عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2007, 03:16 AM   #9


الصورة الرمزية الرهيب معكم
الرهيب معكم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6889
 تاريخ التسجيل :  Aug 2006
 أخر زيارة : 10-01-2023 (12:01 AM)
 المشاركات : 3,881 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مهارة تدريس القرآن الكريم للنساء



وصايا إيمانية وعلمية لمعلمة القرآن الكريم *

تقع على عاتق معلمة القرآن الكريم مسؤولية جسيمة، وهي تحمل في عنقها أمانة عظيمة ستسأل عنها يوم القيامة، وهذه الأمانة ذات شِقّين الأول هو: القيام بحقَّ القرآن الكريم تعلماً وتعليماً، والثاني: أداء ما يجب تجاه الدارسة من التعليم والتزكية .
ولذا فإن صياغة بعض الوصايا الإيمانية والعلمية التي تعين على إبراء الذّمة أمام الله تعإلى، وإتقان العمل أمر مندوب ومحَّبذ، ومن تلك الوصايا :
1- التحقق بالإخلاص لله عزَّ وجلّ، فهو أساس التوفيق( )، قال تعالى:  قُل إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمينَ، لا شَريكَ لهُ  ( ).
( فينبغي أن يكون تعليمه لوجه الله لا يريد رياءً ولا سمعة.. وإنما يريد ابتغاء مرضاة الله، والامتثال لأوامره.. ونشر العلم، وتكثير الفقهاء، وتقليل الجهلة) ( ).
2- الحرص على تقوية الإيمان، فهو مصدر الطاقة المحرك، وله أثر كبير على روحانية الحلقة القرآنية وصفائها، ويكون ذلك بالالتزام بالأوراد والأذكار اليومية، وخصوصاً ورد المدارسة للقرآن الكريم.
وبالإكثار من النوافل والقربات، وتحري الحلال في المأكل والملبس والبعد عن مواطن الشبهات وميادين الغفلات ثم بالحرص على الصُّحبة الصالحة المعينة على الطاعة.
3- التطوير الدائم للكفاءة العلمية والمقدرة التعليمية، عملاً بقول الله تعالى:  وقُل رَّبِّ زِدْني عِلْماً ( ) ويكون ذلك :
بالتتلمُذ على أهل القرآن الكريم، وطلب الإجازة منهن، والاسترشاد بتوجيهاتهن( ) ودعوتهن لزيارة الحلقة والاطلاع على منهج التعليم، وأيضاً بالاشتراك في الدورات التدريبية لمعلمات القرآن الكريم، والحرص على حضور الندوات واللقاءات الخاصة بكل ما يتعلق بشؤونها، وأخيراً بالاطلاع الدائم على ما كُتِبَ في مجال طرق تعليمه وحفظه ومدارسته، وأيضاً آداب حملته وأخلاق حافظاته.
ثانياً: دعوة للتكامل بين الجانبين: العلمي والتربوي والموازنة بين الكمّ والكَيف:
بعد أن اطَّلعت أختي المعلمة على مجمل ما ورد في ثنايا هذه المذكرة لا شك في إدراك النقطة الثمينة والنتيجة الهامة، وهي أنَّ وظيفتك في الحلقة وظيفة مزدوجة، فهي تعليمية تربوية في آنٍ معاً، وهذا هو منهج الأنبياء والرسل -صلوات الله وسلامه عليهم- في الجمع بين الجانبين معاً ، قال تعالى:  هُو الَّذِي بَعَثَ في الأُمييِّنَ رَسُولاً مِّنْهُم يَتْلُو عَلَيْهِم ءَايَاتِه ويُزَكّيهِمْ..  ( ) .
وإنَّ الاقتصار أو التركيز على جانب دون آخر، كالتلاوة والحفظ - مثلاً - دون الجانب التربوي السلوكي( )يؤدي إلى آثار سلبية تشبه في مجملها الآثار الناجمة عن فصل القول عن العمل ، ومِن جملتها:
1- قصور الرؤية لدى المتعلمة، وضعف الإبداع والتعامل الحسَن مع مختلف المواقف لضعف مساندة بقية الجوانب المختلفة الأخرى في الشخصية للجانب الذهني، وقد قال  : (( ألا إنَّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ))( ).
2- بقاء بعض العلل والأمراض في شخصيتها، نتيجة الخلل في التوازن بين مخاطبة كافة جوانبها، والله عزَّ وَجَلّ يقول:  يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ  ( ) والمرض إذا طال بقاؤه استفحل وصَعُب علاجه.
3- القابلية لاكتساب المزيد من الأمراض في الجوانب القلبية والسلوكية، نتيجة ضعف التحصين بالتربية والتهذيب العملِيَّين.

وفي الصورة المقابلة:
فإنَّ الاهتمام بالكيف- أو الجانب التربوي- فقط، وإهمال الكمّ -أو المادة العلمية- أو غضَّ الطرف عن تثبيتها في أذهان الدارسات، له مثالب عديدة. منها:
1- تخريج نماذج حسنة السلوك، ضعيفة الثقة في النفس، لا يقوم سلوكها على أساس راسخٍ من العلم، وقد قيل: فاقد الشيء لا يعطيه.
2- سريان هذا الضعف إلى الأجيال القادمة، مِمَّا يؤثر سلباً على المجتمع ككل، وقد يؤدي إلى ضياع العلم بفقد أوعيته من الحفَّاظ والعلماء المحققين.
والخلاصة:
أنَّ للكمِّ أهميته وللكيف أهميته، يدلُ على ذلك قوله  ( تكاثروا تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة)) ( )، وقوله  : (( تخيَّروا لنطفكم فإنَّ العرق دساس ))( )، فهما توجيهان متقابلان في قضية واحدة هي قضية النكاح، الأول يهتم بالكمَّ، والثاني يضبط هذا الكمَّ بالكيف. وهكذا ينبغي أن يكون الأمر في مجال حلقات القرآن الكريم:
حِرْصٌ على الكم بجذب أكبر عدد ممكن من الناشئة، وتركيز أكبر قدر ممكن من الحفظ للقرآن في أذهانهن، والوصول بهن إلى "الجاهزية الفورية " ( ) -إن صحَّ التعبير- في الحفظ والمراجعة.
ثُمَّ توجيهُ هذا الكم بالكيف، وذلك بالاهتمام بتربية ذواتهن وتهذيب سلوكهن، وتوليد الهيبة والتقديس للقرآن، والقناعة الداخلية في نفوسهن باستحقاق القرآن الكريم العمل والجهد في سبيل حفظه ومدارسته، ثُمَّ تدبُّرِه وتطبيق ما جاء فيه من الأوامر والنواهي، أسوة بالنبي  وبمنهجه في تربية أصحابه رضوان الله عليهم.


 
 توقيع : الرهيب معكم



رد مع اقتباس