في ذات يوم كانت السماء تُمطر. حبّات المطر تضرب زجاج النافذة بإيقاع متناغم محبَّب، ويختلط صوتها بأصوات مياه الميازيب.. وأنا وحيد مُرهَق متمدّد على سرير المستشفى. في عيوني مطر.. وتفكيري يذهب إلى البعيد: إلى تلك الأيّام الجميلة.. زخّات المطر الربيعيّ.. ابتلال الثياب.. الأناشيد الجماعيّة.. والجَرْي تحت المطر. ترى.. ما الذي بقي لي من تلك الأيّام الحلوة غير ذكرى خرساء وشبح لاصدقائي الذين لابدّ قد طالت قاماتهم الآن وكبروا ؟! تذكرت هذا الصوت الجميل فشدني اليه
واحببته لما في معناه من عذوبه ورحمة .. وهدوء ورومنسية .
قديكون صوت المطر نبرة حزن أحيانا .. نبرة ضياع وتيهان .. وقد يكون صوتا جميل .. علاقة ما بين السماء والارض ملئها الحب والعطاء
علاقة بين القاع و دموع الغيوم .. ترتشف الماء .. قطرة تلو قطرة
منظر جميل تصوير خطير .. وياتيك معه ذاك الضباب الذي يرمي باطرافه على الكون . . و معه يرمي البحر يداه للامام .. اي منظر هذا عزيزي !! وياتي الدفيء بعد البرد .. فبصوت المطر تندثر كل العواقب الكونية وتزول .. تطرب الآذان .. وتترنم .. فصوت المطر اسم جميل ومعناه اجمل .. فبإطلاته .. ياتي الحزن والفرح .. وتتأجج القلوب
بالمعاني وأي معاني عزيزي !! معاني العاطفة والوجدان والاحساس .

صوت المطر