رد: كوني ملكه ..الفصل الاول /الجزء الثاني
هل نستطيع فعلا أن نتحكم في العقل الباطن أم لا ؟؟
تقررين أن لا تثرثري كثيرا مع زوجك بعد اليوم وأن تتحدثي بطريقة أكثر لباقة، وتلتزمين بالأمر لمدة يوم أو يومين وسرعان ما يعود الأمر لما كان عليه..؟؟
تقررين أنه ليس من الصحي إخبار زميلتك في العمل بكل تفاصيل يومك السابق .... لكنك ما أن ترينها تبدئين في الكلام عن كل شيء.
تقررين أنك لن تأكلي الكثير من الحلويات بعد اليوم وتلتزمين لمدة أسبوع او اسبوعين ثم بعد ذلك لسبب ما تتوقفين عن المواصلة.......
لماذا يحدث ذلك معك......؟
إن فترة الإلتزام المبدأية خاضعة للعقل الواعي، ولأنك في بداية التغيير تكونين متحمسة جدا وتركيزك أكبر فإنك تحققين بعض النجاح، لكن بعد أن تعتادي التغيير يحدث أن يغيب عقلك الواعي لحل محله عقلك الباطن الذي لا يعترف بالتغيير ............... ويعيدك إلى عهدك السابق.
إن العقل الباطن تبنى منذ الأزل مسؤلية حمايتك من الألم والموت، بطريقته الخاصة، ..... إنه الصديق الحميم العدو اللدود..... كيف ذلك..؟؟
يكون العقل الباطن صديقا حميما ومرشدا فعالا طالما كانت هناك تغذية إيجابية سليمة له .......
ولكنه يتحول إلى وحش كاسر حينما تهملينه ولا تهتمين بمدخلاته اليومية بشكل جدي..
إن إمكانيات العقل الباطن ضخمة ولا تخضع للقياس الكمي، وحينما تطعين على أهميته الكبرى في تحويل الرغبات إلى أفعال وعادات سوف تفهمين أهمية التوجيهات التي تصل إليه...
عزيزتي، تأكدي بأن عقلك الباطن يعمل في كل الأحوال سواء جهدتي على تلقينه والعمل عليه أم لم تحاولي ذلك فهو يعمل، فالعقل الباطني لا يتوقف عن العمل نهائيا إلا بموت الإنسان، والعقل الباطن يتغذى على الرغبات والأفكار والتوجيهات، فإذا أهملت تدريبه وتوجيه بشكل جيد، وإذا توقفت عن زرع الرغبات به بشكل جدي، فإنه يتغذى على الأفكار التي تصل إليه بفعل إهمالك، لأنه لا يستطيع ان يتوقف عن العمل، وقد تكون تلك الأفكار التي تغذيه ليست سوى أفكار سلبية عقيمة،
لا حظي الطفل الذي ينمو بين أبوين ينميان فيه الإحساس بذاته يكبر وبنمو قوي الشخصية، فرغم أنه لم يبذل جهدا في برمجة عقله الباطن إلا أن الأفكار المحيطة به والنابعة من والدين صالحين كانت السبب في تغذية عقله الباطن بطريقة إيجابية.
والعكس صحيح، حينما يولد طفل بين أبوين سيء الطبع فإنه يتشبع منهما بالأفكار السلبية ويصبح من الصعب إعادة صياغة أفكار العقل الباطن.
كذلك الأفكار النابعة عن المواقف، ففي حالة الفشل في موقف ما مثل الزواج، تقف المراة إما أن تبكي وتنهار واغرق في مشاعر بائسة يائسة وتكيل في أعماقها الإتهام لذاتها فتغذي عقلها بأنها شخصية فاشلة، والصحيج أن تقف موقفا إيجابيا، وتقول: أنا متألمة لأنه لم يرعى حق العشرة، وقد تخلى عني لأنه عديم الوفاء، وأنا أستحق الأفضل، .......... وهكذا تنقذين عقلك الباطن من الوقوع في براثن الأفكار السلبية،
عليك أن تكوني واعية جدا لكل ما يلج إلى عقلك فهو حصادك وهو غرسك في ذات الوقت .
|