رد: مهارة تدريس القرآن الكريم للنساء
- إن كان المقدار المحفوظ من سورة ما قد قُسِّم إلى مقاطع، كلفتها بقراءة ما تم حفظه من أول السورة يومياً - بعد إنهائها حفظ الواجب اليومي- على إحدى زميلاتها، ليتم الربط بين أجزاء المقاطع المحفوظة، وهذا لا دخل له في برنامج المراجعة المكلفة به الدارسة.
• الحالة الأولى:
تعليم الدارسات اللاّتي لا يعرفن القراءة من المصحف :
بالنسبة للدارسات اللاتي لا يعرفن القراءة من المصحف إما لصغر سن، أو عدم تعلم، أو عُجمة .. ونحوها ؛ فُيسلك معهن مسلكان:
1- تعليمهن القراءة والكتابة عن طريق تعليمهن في النصف الثاني من زمن الحلقة (القاعدة البغدادية) أو غيرها مما يناسب حالتهن.
2- تحفيظهن القرآن الكريم تلقيناً، حيث تستخدم معهن الطريقة الجماعية؛ وذلك حتى تتمكن من معرفة القراءة من المصحف؛ ليتم بعد ذلك الانتقال بهن إلى الطريقة الفردية التي تستخدم مع من تعرف القراءة من المصحف كما سبق.
الخطوات العملية لتعليم القرآن الكريم لمن لا تعرف القراءة من المصحف :
أ- تطلب المعلمة من الدارسات فتح مصاحفهن على المقطع أو السورة المطلوب حفظها، لكي يشترك البصر مع السمع في الاستيعاب والتلقي، مما يسهل عمليتى الإدراك والتذكر.
ب- تقوم المعلمة بكتابة المقطع المطلوب حفظه على اللوح (السبورة) إن وجد، وتحرص على أن يكون رسم كتابتها وترتيب الكلمات في الأسطر التي تكتبها كرسمها وترتيبها في المصحف الذي بأيدي الدارسات.
جـ- توجه المعلمة الدارسات إلى إمرار أيديهن في مصاحفهن على الكلمات التي ستتم قراءتها، وتقوم هي بالإشارة إليها بما بيدها من عصا ونحو ذلك على اللوح الموجود.
د- لابد أن تكون المقاطع المطلوب حفظها قصيرة؛ حتى تتمكن الدارسات من إجادة حفظها، واستيعاب كلماتها، وخاصة إذا كُنَّ مِن صغيرات السن.
هـ- تقوم المعلمة بقراءة المقطع على الدارسات قراءة مثالية، موجهةً إياهن إلى الاستماع دون التكرار والترديد.
و- تقوم المعلمة بعد ذلك بالقراءة أولاً والدارسات يرددن خلفها ثانياً، ويتم الاكتفاء بتكرار سطر واحد تقريباً إن كانت الدارسات صغيرات، وسطرين إن كن كبيرات حتى يجيد جلهن حفظ المقدار المعيّن، ويطلب ممن حفظته قراءته عليها، ثم تقوم بقراءة سطر أو سطرين آخرين والدارسات يرددن خلفها، حتى تجيد حفظه معظم الدارسات، ويطلب ممن حفظته قراءته عليها، ثم تقوم بقراءة الأسطر التي حفظتها جل الدارسات ويرددنها خلفها مرة أو مرتين ثم تطلب ممن حفظتها قراءتها، ثم تقرأ سطراً أو سطرين آخرين مرة ثالثة، وتطلب من الدارسات ترديدها خلفها حتى تجيد حفظها جل الدارسات، وتفعل كما فعلت في المرة السابقة.. وهكذا.
ز- ينبغي للمعلمة أن تسعى إلى استنهاض همم الدارسات اللاتي لم يحفظن في المرة الأولى لكي يحفظن في المرة الثانية أو الثالثة، محاولة معرفة الكلمة أو الكلمات التي لم يجدن حفظها بعد، ومساعدتهن على حفظها عن طريق كثرة التكرار والتلقين لها خاصة.
ح- بعد أن تشعر المعلمة أن جل الدارسات أجدن حفظ المقطع المطلوب حفظه، فإن عليها أن تأمر الدارسة التي تريد أن تقرأ بإغلاق المصحف، وتقوم المعلمة بمسح ما كتبته على اللوح أو تغطيته ثم تأمرها بالقراءة، وفي حال خطئها يمكن أن تطلب المعلمة من زميلات الدارسة تذكيرها بعد استئذانها بالإشارة دون الصوت.
ط- ويفضل أن يتم فصل الدارسات صغيرات السن عن الكبيرات منهن، وأن تقوم المعلمة نفسها بتعليم الكبيرات في وقت خاص بهن لا وجود لصغيرات السن فيه؛ حتى لا يكون هناك إحراج أو أنفة من قبلهن.
أما الدارسات صغيرات السن فمن الممكن أن تستفيد المعلمة من بعض الدارسات المجيدات للقيام بدورها ( )، ولكن يُفضل أن تكون عملية التسميع النهائية بواسطة المعلمة.
ي- من الممكن أن تستخدم المعلمة في القراءة المثالية الأولى التلاوة المسجلة-إن أمكن-، وبخاصة حين يكون أداؤها ضعيفاً نسبياً.
ك- على المعلمة أن توجه الدارسات إلى الاستعانة بذويهن الذين يجيدون القراءة في المنزل عن طريق التكرار عليهم، ويمكن في المجتمعات ذات المستوى المادي الجيد تكليف الدارسات بالاستماع إلى آيات المقطع في المنزل عن طريق آلة التسجيل والإلقاء.
ل- بالمقاطع السابقة المحفوظة حتى يقوى الحفظ ويتقن، ويمكن تكليف كل دارسة بالاستماع إلى زميلتها والعكس، مع ضرورة ضبط ذلك والجدية فيه؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى العبث أو الاشتغال بأحاديث جانبية.
م- لابد لمعلمة هذا الصنف من الدارسات من تكثيف عملية المراجعة وإعطائها القدر الذي تستحقه من العناية؛ نظراً لأن الأساس الاعتماد على السمع دون البصر؛ نتيجة عدم قدرة هذا الصنف على التعلم عن طريق القراءة.
ثالثاً : القراءة الترديدية ( ):
تعطي معلمات القرآن الكريم هذه الطريقة دوراً مهماً في تعليم الدارسات القرآن الكريم، وتحسين مستوى تلاوتهن له؛ ولذلك: فإننا سنقف مع هذا الأسلوب بعض الوقفات زيادةً في الإيضاح والفائدة.
صفتها :
هي القراءة التي تردد فيها الدارسات خلف مَنْ تقرأ مقاطع الآيات التي يسمعونها منها بصوت واضح .
أهدافها:
من الممكن أن تسعى المعلمة من خلالها إلى تحقيق الأهداف الآتية:
1- تخليص ألسنة الدارسات من عيوب النطق، كحبسة اللسان والتأتأة والفأفأة، ونحو ذلك.
2- منع سريان اللهجات العامية واللغات الأعجمية إلى الدارسات أثناء قراءتهن للقرآن الكريم.
3- تعريف الدارسات بالمصطلحات والعلامات الموجودة في المصحف، كعلامات المد، والوقف، والأحزاب، والسجدات، وكيفية تطبيقها والاستفادة منها.
4- استيعاب الدارسات نطق الكلمات التي يجدن فيها صعوبة.
5- تمكين من لا تعرف القراءة والكتابة من حفظ ما تيسر من القرآن الكريم.
6- تعويد الدارسات على آداب وكيفية القراءة الصحيحة من المصحف الشريف.
7- تعويد الدارسات على تدبر الآيات من خلال التوقف عند بعضها، ولفت أنظار الدارسات إلى معانيها.
8- تعريف الدارسات بأحكام التجويد الأساسية، وكيفية تطبيقها عند مرور أمثلتها أثناء القراءة.
مواضع استخدامها:
القراءة الترديدية يحسن استخدامها في حالتين:
الحالة الأولى : للآتي لا يعرفن القراءة والكتابة، وهن صنفان:
أ- صغيرات السن: ومن الممكن قيام المعلمة بها، أو إحدى الدارسات المجيدات.
ب- كبيرات السن: وهؤلاء يُفضل أن تقوم المعلمة نفسها باستخدامها معهن، وفي غير وقت الحلقة الذي توجد فيه الصغيرات؛ خشية حصول إحراج أو نفور منهن.
الحالة الثانية : للآتي يعرفن القراءة من المصحف الشريف :
وذلك في الحلقات التي تسير على الطريقة الفردية. ويتم استخدامها بين وقت وآخر؛ ليتم تدريبهن على حسن الأداء والالتزام بأحكام التجويد، ومن الممكن قيام المعلمة بها، أو إحدى الدارسات المجيدات، أو عن طريق قراءة أحد المقرئين بواسطة جهاز التسجيل، أو عن طريق استضافة إحدى المجيدات من خارج الحلقة للقراءة.
كما يفضل أن يكون المقطع المردد من المقاطع المحفوظة لدى جُلِّ الدارسات، وذلك لينصرفن إلى الاعتناء بكيفية النطق والأداء .
تنبيهات حول كيفية القيام بالقراءة الترديدية :
1- إذا كان عدد الدارسات مناسباً : فإن المعلمة تقرأ وتردد الدارسات خلفها، أما إذا كان عددهن كبيراً - بحيث لا تستطيع المعلمة تمييز أصواتهن ومعرفة الأخطاء التي يقع فيها بعضهن- فيمكن تقسيمهن إلى مجموعات، بحيث تقرأ المعلمة أولاً ثم المجموعة الأولى بعدها، والثانية بعدها وهكذا، ومن الممكن اختيار المجموعة الأولى من الدارسات المتميزات أو من أكبر الدارسات سناً؛ وذلك في حال عدم وجود تميز واضح( )، والمجموعة الثانية لمن يليها.. وهكذا.
2- على المعلمة أثناء القراءة الترديدية أن تراعي الوقوف على رؤوس الآي، والالتزام بعلامات الوقف، وضبط الحركات والسكنات، وإعطاء الحروف حقها من أحكام التجويد.
3- على المعلمة أن توجه الدارسات إلى المتابعة في المصحف، والأفضل أن يكون ذلك عن طريق إمرار أيديهن على الكلمات المقروءة، وأن تقوم بملاحظتهن في ذلك لتجمع الدارسات في المتابعة بين حاستي السمع والبصر.
4- أن تكون قراءة المعلمة والدارسات ترتيلاً، حتى يساعد ذلك في تحسين الأداء لدى الدارسات، ويدفعهن إلى تدبر معاني الآيات وتفهمها.
5- ينبغي أن تكون المقاطع المقروءة قصيرة نسبياً، وذلك حتى يتم الاعتناء بالأداء وتلافي انقطاع نَفَس بعض الدارسات وتأخرهن عن السير مع زميلاتهن،، أو عدم قراءة بعضهن لجميع كلمات المقطع، نتيجة استعجالهن وحرصهن على مسايرة زميلاتهن.
6- ينبغي أن يكون صوت الدارسات أثناء القراءة الترديدية معتدلاً، وذلك حتى لا يؤذي بقية الدارسات، وحتى لا ينهكهن، أو يكون الدافع لديهن أيهنَّ أعلى صوتاً بدلاً من ضبط الأداء ومراعاة أحكام التجويد.
7- ينبغي للمعلمة أن تكون حافظة للمقطع الذي تُقرئه للدارسات ، معدةً للأحكام التجويدية التي تريد تعريف الدارسات بها، وتفسير الكلمات القرآنية التي تريد سؤالهن عنها، ومناقشتهن في معانيها.
8- القراءة الترديدية تكرر بحسب الحاجة إليها، ولا يقتصر فيها على مرة واحدة، بل تستمر المعلمة فيها حتى تشعر بأنها قد حققت أهدافها.
9- بعد الانتهاء من القراءة الترديدية تبدأ المعلمة بالاستماع إلى قراءات الدارسات واحدة تلو الآخرى؛ لتثبيت الأداء الجيد الذي استمعن إليه أثناء القراءة الترديدية في أذهانهن، وتوجه الدارسات إلى المتابعة في المصاحف التي بأيديهن وإمرار أصابعهن على الكلمات التي تتلوها زميلتهن.
|