[c]أهلين .. 
من فترة ليست بالقصيرة بالنسبة لي ،  طلبت مني الوالدة الإبتعاد عن هذا الجهاز فقد سمعت أم سعيد تحكي عن جارتها أن ابن احد الساكنات بالحي إلقي القبض عليه بتهمة أنه لا يكاد يفارق جهاز الكمبيوتر ،  ومن هنا أتفقن العجائز على أن كل من يبقى كثيراً أمام هذا الجهاز سوف يكون مصيرة مثل مصير ابن زينة .. 
 
صدر الأمر من والدتي العجوز ،  فقررت الإنصياع والطاعة ،  وكان لا بد من وجود البديل فأتجهت للتلفاز الذي لم أشاهده منذ تكرم عجوزنا بالسماح بتركيب الصحن اللاقط إلا مرات قليلة وفي أوقات متأخرة من الليل ،  ومن غير لماذا ؟! 
 
بقيت أمام تلك الشاشة أقلب ما لذ وطاب ،  وبقدرة قادر تحولت الشاشة أمامي إلى ذبذبات صوتية وإذا بمحطة سماعية تسمى بالإصلاح أصلح الله الجميع ،  سمعت ما سمعت وفكرت بالاتصال بعد أن تفقدت ما حولي  جيداً وأغلقت الابواب ووضعت خلفها جميع أثاث الغرفة ،  إلا ان اصابعي اصابها أرتعاش شديد لم أقوى على ضبط ميزانيتها لإتمكن من الضغط على ارقام الاتصال ،  لا أخفيكم أن شفتاي تجمدت خوفاً وانا لا أكاد أخرج حتى الزفير منها ،  كانت  مطبقة على بعضها ،  فحمدت الله أنني أمام تلك الشاشة ولم أكن فاتح فمي كالعادة .. 
 
أتت الوالدة بعد تسرب ووشاية ،  وقررت ان تنهي هذا الموضوع فصعدت للسطح وكسرت ذلك الصحن المسكين الذي تعود ملكيته للجيران ،  وقالت لي من باب التعويض بإمكانك العودة للجهاز أبو لوحة كبيرة ..  فقد كان أحد الاشخاص يركب حمارا ،  ورأى أرنباً يسرع بالإختفاء في حفرة ،  كما كان يسمع أصواتاً ،  حاول الإختباء ،  ولكن حماره دل عليه بنهقة ،  فعرف ان حرامية الأرانب سوف يصلون إليه ،  فأطلق رصاصة ،  واثنتين .. فهرب السراق .. 
في الصباح وجدوا الحمار ميتاً ،  قتله صاحبه ،  فقد أرهب السراق بالطلقات ،  ورفض أن يكون ضحية لنهقة حمار .. 
هكذا الحمير .. فقد تفضح سيدها في ساعة بطر !!  هكذا الرجل ينفعه الحذر ..  ويسعفه بعد النظر .  
 
كل ذلك كان سبب رئيساً في الإنقطاع والعودة .[/c]  
------------ 
[c]اعزائي : 
 
المسكت ، 
هتان ، 
زمان الصمت ، 
أبو فارس ،  
بقية الاعضاء  
تقبلوا مني جميعاً أرق التحايا . 
 
وتحياتي 
 
 [/c]
 
 
 
     |