفعله النيوايج وأتباعها يتزايدون يوما بعد يوم .
واكثر المناطق ازديادا في أعداد النيو ايج هي منطقتنا ، والذي فيها الاعتقاد اقوى اسلحتها ، ولذلك فأسهل الناس وقوعا في هذه الأمور هم المسلمون . وفئة النيوإيج تعتمد البرمجة اللغوية العصبية ، وهذا ما أؤكد عليه إذ أنهم وجدوا فيه إيحاء كما يقول الدكتور عوض ، وإن كان لابأس باستخدامه في الخير ، ولكن هذه الفئة الضالة تستخدمه في أمور شريرة فهم يحاولون الإيحاء للناس بضرورة الخروج من مشاكلهم ، ومن ثم الخروج من الدين نفسه وتبدأ العملية بعملية إقناع بأشياء ومعتقدات جديدة ، ومن ثم تقوم هذه الأشياء بمزاحمة الدين في نهاية الأمر وبداية الانحراف ، ولذلك فالذين يحاربون النيو إيج ليسوا المسلمين فقط ، بل يحاربها النصارى و كل أصحاب الديانات السماوية ايضاً... ).
فرد الشيخ عوض القرني قائلا : ( انا لا أستطيع أن أقيم الكلام الذي ذكره الدكتور ، وخاصة أنه تكلم عن موضوع جديد ، وإن كنت اشكره على المعلومات التي ذكرها ، لكن ما أستطيع أن أقوله هو أنه وحتى الآن لم يتحدث عن البرمجة اللغوية العصبية ، لا من قريب ولا من بعيد النيوايج يا أخي غير البرمجة التي نتحدث عنها ، أنا أقول كمتخصص في البرمجة ومدرب فيها هذا الكلام الذي ذكر لا علاقة له بما نبحثه اليوم ، لقد قال في معرض كلامه إن أصحاب النيوإيج يستخدمون البرمجة لاقناع الناس بمذاهبهم ، وهذا أمر متوقع كما أنني استخدمها لإقناع الناس بالحق الذي عندي والدين الذي احمل كمسلم أمانة نشره ، كما أن اللغة التي فطرنا الله عليها استخدمت للإقناع بالحق ، ويستخدمها اليهود للإقناع باليهودية ، ويستخدمها النصراني للإقناع بالنصرانية ، ويستخدمها الملحد للإقناع بإلحاده .... اللغة، اللسان، الكلام، الصوت أي وسيلة من الوسائل . لا تلازم هنا بين البرمجة والنيوإيج تلازما قطعيا لا ينفك ، بل هي من الأمور والوسائل التي تستخدم ، وبالتالي هذا الكلام لا يؤثر على البرمجة اللغوية ، ولا يجعلها مرفوضة لان أصحاب النيوايج يستخدمونها ، وإلا لكان حرب النصارى واليهود تزكية لهم وأن النصارى واليهود على حق ، هل نقول هذا؟ لا .... لأنها ليست من اللوازم التي لا تنفك عنه لان النصارى واليهود يحاربوننا نحن ! ) .
ثم أردف الأستاذ عاشور قائلا : ( في الحقيقة حتى هذه اللحظة ما سمعت أي شىء أستطيع أن أرد عليه يتعلق بالانتقادات الموجهة للبرمجة اللغوية العصبية ، وأنا مازلت أكرر قولي بأنني قد حضرت برامج عديدة في البرمجة وقرأت كتب كثيرة بهذا الخصوص ، ولم استمع قط في حياتي لهذه العلاقة بين النيوإيج والبرمجة إلا من الدكتور عبد الغني . لم أقرأها في أي كتاب لأني قرأت بدون مبالغة عشرات الكتب وعشرات المقالات في الانترنت حول البرمجة وحضرت مع ما يقارب من 10 إلى 12 من مدربي البرمجة اللغوية العصبية في أمريكا وبريطانيا و لم أسمع عن النيوايج إلا من أخي الفاضل الدكتور عبدالغني !!
أما إذا كان هناك من وظف هذا العلم توظيفاً سيئاً فهذا شأنهم ، أما نحن كمدربي برمجة مسلمين فنرغب أن نوظفها توظيفاً حسناً ) .
فأجاب الدكتور مليباري قائلا : ( هذا كلام جيد ولكنني أود تسجيل نقطة عدم معرفة معظم الناس بالنيوإيج وبعلاقتة بالبرمجة اللغوية العصبية ، وأحب أن أضيف أمرا في موضوع النيوإيج وهو أنهم لما فكروا في الدين الجديد أعملوا عقولهم ، بينما المفاهيم الدينية لا تأتي أصلا إلا بالرسالات من عند الله سبحانه وتعالى بكتبه ، فهم يحاولون أن يوجدوا هذه الأشياء من عند أنفسهم ولذلك بحثوا في الساحة فكان أقرب الاتجاهات الفكرية لهم هي بوذية التبت وهم يستخدمون هذه القضية ، فنحذر منهم ، وأنا أحب أن أقول إذا مورس الطب ممارسة خاطئة في مجتمعات معينة أو قام علم الذرة بتدمير البشرية فهل نأخذ هذا العلم وقد مورس ممارسات خاطئة وقتلت به الملايين من الناس؟؟ هذا ليس صحيحا العدل والإنصاف يقتضي منا أن نسمي الأمور بمسمياتها وأن نقبل الحق ونرد الباطل ) .
فعقب الأستاذ عاشور على كلامه قائلا : ( في الحقيقة أنا مازلت أرى أن الأخ عبد الغني لو اطلع على مؤلفات المؤسسين (غرندر و باندلر) لن يجد حديثا عن النيو إيج ، ولن يجد أي علاقة بين كل ما قال وبين المؤلفات الأصلية التي ألفوها هم ومن ألف في البرمجة بعد ذلك .
أما كون فئة جاءت بعد ذلك - وأنا معك في هذا الأمر - ورغبوا في أن يستغلوا هذا العلم لإضلال الناس ، أو لإدخالهم في ما ذكرت بما يسمى بالنيو إيج هذا شأنهم ، أن يسئ الاستعمال بعض الناس أو أن يوظفها لخدمة أغراضه هذا شأنهم ، أما في الكتب التي ألفت في البرمجة الغوية العصبية ، وأنا أقولها بأعلى صوتي .. عفوا يا دكتور إن رفعت راية حمراء في هذا الموضوع ، فأنا أرفع صوتي وأقول إنه لا علاقة بين أل NLP وبين النيوإيج ، إلا إذا كان أحد الناس أقام علاقة وبدأ يوظف البرمجة كما قلنا لخدمة أهداف يحب أن يصل إليها فهذا ممكن ، وأما أصل العلم فلا علاقة بينه وبين ماذكر ، لأن البرمجة في الأصل قامت على أن نغير ما يسمى بالوجود الذهني الداخلي في الإنسان وأن نغير فيه حتى يصلح حاله ، نحن نتحدث عن قضية أن تكون مساعدا للناس في إخراجهم من مآزقهم النفسية ، وأن تحل لهم مشاكلهم وأن تساعدهم ، فمن لديه خارطة ذهنية عن الواقع فقيرة أو فيها قحط أو جدب أن تصبح غنية ، وبالتالي تحسن سلوكه ونتائجه في الحياة ، هذا ما ترمي إليه مؤلفات البرمجة اللغوية العصبية ) .
|