العفو


العفو من الصفات الحميدة التي يتحلى بها الانسان لانها لاتصدر إلا من نفس كبيرة راجحة العقل صبرت على اعتداء الغير وأذاه .

إن أعتداء الغير علينا لايكون إلا من نفس مريضة الشر صوابها ، فأجدر بنا أن نغفر لها .

إننا كثير مانخطئ فنفتقر إلى العفو والغفران ، وإن لم نغفر لمن أساء إلينا فلا يُغفر لنا .

وإن الانتقام من المعتدي فلننتقمن بالاحسان إليه لان مقابلة الاساءه بالاحسان تنزع من المعتدي البغضاء وتتركه مندهشاً فيرتد غالباً عن غيه وتنقلب بغضاءه إلى مودة .

ولقد مدح الله عزو جل العفو في كثير من الايات في القران الكريم

قال الله تعالى ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم )
ووصف الله المؤمنين الصادقين بقوله ( ويدروؤن بالحسنة السئية )
أي يدفعون بالعمل الصالح السئ من الاعمال .

ودعا الله تعالى إلى مقابلة شرور الناس بالاحسان إليهم لان ذلك داعية إلى نزع العداوه من قلوبهم وإحلال الموده مكانها .

قال الله تعالى ( ولا تستوي الحسنة ولا السئية إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوه كأنه ولىّ حميم )

صدق الله العظيم

والعفو يؤدي في كثير من الاحيان إلى صداقة قوية بين المتخاصمين لان المعتدي يؤلمه هذا العفو من قادر فيعمل على إرضائه ومحو أثر الاعتداء من نفسه .