[overline][size=2][align=center]التعليق على النص..بتصرف:
عندما نقف امام بكائية مالك بن الريب التميمي نجد انفسنا امام سيل من الحزن اللامتناهي نستشف عاطفة شاعر متشبث بالحياة حتى آخر رمق..
فشاعرنا رحمه الله يبدأ بنى قصيدته على نداء التمنى واكثر من هذا النداء في ابيات متفرقات من القصيدة لانه الشاعر احب الحياة فالبيت الأول والثاني .
ألا ليت شعري هل ابيتن ليلة
بوادي الغضا ازجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه
وليت الغضا ماشى الركاب لياليا
وفي البيت الواحد وا لأربعين نداء تمني واختلفت الروايات في هذا البيت فالبعض يقول رحى الحرب والبعض يقول رحى الثفل هنا وهناك فالثفل ماتخلفه الرحى بعد طحن الحب وقد يكون تشبيها من الشاعر لما خلفته من القتلى..
ثم نجده في البيت السادس والأربعين ..ايضا يتمنى لمعرفة مااذا كانت ام مالك ستبكيه بعد موته كما لوكانت هي ماتت فانه سيبكيها..
والنداءات المتكررة تحمل بعدا انسانيا وبنائية فنية جميلة للقصيدة نداء يتبعه تمني وكل ذلك استشفاف لما سيحدث له بعد الموت فلله مالك حين خلد لنا هذه المرثية الجميلة..
واعتمد شاعرنا على المساءلة في اسلوب فني جميل بارع في مساءلته..
هل ابيتن ليلة بوادي الغضا؟؟
والجواب هنا مرتبط بحالة الشاعر النفسية فلطالما انه متشبث بالحياة
سيجد لنفسه جميلا يعزيه مما هو فيه من كرب.
نعم ستبيت يامالك وستزجي القلاص والقلاص هي الأبل..
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى والجواب ايضا بنعم بعت الضلالة بالهدى فكنت قاطع طريق واصبحت غازيا في سبيل الله..
هل تغيرت الرحى والجواب نعم تغيرت الرحى وانتصر المسلمون..
هل بكت ام مالك نعم بكت يامالك بعد موتك لانها كانت تحبك فانت من شغف فؤادها كما شغف المهنوءة الرجل الطالي..
لكنني في البيت الثالث عشر بيت شاذا وهو..
فلله دري يومأترك طائعا
بني باعلى الرقمتين وماليا
مالك هنا يتحسر مالك صعلوك والصعاليك عادة من اشجع الفرسان أفيتحسر على الموت ويندم لا اظن. لله دري هنا كلمة استحسان تفيد التحسر ولو وازنا بين هذا البيت والبيت الرابع والعشرين والسادس والعشرين لوجدنا هناك بونا شاسعا فمالك يقول:
"]
وقد كنت عطافا اذا الخيل ادبرت
سريع لدى الهيجا الى من دعانيا
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى
ثقيلا على الأعداء عضب لسانيا
هنا احتمال ان يكون البيت الذي يتحسر فيه مالك مولد وهذا حماد الراوية اكذب خلق الله وفيه يقول الدكتور العشماوي ..
يأمة مازال يكتب نثرها
طه ويروي شعرها حماد
ويرتب الحلاج دفتر فكرها
ويقيم مأتم عرسها حداد
اعتمد شاعرنا على الحوار في قصيدته استشعارا منه الى من يشاركه همه الذي هو فيه لانه حزين بمفرده وحيدا والحوار هنا قولي ..
أقول لأصحابي
أقول وقد حالت
يقولون لاتبعد وهم يدفنونني
وأين مكان البعد الامكانيا..
انه يبحث عمن يشاركه النجوى وبداخله رغبة جامحة للخروج من وحدته وعزلته التي هوفيها وهويستخم ذاكرته ويفجرها عاطفة شعرية ليشكل لنا نموذجا استرجاعيا لما مضى هذا النموذج يتكتل ويفرغه كشحنات نفسية من خلال التمني يستطرد في التذكر يحاور يستطرد يحاور الى ان يصل الى البيت الخامس والاربعين فنجده يوقن بانه هالك لامحالة فيعطي وصيته في الابيات التي تلي ذلك..
ويقال انه توفي في وادي الغضا (جنوب مدينة عنيزه بالقصيم )حيث لسعته حية وعندما شعر بدنو اجله قال هذه القصيده وقد تعددت الرويات في اسباب ومكان وفاته والوكاد انه من اروع ان لم يكن الوحيد الذي رثى نفسه
شكرا لمشرفنا على هكذا نقلا ولك :
مودتي واحترامي ..............................................خفق بن رفق[/align][/overline]
[/size]