[c]حياك الله اخي السيكا
كنت اتمنى ان تشاهد هذا الملتقى الحواري انت وجميع الاخوان هنا ، وانشاء الله يسعفك الوقت للمشاهدة فهو مستمر الى نهاية الشهر الكريم ، وان تعددت المواضيع ومحاور النقاش .
وبما انك اشرت ولو بطريقة التلميح على شيئاً مما ارمي اليه في بعض المواضيع فسوف ادخل هنا إلى صلب رؤية شخصية قد يتفق معي بعضكم وقد يختلف البعض الآخر فيها ، متمنياً ان لا يكون هناك طلقات ولا ( دوشات ).
اخواني الكرام
الإنسان يمر بمنعطفات خطيرة في حياته ، لاشك أنها تؤثر في تشكيل قناعاته وأفكاره ، ثم إن عقيدة الإنسان الفكرية هي نتاج تراكمات وخبرة طويلة يكتسبها خلال مسيرة حياته .،
فطرت على الأسلام العظيم كما غيري من افراد مجتمعي ، ولكني وجدت نفسي اختلف مع من حولي حتى وصمت بـ( بعض الاوصاف ) لمجرد ابداء بعض الملاحظات على مفاهيم اراها في منتهى الغباء ولا تليق بالمسلم الواعي لفلسفة الأسلام وأهدافه السامية ،
يحتج البعض بخصوصية مجتمعنا وهذه الخصوصية التي يتكئ عليها هؤلاء هي من أفقدتنا إنسانيتنا ، لماذا لا نكون مسلمين فقط نعمق قيم التسامح والحرية التي جاء بها الدين وحملتها الرسالة بدون رتوش أو إضافات بشرية ، لماذا سمح لفئة ان تشط بالدين ليصبح مرتعاً لجدالات وفلسفيات ما هي من الدين في شيء ، حتى غدا الإسلام إسلامات كثيرة وتعقدت مفاهيم الدين حتى اختلط الأصيل بالدخيل بفعل تلك العبثيات التي فتتت الدين وجزأته وخلقت هذه المذهبيات المشتتة وفرقت الناس شيعاً وأتباعاً ..
وما هوا حقيقة اليوم ان هناك ثلة صغيرة اختطفت مصير أمة وتحكمت في إرادتها وصنع مستقبلها وأطره بل وقصرها على ماتأباه من غلو وتطرف .
بسبب مناخ التكفير والإقصاء والانفراد بالرأي والوصاية الدينية والحجر على الأفكار ، لم يكن أمامي إلا أن أكون (((مختلفاً ))) ، وفقاً لضوابط وشروط كثيرة :
حيث أنني أؤمن بأن الإسلام دين شمولي عظيم يقر قيم التسامح والحرية المنضبطة التي لا تطال الأصول
ولكنها لا تضخم الفروع ولا تتوقف عند الجزئيات ،،
أؤمن بمبادئ الإسلام ومثله العليا ، ولكنني أكره أن أتخذ وسطاء بيني وبين ربي ، وبذلك فأنا لا أعير عقلي أحداً ولا أسمح لكائن من كان أن ينصب نفسه وصياً على فكري وتوجهي ، ولا أبيح لأحد أن يفاوضني في قيمي ومبادئي التي أؤمن بها ،،
لا أرفض ثقافة الآخر كلياً بل أستقي منها ما يلائم طبيعتي وثوابتي ، ولدي إيمان عميق بأن الإسلام جاء ليحرر البشر من الظلم والاستعباد ، وهو بذلك يتلاقى في كل أصوله وثوابته مع القيم العالمية ..
وما كان الرعيل الأول من المسلمين بضيق الأفق ومحدودية الفكر والانغلاق التي ابتلينا بها في أخرة ، ولذلك استطاعوا أن يتفاهموا ويفهموا ما يموج في محيطهم من فكر وثقافة لدى أمم أخرى (فارس والروم) واستطاعوا بالفكر والفكر فقط أن يجبوا ثقافات وأن يغيروا خارطة العالم في عصرهم بفكرهم النير ومبادئهم العظيمة السامية ، وهكذا نجد الكثير من قصص الأمم الأخرى وتراثها في كتاب الله وسنة رسوله ..
إذا على قيم الحرية والتسامح قام الإسلام الذي ارتضيه وانادي به في عصوره الزواهر ، حتى جاء زمان وجدنا أنفسنا فيه وقد انحرفنا بديننا انحرافات خطيرة خلقت هذه الراديكالية الجديدة التي أفرزت ثقافة الرفض والتوجس من كل جديد فأصبحنا نعد كل ثقافة مغايرة تغريباً ، وكل حضارة كفراً ، ولم نكتف بذلك بل عمدنا إلى مناصبة الآخرين العداء والمجافاة حتى من بني جلدتنا الذين يختلفون معنا في بعض الأمور البسيطة التي ما كان يعدها المسلمون الأوائل ذات شأن .،
ثم جاءت هذه المذهبيات الضيقة والطائفية البغيضة فكرست ثقافة الكراهية وأصلت للتكفير والانغلاق المذهبي ، وتقديس الأشخاص ، وخلطت الأولويات ، وأدخلت بعض الأعراف والعادات في الدين ، وجعلت الناس يتخبطون في عقائدهم وأفكارهم لا يميزون الأصيل من الدخيل ، فضاعت النصوص والأدلة القطعية في خضم هذه الجدليات التي لبست الحق بالباطل ، وغيبت مصادر الشريعة الأولى (الكتاب والسنة) ليستبدلها الناس بمصادر أخرى جديدة تقوم على فكر عالم المذهب وفتواه وأهواءه الشخصية ..
ومن هنا اخترت أن أكون مسلماً مختلفاً مع من حولي ، مسلماً متحرراً من عبودية البشر لا أنساق لدعاوى التضليل والتطبيل والنفاق الاجتماعي وتسييس الدين والاتجار به ، مما قلب العبادة نفاقاً ومراءاة ومصالح ، حتى غدت دور العبادة نواد للخطابة وقد فقدت سكينتها وطمأنينتها وخشوعها ، وسطحت الدين لتحصره في أفكار ساذجة وخزعبلات وأساطير وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان
هذه الفكرة العامة واضحة المعالم سهلة بديهية تضع المرء أمام خيارين :
إما أن تكون أصولياً متطرفاً تجدف ضد تيار الحضارة والمدنية وقيم التعايش السلمي ؟
وإما أن تكون مسلماً معتدلاً تؤمن بعالمية الدين وشموليته وتبقى علاقتك بربك خاصة لا تتأثر بأي مؤثر خارجي ولا تريد من ورائها إلا وجه الله
فأيهما تختار ؟ وإلى أيهما تميل فطرتك السليمة ؟
وإلى أين سيقودك كل من الطريقين
تقبلوا أرق التحايا
[/c]
|