رد: *·~-.¸¸,.-~*عبــــــــــارات ابكتنــــي*·~-.¸¸,.-~*(نعم )
أخي المحترم
الــوزيــــــر
تحية لك من القلب
هنيئاً لمن وفق لبر الوالدين
وهنيئاً لمن وفقه الله بوالدين يعينان على برّهما
وكان الله في عون من لا له والدين فيبرهما
ونسأل الله أن يعين من كان له والدين ولكن شاء الله بقدره
أن يكونا غير مجتمعين ( متفارقين ) قال تعالى ( وإن يتفرقا يغني الله كلاً من سعته )
الأم الحنون حين تشبع إبنها بحنانها فلن تجد من إبنها غير ما زرعت فيه
والأب الحنون لن يجد من أبناءه غير ما نشّأ أبناءه عليه
فإن نشأهم على طاعة الله الذي خلق الخلق منأجل أن يعبدونه ويطيعوه ولا يكفروه
فإن من أطاع الله كان حقٌّ على الله عونه وأن يسخر له ما خلق في الدنيا لتكون عوناً على عبادته
قال تعالى ( وسخر لكم ما في الأرض جميعاً )
وإن تركهم عرضة لرياح التغيير الإجتماعي فإن ما يبنيه الأب والأم في سنين تهدمه التيارات السيئة
في ساعة أو سويعات وتنشيء في موطن الطاعة معصية وفي موطن الخير أنواعاً من الشر
ولا يخفى على أي عاقل متابع للأحداث ما تتعرض له أمتنا من الغزو والحرب الباردة
في الأفكار والمعتقدات والسلوك والإقتصاد وغيرها الكثير
تعددت الأسباب والهدف واحد.
إن ما يستوجب الحرص عليه قبل كل شيء هو طاعة الله وحده ولا طاعة لمخلوق ٍ في معصية الخالق
ثم طاعة الوالدين فيما أمر الله به والإحسان إليهما والبر بهما ولا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها
فلو أن أمّاً تطلب من إبنها أن يترك عمله ومصدر قوته وعياله ليبقى بقربها خاصة وأنه قد بذل
الكثير وخسر أكثر في الدراسة والتحصيل المهني لينال وظيفة تليق بقدر ما أنفق وبذل من الجهد
فوالواجب أن تذكر الأم بأن طلبها هذا صعب التحقيق ويجب على الأقارب النصح لها
وكان الله في عون الإبن وهو من أعظم البلاء الذي قد يتعرض له الأبناء من أمهاتهم أوأبائهم
ولا يعقل أن يصدر من الأب مثل هذا الطلب لأنه يدرك أن مهمة الرجل في طلب الرزق والتحصيل
أساس حياة الرجل بل هو الركيزة الأساسية في أصل رجولته
وقد يكون هناك جورٌ من بعض الآباء بأن يطلب من إبنه أن يعطيه ما يقدر له من الراتب
وهذا التفكير هو من القضيايا المنتشرة في المناطق الرفية والقرى التي يكثر فيها الجهل
وهذا أيضاً ليس منالعقوق ولا من المعصية إلاّ أن يحتسب في ذلك إلى أن يوسع الله عليه
ويرزقه من واسع عطاءه وفضله وهذا الأمر اصبح قليلاً جداً لكون الكثير من المجتمعات قد
كثر فيها العلم ومصادر الرزق المتعددة التي أغنت الأب والأبناء ولم تجعل للعقوق سبيلاً.
الأســر المثقفة شرعياً وتجد أن مستواها العلمي متميز تجدهم متميزين في المجتمع
لما للعلم من أثر في تركيبة الأسرة ظاهراً أمام المجتمع وباطناً في المحيط الأسري
وأي خلافات تجد أن تنتشر في الأسر فبلا شك أن يقف خلفها جاهل أو ذو شخصية مختلة في السلوك
كمن يشعر بنقص في الشخصية أو يرغب في ان يتميز بين إخوانه أو أثرانه من بني عمومته
داخل المحيط الأسري ومن هنا استغل الشيطان ما وقع في نفسه وقذف في قلبه حب الذات
فهو يريد أن يرتقي على أكتاف غيره ولو أدى ذلك إلى الإنحراف بالكذب والتلفيق والبهتان
أو المكر بالخديعة وهذا ما حصل في بداية الخلق بين هابيل وقابيل حين نزغ الشيطان بينهما
فقتل أحدهما الآخر بغير ذنب إلاّ أن الله تقبل منه ولم يتقبل من الآخر
وكذلك مكر إخوة يوسف بأخيهم كيف استدرجوه من بين يدي أبيه ثم أتو بعذر أنهم ذهبوا يستبقون وتركو يوسف عند متاعهم
واتهموا الذئب بأكله وجاؤوا على قميصه بدم كذب وكل ذلك لم يكن عائقا أمام وضوح الحقيقة للأب النبي الكريم
حين رد عليهم فقال : ( بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون )
ولم ينسى ما قص عليه إبنه يوسف عليه الصلاة والسلام من قبل في رؤياه التي رآها
( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رايت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين )
قال لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدو لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدوٌّ مبين )
ولذلك فإن الأب الذي يعلم من الله ومن آياته ومن الشرع ما يجعله يدرك أبعاد النفس البشرية وما اتصفت به ن ضعف
إن ضعفت ولا تضعف حتى يكون هناك من الأسباب ما يسهل الضعف
أمام ما زيّن لها من الشهوات الدنيوية كما قال تعالى :
( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقاناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث والله عنده حسن المئاب )
ختاماً
قال تعالى
( ذريّةٌ بعضها من بعض )
فمن وجد خيراً فاليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلاّ نفسه
وكان بعض السلف حين عصته دابته قال ( اللهم إغفر لي ذنبي الذي به سلطت هذه عليّ )
اللهم تب علينا وأهدنا إلى سواء الصراط
وأغفر لنا ذنوبنا في الدنياولآخرة
ووفقنا لطاعتك التي ترضيك عنا
واغفر لنا ولوالدينا يوم يقوم الحساب
أشكرك أخي الوزير على إختيراك لهذا الموضوع الإجتماعي الشيق
|