رد: أسس ودروس مهمة للمرشد الطلابي
س : هل يتعين على الطالب أن يستمع إليك باهتمام في الصف؟
ج : الإجابة نعم وبدون تردد والسبب :
1. أنه يعمل بكل إخلاص لمصلحة الطلاب.
2. أنه عندما كان تلميذاً كان يستمع إلى كلام المدرسين.
3. أنه مدرس . فكل كلمة يقولها هي لصالح التلاميذ ، وهو جدير بالتقدير والاحترام .
طرح هذا السؤال لتوضيح هذه الفكرة وهي :
أولاً : الطالب المشاكس قد لا يرى المدرس بأنه إنسان مخلص محب للتلاميذ ويعمل لمصلحتهم كما هو متوقع.
ثانياً: الطالب المشاكس لا يثق بالمدرسين . . لا يحب المدرسة ، ولا يصدق أنه عندما يحسن التصرف سيجلب له ذلك مردوداً إيجابياً.
ثالثا: التعليم ما كان تجربة إيجابية له وبالتالي لا يهمه كلام المدرسين ولا يعطي لهم أية أهمية.
وهذه الصورة غير متوقعة وغير مفهومة من قبل معظم المدرسين ، لأن المدرس يعتبر ذاته إنساناً مهتماً بالتلاميذ ومقدراً لهم ، ويعمل من أجلهم وعليه فهو يستحق الاحترام والتقدير.
إذن المدرس ينجح في اعتبار ذاته عندما يتعامل مع معظم التلاميذ العاديين ، ولكنه يفشل عندما يتعامل مع الطالب المشاكس . فلماذا؟
لأن : 1- الطالب المشاكس لا يثق بالمدرس.
2- لا يستجيب لتوجيهاته وإرشادته.
3- لهذا الطالب عدة مشكلات سلوكية.
لذلك فالمدرس يتأثر بالآتي:
1. يعتقد أن هناك خطأً ما لهذا الطالب لأنه يعطي للمدرس الأهمية والتقدير كبقية التلاميذ. 2. يعد المشكلة أمراً شخصياً ويتعامل معها باعتباره هو المستهدف . فيتأذى ويتألم وأخيراً يلقي باللوم على الطالب المشاكس الذي هو السبب في شعور المدرس بالغضب والشعور بالفشل . والسبب في تأثر المدرس هو أنه يدع (اعتبار ذاته) يعرقل سير عمله ، والواقع هو : أن الطالب المشاكس يتعامل مع واقع مختلف تمام الاختلاف عن واقع جميع التلاميذ العاديين وتصرفاته السلوكية الفوضوية غير مستهدفة للمدرس بشكل خاص. وعكس ذلك الطالب الذي لديه قاعدة مبينة بالثقة التامة مع المدرسين ومع المدرسة وحصل على تأييد وتشجيع فيما يتعلق باجتهاده وفي تصرفاته السلوكية الإيجابية لأنه اكتسب الخبرة الإيجابية والتشجيع من قبل المدرسة والبيت.
وطالما لديه الثقة بالمدرسين . إذن ممكن أن يتقبل التوجيهات والإرشادات وحتى تكليفه بأعمال (واجبات منزلية) فوق طاقته.
بينما الطالب المشاكس يأتي إلى المدرسة من محيط (جو منزلي) أفراده كانوا فاشلين في المدارس ، ولديهم تجارب سلبية مع المدارس ولم يكونوا القدوة الحسنة في إرشاد أولادهم ولم يؤمنوا لهم احتياجاتهم اللازمة من التأييد والتشجيع والدافعية للتعليم وهناك قصوراً وإهمال أسري.
لذلك فعندما يهدف المدرس إلى التعامل مع الطالب المشاكس بوسيلة مقبولة يجد نفسه أمام عدة عقبات تعترض طريقه لأن هذا الطالب عديم الثقة بالمدرس ولا يستجيب لما يطلب منه ، ولا يؤدي أعماله ، فهو فوضوي في معظم في معظم تصرفاته.
والسبب في كل هذا هو عدم وجود الثقة بين المدرس والطالب ولذلك تبقي عملية التعلم لهذا الطالب فاشلة.
إذن الثقة هي البناء الأساسي في تعاملنا مع الطالب المشاكس ، وفي حالة انعدام الثقة والقناعة بالمدرس سوف يقوم الطالب بعدم تقبل إرشاداته أو توجيهاته من مدرسه.
ويفشل المدرس أخيراً في كل محاولاته للسيطرة على سلوكيات هذا الطالب ، لأن الطالب المشاكس لا يهمه ما ينتج من جزاء تصرفاته الفوضوية.
إذن هذا هو سبب فشل بعض المدرسين لوضع خطة توجيهية لتعديل سلوك الطلاب لعدم الأخذ في الاعتبار الثقة في تعاملهم مع الطلاب.
تحرك مسار الطالب إلى الأعلى من خط الثقة (راجع النموذج) وسوف تستدعى العملية العمل مع التلميذ تدرريجياً حيث تأخذ بعين الاعتبار الآتي:-
أولاً: تغيير المعلم الانطباع عن نفسه كمدرس تقليدي معزز وجدير بثقة التلاميذ.
ثانياً: لا يكون المعلم أداة توصيل المعلومات فقط وإنما هو قدوة لهم سلوكياً إلى جانب كونه المرجع والمصدر الأول للمعرفة.
ثالثاً: يوظف المعلم تجاربه الحياتية وخبراته لاقتناص الفرص التي تتاح له لتحسين وضع الطالب والتأثير الإيجابي فيه. هذه السلطة هي التي ستساعد المعلم على إيجاد الثقة وتكوين العلاقات الحميدة مع الطالب . ولينظر المعلم من خلال عيون التلميذ نفسه كما لو كان هو ، مع التركيز على محيط الطالب المنزلي.
رابعاً: إنظر إلى مشكلة الطالب بعمق وأعرفه تماماً ، لأن الطالب المشاكس لم يحصل على العناية والاهتمام ، ولذلك لابد أن تظهر له أنك مهتم به وهذا يتطلب تحريك سلوكيات الطالب إلى سلوكيات واقعة فوق خط الثقة (راجع النموذج) لإعطاء الطالب نوعاً من التقدير والقيم ليتمسك بها ، لأن الطالب المشاكس لو شعر أن المدرس غير مهتم به فإنه سيحاربه بكل طاقاته.
ومع ذلك فإن بناء الثقة بحاجة إلى محاولات مستمرة ومهارات واجتهاد ، وخاصة في التعامل مع فئة معينة من الطلاب المنحرفين سلوكياً وغير المتعاونين ، كذلك سوف يحتاج المدرس إلى وقت لتعزيز الثقة مع الطالب.
ولتحريك سلوكيات الطالب إلى سلوكيات فوق خطة الثقة فنحن بحاجة إلى خطوات معينة ومدروسة تهدف إلى تكوين علاقات إيجابية مع الطالب.
كذلك يجب على المدرس وضع (مجهود السيطرة السلوكية) مع مراعاة الفروق الفردية واحتياجات الطلاب. وفي حالة تكوين الثقة مع الطالب يبدأ الطالب في التفاعل مع المدرس مستجيباً لإرشاداته وتوجيهاته. وبالتالي ينجح المدرس في (مجهود السيطرة السلوكية) ويصبح فعالاً في تعامله مع الطلاب وتكون عملية تدريسية أكثر إنتا يجاً ، ويومه الدراسي أكثر فاعلية.
الاستجابات الإنفعالية والاستجابات التكيفية
مدرس يشكو من وجود ثلاثين طالباً في صفه ، ثلاثة منهم هم من الطلاب المشاكسين ومن الصعب علاج مشاكلهم السلوكية والنفسية.
ولكنه سوف لا يدع هذه المشاكل تعترض طريقهم وتعرقل استمرار في الدراسة والتوفيق.
المسألة الأساسية هنا هي : أن المدرس لا يمكن أن يغير شئ من السمات السلوكية للطلاب المشاكسين ولكنه من الممكن إختيار وسيلة مناسبة للتعامل والتكيف معهم ، بينما لو يغضب ويكون منفعلاً فسوف لا يصل إلى أية نتيجة ، خاصة عندما يتعامل مع طالب مشاكس. المهم ألا يغضب وينفعل في كل الأحوال.
المدرس الناجح يدرك أنه ليس باستطاعته تغيير طبيعة الطالب المشاكس لعدم امتلاكه يداً سحرية يمكن بها تحريك سلوكيات هذا الطالب ، وإنما يدرك أنه يمكن أن يغير وسيلة تعامله مع الطالب للحصول على أعظم نتيجة.
إن الأساليب العادية للاستجابات لتصرفات الطلاب لا تصلح مع الطلاب المشاكسين ، لذلك أصبح من الضروري الاعداد المسبق لكيفية الاستجابة لتصرفات الطلاب، بحيث يعلم كيف يتصدى لأي موقف سلوكي صادر عن الطالب المشاكس مع استعداد تام لذلك.
|