04-28-2008, 12:04 PM
|
#13
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 10303
|
تاريخ التسجيل : May 2007
|
أخر زيارة : 04-14-2022 (10:54 AM)
|
المشاركات :
2,191 [
+
] |
التقييم : 13
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: القبيلة التي تعجب منها الرسول كيف أنها تنتصر
دعوها فإنها منتنة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ..... وبعد
فيقع دائما في مقدمة أهداف أعداء الأمة زرع بذور الشقاق بين أفرادها وتغذية مسببات التشاحن والبغضاء في نفوسهم، مما يسهل على هؤلاء الأعداء, تحقيق مآربهم الشريرة وأهدافهم الخبيثة التي أقلها أصابة الأمة بدينها لتكون خاوية الوفاض من أي معتقد يربط أجناسها المختلفة وكياناتها المتباعدة ببعضها. فالعدو يعلم علم اليقين أن هذه الأهداف لن تتحقق إذا حققت أمة الإسلام قول الله تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }– آل عمران 103
لذلك عمدوا إلى سياسة التحريش كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كبيرهم ومنظرهم الشيطان, عن جابر رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال. ( إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم)صحيح مسلم، فنجحت هذه السياسة وجعلوها قرارا استراتيجيا يلجأون إليه كلما فشلت جيوشهم في ميادين القتال، فبه سقطت دولة بني أمية وبه أيضا أستبيحت بغداد من قبل المغول وأسقطت الخلافة العباسية، وفقد المسلمون الأندلس، والحبل على الجرار إلى ما نرى من حال الأمة في عصرنا الحاضر من تشرذم وهوان، فالمتأمل بحال أمة الإسلام على مر التاريخ يجد أن هناك سببا واحدا لا ثاني له في الإنتكاسات التي تصيبها أمام عدوها ألا وهو التنازع والتباغض، فلم يثبت في التاريخ أن انهزم جيش من جيوش المسلمين وأفراده متحابون في ذات الله, يؤثر الأخ أخيه على نفسه، وإنما العكس هو الصحيح، أنهزمت جيوش المسلمين عندما صار لغير الله وانتمائها للقومية والقبلية بدل من عقيدة التوحيد، كما قال قائلهم:
هبوني عيدا يجعل العرب ملة
وسيروا بجثماني على دين جرهم
سلام على كفر يوحد بيننا
وأهلا وسهلا بعده بجهنم
فعندما خالفنا أمر الله بهذه الخزعبلات، تنازعنا وفشلنا وذهبت ريحنا وانتصر علينا عدونا، وتحقق فينا قول الحق تبارك وتعالى {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }– الأنفال 46
فقد اندثرت القومية العربية الملحدة, بعد انكشاف عوارها وأفلاس منظريها, فلجأ منظري الكفر إلى أسلوب جديد, يحقق أهدافهم ويحاكي توجهات أصحاب العقول المريضة من أبناء الأمة, فأحيوا عبر وسائل الإعلام المأجورة في بلاد المسلمين النعرات القبلية الجاهلية, فصرنا نسمع من أبنائنا ألفاظا نشازا تعيد الأمة إلى عصر ما قبل الإسلام, فهذه المفردات العنصرية البغيضة كقول:
قبيلي – خضيري – هذا من قبيلة كذا وذاك من قبيلة كذا – وهذا بدوي – والآخر حضري, قد انتشرت بين الناس انتشار النار بالهشيم, والأدهى والأمر أنها أكثر رواجا في منارات العلم ومصانع العقول التي تعنى بتكوين شخصيات الأجيال التي ينبني عليها مستقبل الأمة, فالأمر مشاع بين المعلمين والطلبة من كلا الجنسين..
فيالها من مصيبة, ستجعل مستقبل الأمة في الميزان, إن لم يتصد لها عقلاء الأمة, بما تصدى به رسول الله صلى الله عليه وسلم, لفتنة غزوة المريسيع بين الأنصار والمهاجرين..
عن جابر رضي الله عنه قال: (كنا في غزاة فكسع(أي ضرب) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار, فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين, فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال ما بال دعوى الجاهلية, قالوا يارسول الله كسع رجل من المهاجرين رجل من الأنصار, فقال: دعوها فإنها منتنة) – صحيح البخاري..
فلو لم يلجم المصطفى صلى الله عليه وسلم, هذه الفتنة بدفنها في مهدها, لفتحت الباب على مصراعيه, لعتاة المنافقين من أمثال عبد الله بن أبي وغيره ليمرروا مشاريعهم الهدامة بحجة الغضب لقومهم, فعبد الله بن أبي لما سمع بما حصل قال: "فعلوها أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل, فعندما سمعه عمر بن الخطاب رضي الله قال: يارسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعه لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه"..
فأحفاد عبد الله بن أبي لا زالوا بين أظهرنا, يتحينون الفرص للانقضاض على ثوابت الأمة, ومقومات وجودها..
أرى تحت الرماد وميض نار
فيوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يطفها عقلاء قوم
يكون وقودها جثث وهام
(( وادي ترج العظيم )) (( هرقل العرب )) (( أبو باسل الجمعي )) ((العمري481)) (( الأخوة الكرام ))
دعوها فإنها منتنة
|
|
|