عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2008, 05:45 AM   #5
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية جاسر الغراني
جاسر الغراني غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10303
 تاريخ التسجيل :  May 2007
 أخر زيارة : 04-14-2022 (10:54 AM)
 المشاركات : 2,191 [ + ]
 التقييم :  13
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: محمد بن ثايب يعلن انسحابه من شاعر المعنى



بسم الله وحده ، جل ذكره ، وتقدست أسمائه ، والصلاة والسلام على من ذاع ذكره ، ولاح فكره ، عليه أفضل صلاة وأتم تسليم من اليوم إلى يوم الدين .................... وقبل بعد وبعد

فوجئت عن العزم على إقامة ( شعر القلطة ) في المفتاحة في أبها !! وتنظيم مسابقة كبرى له تبثها أحد القنوات المتخصصة في الثقافة الصحراوية , ليس لأن عندي موقف متحيز ضد ( القلطة ) كفلكلور اجتماعي مختص ببيئات معنية له جمهوره ومتذوقوه بل على العكس فان سعادتي ستكون كبيرة لو أن المفتاحة تستضيف : القلطة والمزمار والسامري والمجرور والرديح بالاضافة الى الألوان التراثية المعروفة من مختلف المناطق , لكن أن يتم استضافة القلطة ! لوحدها وفي منطقة ليست هذه اللعبة من تراثها يجعلني أختلف مع هذه الفكرة .

فهل المقصود الترويج لهذه اللعبة في منطقة جديدة ؟ وكسب جمهور جديد ؟ سيما و الأغلبية الساحقة من القنوات الشعبية تنقل القلطة على مدار ال 24 ساعة .
اذا كان كذلك فهذا يعتبر تحيزا ضد بقية الفنون الشعبية وخصوصا فنون المنطقة المتنوعة والتي تحتاج الى زيادة تعريف بها ليس لدى الآخرين فقط بل حتى للكثير من أبناء المنطقة الذين لا يعرفونها !

الاشكالية هنا هي أن ( القلطة) لا تؤخذ بمعزل عن بيئتها ليتم استزراعها في محيط آخر مختلف , فالجذور الحقيقة للقلطة تتحدث عن نمط صحرواي يقوم فيه الشعراء (غالبا) بالحوار والردود حول قضايا ( تفاخرية) قد تدلف الى التعصب. صورة القلطة ( في اللاوعي) تتحدث عن صحراء ممتدة وشعراء ذوي ( هيئة معينة ) ومؤدين بجذر ثقافي معين .

سنجد أن ظاهرة المزايين و شاعر المليون و القلطة والكشتات الصحراوية و التغني ببطولات الحنشل هي ظاهرة كبيرة الآن وتمول بعشرات ان لم يكون مئات الملايين من الريالات بل وأصبحت ظاهرة ثقافية سيسيولوجية كبرى بطول العالم العربي وعرضه تحدث عنها المحللون والنقاد والاعلام كل يتحدث منطلقا من نسقه الثقافي والاجتماعي .

لن أتحدث هنا عن هذه الظاهرة وان كانت تستحق الحديث والنقد لكن لعلي أتحدث عنها في مساحة أخرى , انما أتحدث هنا عن ( فائدة) وجود مثل هذه المسابقة في (عسير) وفي محفل ثقافي كبير كالمفتاحة !!

أدرك تماما أنه ليس هناك أية نية معينة لجعل ( القلطة) نمطا تراثيا قادما يأتي على آخر ما تبقى من الثقافة العسيرية وهو الفلكلور الشعبي الذي يميز انسان هذه المنطقة بطريقة شعره وأدائه والبحث عن جذور هذا الأداء , بل ان الذي حدث هو أن ( اللاوعي) لم يجد سوى ( القلطة) من فلكلور يتمثل في هويته ليتم تنظيم مسابقة له أرى أنها في الجغرافيا الخطأ .

صحيح أن الكثير من أبناء المنطقة قد استكلموا عملية التحول الثقافي ولن استغرب أن تصبح القلطة يوما بنمطها الغنائي ذي الصوت الواحد وذي المدلولات السيسلولوجية والأنثربيولوجية ذات الطابع البيئي والذوقي المختلف عن بيئة الجبل وثقافته , لن استغرب اذا ما اصطف أبناء الجبل ليلعبوها كتمظهر حقيقي للولوج الى نمط ثقافي غير ملائم لثقافة الجبل وانسانه وتاريخه وطباعه بل وستكون معيقا آخر في مضمار التنمية ذاك أن البداوة هي المعيق الأول في التنمية وهي كارثة اذا ما حاولت فهم الدين ومن يقرأ في السياقات التاريخانية سيجد تلك الجذور .


من هنا أرى أن هذه التظاهرة الفلكلورية تعبر عن أيقونة لمرض ثقافي وليست تنوعا ثقافيا , وكان على الأقل يمكن أن يتم عمل مسابقة في الخطوة لكونها اللون المناسب هنا وهو ما يمثل هوية المكان ومزاجه , هذا ان ارتأينا اقامة مثل هذه التظاهرة .

ليست المشكلة في ( القلطة) فقط بل ما يتسربل معها من أنماط أرى أنها مؤذية لثقافة الجبل وستسبب تعقيدات وبدونة لمجتمع يعاني الآن من أزمات اجتماعية وسيسيولوجية تحتاج الى معالجة حقيقية .

واذا أصر القائمون على اقامة هكذا مسابقات فيمكن الاستعانة بما يُسمى ( الأناشيد الاسلامية) لكونها على الأقل نمطا محايدا .


أتمنى من المنظمين أن ينصفوا تراث هذه المنطقة وأن يعدلوا بأن يقيموا نمطا موازيا للفلكلور الجنوبي وتكون به نفس فكرة البرنامج هذا اذا كان لابد من اقامة هكذا برامج !


( حذرت وسأحذر ولا زلت أحذر )عن عدم إجداء هذه الفكرة الدخيلة على مجتمعنا الخاص قبل العام ، ثم أننا سنبقى في ( تالي الصف خيالة ) إذا لم ننسحب ونترك تراثنا بمحافلنا وفي أسواقنا ووسط بلادنا ..

مجرد رأي ..


 
 توقيع : جاسر الغراني



رد مع اقتباس