بسم الله الرحمن الرحيم
أولا أحمد الله على كل شيء
ثانيا قرأت الموضوع الذي كتبه أخونا بلزاك
ثالثا أقول في رد هذا الموضوع:
تـــــكلم مفتينا حفظه الله على موضوع النساء وقضاياهن
بالنسبة إلى مفتينا حفظه الله لم يوضع مفتيا على بلادنا حفظه الله لعبا ولا لهوا
ما قاله الكاتب إشارة قوية إلى نقص العلم عند الشيخ أولا
ثم أتهمه بأنه يملك القصور والمال و كل ما يحتاجه لتلبية رغباته الشخصية
في الحقيقة هل رأى كاتب المقال شيخنا وعلامتنا الفاضل على الحقيقة
أم أنه عندما رآه في التلفاز ظن أنه أغنى خلق الله وأن الواسطة بيده كلها
شيخنا الفاضل طالب من طلاب علامتين كبيرين هما
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز و محمد بن عثيمين رحمهم الله جميعا
فلا يعقل أن المفتي حفظه الله أنه لم ينظر إلى هذه المسألة وأفتى فيها
بل يريد الكاتب أن يبين جهل مفتينا وأنه لايستحق أن يكون عالما
أقول لوكان حقا أنه أخطأ في أمر فإن هيئة كبار العلملء سيعلمونه عن خطأه
وهو حفظه الله سيرد ويعتذر إن بدا هناك خطأ معين
أما نرى أو نقول أن هذا المفتي لايفهم أو لايعقل شيئا
فهذا ليس مجال حكمنا أنه يصلح أو لا
هو ومن معه من العلماء حفظهم الله جميعا
شـــــــابت لحاهم في طلب العلم
وعميت أبصارهم في قراءة كتب الدين
ومما أشار إليه الكاتب أن مقاله لم يفهم جيدا لضعفه ركاكته
وأنه أدخل مواضيع أخرى في صلب الموضوع
لأنه لايستطيع أن يبين الخطأ الذي وقع فيه الشيخ
بل وضع قلمه في نبذ العلماء وأنهم لايفهمون شيئا
فهل هو أصبح حكيم زمانه وأنه سيصلح المجتمع بمقالاته
وهل من الأفضل جعل مواضيعه في شؤون أخرى نستطيع حلها
ومناقشتها بدلا من خوضالنقاش على العلماء وهل هم يفهمون أو لا
أرجو من الله أن يهدي كاتب هذا الموضوع ومن نقله ومن وافق المقال على ذلك
وأعطيكم فتوى فيمن طعن في العلماء ونخشى أن يكون كسب إثما
هو ومن عاونه
يقول السائل : ما حكم من سب وشتم فقهاء المسلمين وما حكم الصلاة خلف ذلك الشخص ؟
الجواب : لا شك أن سب وشتم فقهاء الإسلام من المعاصي الكبيرة وأن الطعن في علماء الإسلام طعن في دين الله وإن شتم الفقهاء والعلماء يدل على جهل وضاح وينبئ عن قلة تقوى ودين ويشير إلى جهل هذا الطاعن بمكانة العلماء في الإسلام ، يقول الله سبحانه وتعالى :( ِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) سورة الزمر الآية 9 ، ويقول الله سبحانه وتعالى :( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) سورة المجادلة الآية 11 . وروى ابو الدرداء عن الرسول صلى الله عليه وسلم :(فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر والعلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهم إنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر ) رواه أبو داود والترمذي وهو حديث حسن . ويجب أم يعلم أن احترام العلماء وتقديرهم واجب على المسلم ، قال الإمام الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية المشهورة :[ وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخبر والأثر وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل ] شرح العقدية الطحاوية ص 554 . وقال الشاعر : أبوهم آدم والأم حواء يفاخرون به فالطين والماء على الهدى لمن استهدى أدلاء والجاهلون لأهل العلم أعداء الناس من جهة التمثال أكفاء فإن يكن لهم في أصلهم نسب ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم وقدر كل امرئ ما كان يحسنه وقال الحافظ ابن عساكر رحمه الله :[ اعلم يا أخي-وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإياك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته-أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب ]. وأخيراً فإن على هذا الطاعن في الفقهاء والعلماء أن يتوب إلى الله توبة صادقة بأن يكف لسانه عن الوقيعة في أعراض العلماء ويستغفر ربه ويتوب إليه ويكثر من الدعاء والاستغفار للعلماء ، وأما بالنسبة للصلاة خلف من يسب العلماء ويقع فيهم فالصلاة خلفه تصح وإن كان هذا وأمثاله لا ينبغي أن يكونوا من أئمة المساجد بل يجب أن يزجروا وينهروا حتى يرتدعوا عن ضلالتهم . *****
فيا من كتب الموضوع هداك الله وجعل ماتكتبه في طاعة الله
وهذا رد آخر بمقال كتبه أحد الصحفيين ردا على موضوع المقال
اعرفوا قدر العلماء فهم كالنجوم
إن من المؤسف حقيقة أن يسمع الإنسان أو يقرأ من يقول لعالم من العلماء هذا رأيك الشخصي أو يأتي شاب في مقتبل عمره فلا يأخذ برأي أو فتوى عالم قد شابت لحيته في طلب العلم وأمضى حياته في ذلك ولهذا كان لابد من بيان قدر علمائنا الأجلاء حتى يعرف الصغير والكبير جلالة قدر هؤلاء العلماء وعظيم نفعهم فهم كالنجوم في السماء يستدل بهم على الطريق الصحيح طريق الخير طريق الجنة وهم كالنجوم فعلاً لعلو قدرهم وارتفاع منزلتهم فقد جعل الخالق سبحانه وتعالى لهم المنزلة العالية في الدنيا والآخرة ورفعهم سبحانه وتعالى درجاتهم كما قال ذلك عنهم في كتابه الكريم حيث يقول سبحانه وتعالى {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله خبير بما تعملون}.. سورة المجادلة: 11 قال العلماء: الرفعة لأهل العلم تكون في الدنيا والآخرة وقال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره لهذه الآية: والله تعالى يرفع أهل العلم والإيمان بما خصهم به من العلم والإيمان وقال الله تعالى في كتابه الكريم مبينا فضل العلماء {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء} وقال سبحانه وتعالى{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب}... سورة الزمر: 9 وثبت في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يرفع بهذا الكتاب - أي القرآن - أقواما ويضع به آخرين) ولهذا لابد للمسلمين أن يعرفوا قدر علمائهم وأن الله تعالى قد فضل العلماء ورفعهم درجات كما ورد بذلك الحديث عن ابن عباس وغيره رضي الله عنهم بسند حسن (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا) يعني حقه. قال ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله قال أبو الحسن المدائني (خطب زياد ذات يوم على منبر الكوفة فقال: أيها الناس إني بت ليلتي هذه مهتما بخلال ثلاث: بذي علم وبذي شرف وبذي السن رأيت أن أتقدم إليكم فيهن بالنصيحة، رأيت إعظام ذوي الشرف وإجلال ذوي العلم وتوقير ذوي الأسنان، والله لا أوتى برجل ردَّ على ذي علم ليضع بذلك منه إلا عاقبته ولا أوتى برجل ردَّ على ذي شرف ليضع بذلك من شرفه إلاِّ عاقبته ولا أوتى برجل ردَّ على ذي شيبة ليضعه بذلك إلا عاقبته إنما الناس بأعلامهم وعلمائهم وذوي أسنانهم) ويقول ميمون بن مهران رحمه الله عن فضل العالم (إن مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد).
الناس في جهة التمثيل أكفاء
أبوهم آدم والأم حواء
نفس كنفس وأرواح مشاكلة
وأعظم خلقت فيهم وأعضاء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل أمرء ماكان يحسنه
وللرجال على الأفعال أسماء
وقال عبيد الله بن جعفر رحمه الله (العلماء منار البلاد منهم يقتبس النور الذي يهتدى به) وقال الحسن البصري رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة}... سورة البقرة: 201 قال: الحسنة في الدنيا العلم والعبادة والحسنة في الآخرة الجنة.
وكان السلف الصالح رضي الله عنهم يجلون العلماء ويقدرون لهم قدرهم قال ابن عباس رضي الله عنهم مكثت سنتين وأنا أريد أسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن المتظاهرتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم. متفق عليه} قال إبن عبدالبر: لم يمنع إبن عباس من سؤال عمر عن ذلك إلا هيبته.
وفي هذا يقول طاوس (من السنة أن يوقر أربعة: العالم وذو الشيبة والسلطان والوالد) قال سمرة بن جندب رضي الله عنه (لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلاَّ أن ههنا رجالاً هم أسن مني) متفق عليه. حفظ الله لنا علماءنا وبارك لنا في علمهم ورزقنا تقديرهم وتوقيرهم واحترامهم والأخذ عنهم فيما يبلغوننا بهم من علم وهدى وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ونرجوا من جميع الأعضاء أن لايقعوا ضحبة هذه المقالات المثيرة للفتنة
وللتشكيك بعلمائنا
محــــبكم
علي بن زبن