بسم الله الرحمن الرحيم
القصبي والسدحان
وسنوات من التعريض والتصريح والإساءة إلى القيم الإسلامية في المملكة العربية السعودية في برنامجهما ( طاش ما طاش )
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اما بعد .
فإن المسلسل المسمى بـ ( طاش ما طاش ) والذي يعرض في فترة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك ويعاد عرضه في وقت آخر وفي قنوات أخرى قد حوى بل فاض من الإساءة إلى قيمنا الإسلامية ومبادئنا السامية وثوابتنا المقدسة ، ومن المعلوم أنه قد احتل مكانه بارزة جدا ونال من الشهرة ما لم ينله برنامجا آخر - حسب علمي - وذلك لعدة أسباب منها :
- كونه يعرض في الفترة التي تسمى في مصطلح التلفزيون الفترة الذهبية .
- لما يمتلكه صاحباه ( السدحان والقصبي ) من حرفة في التمثيل كبيرة إلا أنهما سخرا هذه الحرفة مع الأسف فيما يسيء .
- لما يناله صاحباه من مقابل مادي عالي من التلفزيون مكنهما من تأمين المواد وتهيئة الظروف التي تخدم وتساعد على جذب المشاهدين .
هذا وقبل أن أشرع في عرض أمثلة من الانحرافات في هذا المسلسل أذكر ما يلي:
1- أن التمثيل له تأثير كبير في المشاهد لاسيما إذا علمنا أن عدد المشاهدين في فترة الإفطار في رمضان قد يفوق خمسة ملايين نفس عدى من يشاهد من خارج المملكة .
2- قد يقول قائل إن هناك جوانب مفيدة ، أقول نعم ولكنها لا تشفع أبدا للباطل الذي طفح ، ولا مجال لتبريره .
3- أن هذين الممثلين يتحملان السوء الذي يقدمانه ، و لا يعفي هذا المسؤولين في التلفزيون فهم يرون ما يقدم ويفسحون له .
و سأعرض في الأسطر التالية شيئاً مما أمكنني الوقوف عليه من ذلك .
أولاً : من حلقات الجزء الثالث ( أي عام 1416)
حلقة بعنوان ( رحلة عائلية )
هذه حلقة مضمونها أن المحافظين متشددون في التضييق على نساءهم في الحجاب وأن المحافظة تزمت .
و هذه تفاصيلها :
1. أسرة سعودية محافظة مكونة من رجلين وقرابة خمس نسوة مع أولادهم يذهبون في نزهة إلى شاطئ البحر وينـزلون هناك .
2. يقول أحد الرجلين للآخر : أرى أن مكان النساء غير مناسب …إنهن مكشوفات ( أي يراهن المتنـزهون الآخرون ، هذا مع أنهن متحجبات وبعيدات عن الآخرين حوالي 500 متر ) ، أجابه الآخر – بعد أن نظر - : نعم صدقت إنهن مكشوفات ، عندئذ ذهبوا إليهن وأمروهن بالقيام بسرعة ثم أجلسوهن بجوار السيارة لتكون ساترا.
3. بعد برهة يقول أحد الرجلين يا أخي إنهن أيضاً مكشوفات ، عندئذ حركوا سيارتهم ووضعوها بالجانب الآخر ليكون أستر لهن.
4. بعد قليل يقول أحد الرجلين : يا أخي إنهن أيضاً مكشوفات إذ أن كتف أمي مكشوف ( لاحظ كيف التمحل والتعريض بالمحافظين ) ، وعندئذ حركوا سيارتهم لزيادة الستر .
5. بعد برهة أقاموا النساء وجعلوهن يجلسن بوسط السيارة .
6. ثم قاموا بذبح الذبيحة ، وقال أحد الرجلين للنساء : انزلن أعددن لنا الشاي فرد عليه الآخر : لا كيف تريدهن ينـزلن فيراهن الناس ؟
7. وفي أثناء نزول النساء من السيارة إلى الأرض ومن مكانهن الأول إلى الثاني تظهر معهن عجوز انحنى ظهرها من الكبر وهي والدة أحد الرجلين وفي أثناء مشيها كادت تسقط مرتين وهي متلفعة بالعباءة والخمار ( وفي ذلك من التعريض مالا يخفى وإلا فيجوز كشف العينين ثم إن المرأة من القواعد – حسب التمثيل - ) .
8. إحدى النساء لابسة قفاز وتشير إلى وجه العجوز وهو مغطى بالخمار والعباءة وكأنها تقول : تحجبي أو انتبهي فقد ظهر منك شيء .
9. في أثناء ذلك تظهر أسرة مكونة من رجل وامرأة وهما جالسان على شاطئ البحر قريباً من الأسرة السابقة ( وتقرب إليهم آلة التصوير أي يراهم مشاهد التلفزيون بوضوح ) والمرأة هذه سافرة وجهها وجالسة مع زوجها بهدوء ودون تكلف الاختفاء ( كما فعلت الأسرة المحافظة ) مما جعلهما مستمتعين بالنـزهة والفرجة المريحة .
لذا يبدو لمشاهد التلفزيون أن الأولين حمقاء متزمتون ويزدريهم ( مع أن الشرع ولله الحمد لم يأمر بالتكلف الذي أظهر الممثلون أن الملتزمين يفعلونه ) . وأيضاً يبدو للمشاهد أن الآخرين متفتحون ذوو عقل .
من الحلقة المسماة بـ (المقرودة ) :
1. رجل كبير السن كث اللحية وخفيف الشارب ومع ذلك فإنه يقول لابنه : هات المقص يا بني وقص شاربي ،فيرد الابن : إننا قصصناه البارحة ، فيقول الأب : أحسبه قد نبت ( لا يخفى ما في ذلك من تعريض و سخرية من إعفاء اللحية وحف الشارب ولمز للمقتدي ) .
2. مشهد آخر : رجل حليق يصدم بسيارته رجلاً مسناً ثم يصطلحا ويفترقا ، إلا أن الشرطة تطلب من الحليق أن يحضر الرجل المصدوم ، فيذهب إلى رجل كث اللحية طالباً منه الكذب لدى الشرطة والإدعاء أنه هو المصدوم ، وأنه متنازل .
بعد ذلك قام الرجل الكث اللحية بالنظر إلى وجه الحليق بل إلى كلا جانبيه فوجده حليقاً ثم نظر إلى أسفل ثوبه فوجده مسبلاً فأعرض عنه ( وهذا يوحي أن المحافظين يركزون على قصر الثوب وطول اللحية ويعلقون ولائهم وبراءتهم على ذلك )،
ومع ذلك فبعد قليل تظهر الصورة مرة أخرى وقد قبل الملتحي أن يكذب .
من الحلقة المسماة بـ ( تصالحوا ) :
رجل ملتحي يسكن بيتاً و آخر حليق يـبدأ بعمارة بيت بجواره ، فيقوم الملتحي بإيذائه بتصرفات بسبب سوء الظن ، وهذه أمثلتها :
1-اشتكى الملتحي قصر جدار الدرج وأحضر مندوباً للبلدية فلما وقف على الأمر وجد أن ذلك مجرد ظنون وأن الحليق متقيد بمواصفات البلدية
2-اشتكى الملتحي من انخفاض النوافذ وأنها تمكن من كشف بيته ، فلما قاس مندوب البلدية ارتفاعها وجده صحيحاً أي مطابقاً للتعليمات .
3-وجد الملتحي برميلاً صغيراً في سطح البيت فادعى انه لغرض الوقوف عليه والاطلاع على بيته ( أي بيت الملتحي ) فقام الحليق برمي هذا البرميل فادعى الملتحي قائلا : سوف تأتي بغيره .
4-اشتكى الملتحي الحليق قائلا : إنه يدور في البيت ليكشف حريمي .
5-طلب الملتحي من الحليق تعهدا بألا يصعد للسطح إلا عند الضرورة وبعد إيذانه .
6-وجد في جدار السطح فتحات ( مرتفعة ومعتادة ) فادعى الملتحي أنها وضعت لغرض النظر من خلالها على بيته .
7-وجد الملتحي عاملا في بيت جاره يصبغ الجدار الفاصل بينهما فطلب منه أن يعمل ووجهه متجه إلى الخلف لأنه ربما يكشف بيته ، ولما لم يستطع العامل ذلك لضرورة النظر إلى ما يعمل بيديه قام الملتحي بسحب السلم من تحت العامل ليسقط .
ومع كل ما سبق فالحليق متقيد مواصفات البلدية بل إنه من الهم والمشقة التي سببها جاره الملتحي شاب شعره وأصيب بأمراض السكر والضغط والمرارة بل إنه بكى من سوء ظن الملتحي حتى إن المشاهد ليشعر بالشفقة على هذا الحليق وبالبغض من الملتحي سيء الظن.
( في ذلك أن أهل الدين سيئوا الظن والعيش بجوارهم يسبب متاعب )
من حلقة أخرى :
شخصان أحدهما ملتحي ومعه مشلح وقصير الثوب وطويل السروال وتصرفاته كذب ومخادعة ، وآخر حليق ظهر بمظهر الصادق المظلوم ، و حدث ما يلي :
1. الملتحي صاحب مكتب عقار وقد قام بتأجير بيت على الحليق .
2. أتى شخص آخر يريد استأجار البيت نفسه وأغراه بدفع تدفع مائة ألف ريال .
3. ذهب الملتحي للحليق الذي استأجر البيت و كذب عليه قائلا : إن ابني محتاج للبيت ولا يصبر عنا ، فرفض الحليق التنازل بعد أن تم الاستأجار وسكن ، فرد الملتحي قائلا : ( اخسأ يا سمَلقي ، أنا من يوم شفت قصة ها التيس ما رجيت من وراءك شي).
4. قام الملتحي بإزعاج الحليق ليلا بوضع مكرفون وأصوات روعته .
5. أخيرا يقرر الحليق الخروج وترك البيت واسترجاع ما دفعه فيقبل الملتحي لأنه يريد تأجيره على ذلك الشخص الذي سيدفع مائه ألف .
6. يستأمن الحليق الملتحي على سره قائلا : أرجو ألا تخبر أحدا أنني تروعت ، إلا أن الملتحي يفشي سره .
من حلقة أخرى :
رجل خطب امرأة و تم العقد له ، وأبوها ملتح وعليه مشلح وتظهر جزء من سيقانه أثناء الجلوس ، أما الزوج فهو حليق ومرتب الهندام .
أما من حيث التصرفات فتصرفات أبي الزوجة - ذي المظهر المتدين - حمقاء إذ أنه أسير لرغبات النساء في كل تفاصيل الزواج وترتيباته وبصورة مزرية ، ثم إن الزوج قد سأله خمس مرات في أن يرى زوجته قبل الدخول أو يكلمها فأصر على الرفض .
وكذا فإنه يثقل الزوج بوصاياه ونصائحه حتى إن الزوج ينفر منه ،ومرة طلب الزوج أن ترافقه زوجته وأمها لاختيار نوع فرش البيت فرفض ، وكان إذا أراد نداء أهل البيت يقول : أيش .
أما الحليق فتصرفاته يظهر منها اللطف والصواب .
من حلقات عام 1418
1- حلقة بعنوان ( الأجار ) :
مضمونها : رجل استأجر بيتا من رجل آخر عليه سيما الدين من اللحية وغيرها ، فصار هذا المتدين ( علة ) فقد اعترض على تركيب الدش ، وصار يسئ الظن ، واعترض على كثرة الزائرين وأنكر حتى نداء المستأجر لامرأته ( أي امرأة المستأجر ) إلى غير ذلك .
الملاحظات بالتفصيل :
1- مدح الدش ونفى ضرره إذ قال : إن الدش الخاص بالقمر العربي ليس فيه شئ ( أي مخل ) وإنما كانت القناة الفرنسية وألغيت .
2- تشويه صورة الذي عليه مظهر الصلاح - وهو المؤجر - فهو يتابع المستأجر في كل شئ فقد تتبعه وأكد عليه أن قيمة استهلاك الماء يكون بالسوية ( لأنه ساكن في الدور العلوي ) هذا رغم أن الاستهلاك بمعدل ( 25) ريالا ، ثم أتاه مؤكدا عليه تحمل نصيبه من نزح البيارة ، ثم صار يزعجه بجلب آله حفر صباحا وهو وقت نوم لذلك المستأجر ، ثم لما رأى أنوار السطح مضاءه صار يناديه بصوت مزعج من بعيد فلما أجابه قال : أطفئ أنوار السطح ، قال : ما الأمر؟ أليست قيمة استهلاكها على حسابي ولو احترقت أبدلتها ؟ قال : فالأسلاك تسخن قال: والأسلاك لو تلفت أبدلتها ، قال: فعداد الكهرباء يتأثر ، فعندئذ ضجر المستأجر من هذا الإلحاف والتضييق .
3- قال المؤجر : إني ألاحظ أن عندك ضيوفا البارحة قال : وما يضيرك قال : إن كثرة الداخل والخارج ليست طيبة .
4- قام المؤجر بقطع الماء عندما تأخر المستأجر بتسديد (30) ريالا رغم أنه كان منتظما في السابق .
5- وعلى هذه الطريقة استمر فهو يؤذي المستأجر بكثرة إتيانه ومناقشته عن الفواتير .
6- عندما سمع الذي عليه سيما الصلاح المستأجر وهو ينادي امرأته أنكر عليه وقال : ماذا تريد منها ؟ عندئذ امتعض وقال : هذه امرأتي وأناديها فما دخلك ؟ بعد ذلك نظر المؤجر نظره نشاز إلى صاحبه .
7- قرر المستأجر الخروج من المنزل ودفع ما عليه إلا أنه زاد ( 12) يوما فطلب منه أن يعفو عنها واسترفقه فرفض المؤجر .
8- إضافة إلى ذلك فهذا المؤجر الملتحي ذو أسنان قبيح شكلها وضحكاته تدفع من يراه إلى بغضه واستهجانه .
|