رد: مذكرات مسافر
كان المركز الصحي قريب من السكن وكنت اذهب ماشيا للعمل والمكان يلفه الهدوء والسكينة
والراجعين يأتون من كل حدب وصوب لتلقي الخدمات الصحية وكنت اشرف على الصحة المدرسية حيث أذهب مرة اسبوعيا للكشف الطبي وعمل المسوحات الوبائية إذا كان هناك مرض معدي مثل الحصبة أو اليرقان والمدرسة ليست بعيدة وكان هناك سيارة من الدولة أعزها الله
لنقل الطلاب من وإلى المدارس وكانت عطفة ناهس منطقة زراعية وتبعد عن الخميس 95 كم
وكانت سيارة البريد تحضر كل يوم ثلاثاء لتوصيل البريد الى المركز ولا توجد طرق معبدة
فيها وقد وصلتني أخبار عن المنطقة حديثا أنه لا تزال الطرق ترابية والوضع على حاله لم يتغير وكان من برنامجنا الاسبوعي بالعمل عمل زيارات منزلية للذين يتأخرون عن أخذ المطاعيم أو عمل الميزان للاطفال .
كان الممرض والقائم بأإعمال الصيدلي يحضر طلبية الادوية كل شهرين مرة مع المطاعيم وباقي الخدمات في المركز .
وفي يوم الخميس عادة أذهب إلى خميس مشيط لقضاء بعض الوقت والتسوق وأحيانا أذهب إلى زيارة الاصدقاء ببني عمرو وذلك إما عن طريق بيشة أو الخميس شباعة وأبها يعني خط السروات وكنت قد وصفته بالتفصيل سابقا وكنت امضي الخميس واعود الجمعة بعد الصلاة الى بلاد شهران وكثيرا ما كنت اذهب مع الاصدقاء الى وادي تبشع رحلة وعمل الغداء في البر ووادي تبشع يقع قبل جسر المضة الموصل الى طريب والطريق سهل وخلال نصف ساعة تصل الى هناك .
وفي الشتاء ينزل المطر ولكنه قليل اما السيول العارمة فتصل فجأة وتداهم المنطقة وكثيرا ما تحدث حالات غرق كنا نهب للنجدة بمساعدة الدفاع المدني ومرة حوصرت عائلة بالمياه وأنقذناهم بالطائرة من الدفاع المدني ومن عادات المنطقة الخروج للمراعي بالبر وخصوصا بالاجازة الصيفية للمدارس كل واحد بالقرية يأخذ الماشية وكل ما يلزم لقضاء شهرين بالبادية ويعود بعدها نشيط وذو همة عالية .
|