عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2006, 04:26 AM   #44
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (01:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



المكان :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة "
________________________

أمريكا .. ذاك البلد الذي تخيله بعيداً جداً .. كم تمنى في أن يزوره كثيراً !!
اليوم موعد سفر "عمه" إلى أمريكا.. سافر من أجل العملية الجراحية التي لم يكن هناك مفر منها .. كان الأمل في نجاحها ضعيفاً فالمرض قد تقدم كثيراً في جسده !!
رافقه بعض من العائلة .. واصدقاء حميمين له لم يتركوه أبداً و كانوا مثل ظله أينما حل تبعوه ..
بقيت هي ..في الرياض .. للاهتمام ببعض الصغار الذي لم يرافقوا الوالدين!
كان مشتاقاً لها ..وخائفاُ على أبيها الذي تعلق به وأحبه كما لم يحب أي رجلٍ آخر .. كان جالساً في بيت والده الجديد الذي انتهى من بنائه قبل أشهر فقط .. والذي انتقلوا إليه حيث أنهم وجدوا الراحة فيه في ضواحي المدينة .. كان أن اتخذ غرفة في الزاوية الغربية الشمالية للدور العلوي ، وجعلها نسخة طبق الأصل لغرفته القديمة التي لم يبق بها سوى غرفة نومه !
اتجه إلى غرفة في الدور السفلي .. وأجرى الاتصال إلى الرياض .. فأجاب من أجاب ..
سأل عن صديقاه سعد و (النور) اللذين كانا وسيلة الاتصال بينه وبين حبيبته ، فوجد في المنزل أحدهما .
كان سعد يريد أن يتحدث معه عن الصحبة و أخبار المدينة .. لكن العاشق كان يتصل من أجلها ، فطلب من الطيف أن يذهب إليها و يخبرها أنه سوف يتصل بعد الساعة على ذات الرقم ..

هو : مساء الخير .. كيف حالك ؟
هي : لقد اتصلت في الوقت المناسب .. أتعلم أنه سافر قبل قليل .. ودعناه في المطار ومعه بعض من أفراد العائلة !
لم أستطع أن احتمل ..لقد بكيت بين ذراعيه .. وبكى معي الجميع ؟
هو : هوني عليك ، فكلها أيام وسيعود سالماً إن شاء الله ..
هي : سوف نلحق به كما وعدوني هنا .. لم أتركك لأجلس في الرياض بعيدة عنه ، سأذهب إليه !
هو : حسناً ستذهبين ، ولكن لا تبكِ الآن ، وأخبريني ألم تشتاقين لي ..
هي : حبيبي أنتما فقط من أفكر بهما ولا يهمني من تبق من البشر .. نعم أهرب للتفكير بك ونار الشوق تسكنني ، ولكن التفكير بك والخوف على والدي .. يعذباني كثيرا ً !!
هو : سنلتقي إن شاء الله ... عما قريب ولسوف نتذكر هذه الأيام ، ونحكي كيف صبرنا عليها !!
هي : اسمعني لا أستطيع أن أبقى أكثر معك الآن .. وسوف أحاول الاتصال في أقرب فرصة ..
هو : حسناُ في رعاية الله و اهتمي بنفسك .. أحبك
هي : أحبك .. أحبك .. أحبك
بقيا على اتصالٍ معاً .. وفي كل مرة رغم لهيب الأشواق وحممه البركانية بسبب بعدهما عن بعضهما إلا أنها كانت دوماً تبدأ بالبكاء على والدها وتنهي الاتصال بالبكاء على فراقه في هذه المرحلة التي تشعر بها بوحدة رهيبة !!
دعي والده لحضور حفل زفاف أحد الأقارب في الرياض .. وقرر في نفسه أن يرافق الزعيم !!
أخيراً وبعد هذه الأشهر سوف يلتقي بها في الرياض .. ركض إلى والدته طلب منها أن تحدث الزعيم بأن يأذن له بمرافقته للرياض ..
رفض الزعيم .. ولأول مرة لا يستسلم لقرار الزعيم ، حاول مرة وأخرى ورابعة حتى حصل على الموافقة !!
وكان السفر .. في الطريق .. برفقة الزعيم وخاله الذي كان يقود السيارة السريعة ..
كان في المقعد الخلفي .. وحيداً شارد الذهن .. يفكر باللقاء بعد هذه الأشهر ، لا يعرف الرياض جيداً فراح يفكر كيف سيجد الوقت ليجلس معها ويحادثها.. في الطريق لاحظ خاله أنه غارق في التفكير .. صامتاً لا يهمس بشيء .. لم يكن خاله يعلم أنه هذا الشاب الذي يرافقهما الطريق يتمنى أن يغمض عيناه فلا يستيقظ إلا في الرياض .. أتعبه طول الطريق .. .!!
كان يأمل لو يستطيع .. أن يختصر المسافة ويطوي طريقهم الطويل !
في بداية مساءٍ صيفي شديد الحرارة .. وصلوا الرياض .. كان والده يشير باليمنى واليسرى محدثاُ إياه عن جمال الرياض !!
لم يكن منصتاً لحديث والده أو تعليقات خاله .. كان يفكر في أي منزل ستكون ..!!
وصلوا إلى بيت خاله .. فسأل عن صديقيه .. فلم يجدهما .. اتصل ووعده سعد بالحضور بعد قليل .. وبعد طعام العشاء حضر سعد .. وما كاد أن يجلس حتى حدثه .. سأل عنها ضحك صديقه على هذا المجنون .. ولم يعر سخريته أي اهتمام بل طلب منه أن يقله إلى هناك !!
لم يكن يعرف طرق الرياض .. وإلا لأستقل سيارة الأجرة إليها .. جاءه ابن خاله يعرض عليه أن ينام في غرفة جانبية ويتعهد له بعدم إزعاجه أبداً بعد هذا السفر !! ..
لو شاء الله لقلبه لخرج من بين القضبان ولصفع هذا الشاب الذي يهذي بساعات نوم !
صاح قلبه : لم احضر من هناك باحثاً عن النوم !!
تدخل هنا سعد وشرح أنه سيرافقه وسوف ينام في بيته الليلة .. فأنقذه من كرم ابن خاله العنيد !!
كان سعد يمشي أمامه .. دخل في الصالة الكبيرة .. وهو يتبعه تتطاير نظراته باحثة عنها من خلف الجدران !
استقبلنه أخواتها ، فهن يعرفنه جيداً .. إنه بمثابة أخٍ لهن جميعاً .. إلا هي فقد رفض أن تكون أخته منذ الصغر ..
لكنه اليوم تمنى أنها لو كانت صغيرة فتركض إليه .. فيضمها ويقبلها كباقي الصغار ..
مدت له يدها .. كم تمنى لو يطير بها من وسط هذه الصالة إلى البعيد هناك حيث السور الأبيض ..
جلس يجيب على أسئلة من الحضور .. ولم يكن يعلم كيف كان يجيب ، فجل تفكيره ومشاعره وهواجسه كانت تتجه إليها كلما لاقته بعينيها تبتسم ، وكان يذوب مع كل ابتسامة ..
أخيراً .. أنها أمامه .. ولكن كيف سيحدثها .. كيف سيصرخ لها أنه يحبها .. أن الشوق قد تمكن منه كثيراً ..
كيف وكل هذا الجمع في ذات البيت ...أقسم ألا تغفو عينه قبل أن يحدثها ..
وبعد مؤامرة لعقد اللقاء اشترك بها اكثر من طرف .. بعد ساعة من حضوره ..

كان لقاء السطح المشئوم :

هي : كيف حالك .. ؟
هو : مشتاق لكِ .. أتعلمين لم أكن أتخيل أن حبي لكِ بلا حدود ؟
هي : وكيف دراستك .. متى ستعلن النتائج ؟
هو : سأعيد السنة .. فقد أعلنت رسوبي لنفسي منذ أن رحلت من هناك ..!
أنتِ .. أخبريني .. بكل شيء .. !
هي : أود أن نتحدث بعقلانية بموضوعٍ يتعلق بنا ..!
هو : ماذا هناك .. ؟
هي : أتذكر عندما قلت لك أن التفكير فيك .. يعذبني كثيراً .. ؟
طوال الفترة الماضية كنت أفكر بالعلاقة التي تربطنا ..!!
كنت أود أن أشرح لك في مكالمة هاتفية أو في رسالة أرسلها إليك ، ولكن خوفي عليك وخوفي من أن لا تفهم كلامي كان يمنعني ..!!
ولما سمعت أنك ستحضر للرياض ، قررت أن أحدثك .. بكل شيء !!
هو : ما بك .. تتحدثين وكأن هناك شيء ما.. شيء مخيف .. تحدثي .؟
هي : حسناً .. كنت مترددة في الحديث ، ولكن أعتقد أنه حان وقت الحديث ..
إن ما بيننا من ارتباط وعلاقة .. وما نتخيله أنه حب .. شيء مؤقت !!
لأننا منذ طفولتنا معاً ، متعلقين بوجود بعضنا البعض .. وهذا ما يدعونه غرام المراهقة .. !!
لذلك أرى أنه من الأفضل أن نعيش كأي أثنين تربطهما صلة القرابة ..
فالحب هذا لن يكبر ولسوف يكون حملاً ثقيلاً علينا معاً !!
أعترف أن لك مكانة خاصة في قلبي .. أعترف أنني أميزك عن الباقين .. !!
ولكن هذا ليس حباً ولا أريد منك أن تتعلق بي أكثر ..
لا أريد أن تعيش أوهاماً أكثر من ذلك .. وعلينا أن نواجه الحقيقة .. !!
نحن ما زلنا في بر الأمان .. ونستطيع التراجع قبل أن نبحر في هذا الحب .. فيغرق ويغرقنا معه ؟؟
أرجو أن تفهم كلامي .. أرجو أن تكون حكيماً في ردة فعلك
وأتمنى أن تبق الأخ والصديق فمكانتك في قلبي لن تتغير مهما كانت ردة فعلك ..
يجب أن أذهب .. الآن .. الوقت تأخر .. !!

لم ينطق بأي كلمة ..
كانت على مقربة منهما فتاة تسمع حوارهما .. تسمع كلماتها التي كانت كأسهم صياد تصيب الفريسة في كل الأنحاء !!
سمع تلك الفتاة تصرخ في حبيبته وتصفها بالمجنونة المستهترة ..!!
كان يقف ينظر إليها.. وهي تسير مسرعة عائدة إلى الطابق السفلي ..
ركض باتجاه الفتاة .. سألها هل يحلم .. هل ما كان هنا حلماً .. أستحلفها بالله أن تقول له أنه يحلم .. !!
ولكن أكدت له .. أن حبيبته تفكر في هذا القرار منذ شهور ؟؟
جلس على الأرض .. وأشعل سيجارة كانت الأخيرة في جيبه .. راح ينظر إلى السماء .. يسأل نفسه لماذا … ما الذي حدث ؟؟
عاد هو الآخر إلى الصالة .. لم تكن هناك .. فقد سجنت نفسها وحيدة بين جدران أربع .. كانت تبكي .. فلماذا البكاء ؟
جاء إليه صديقاه .. يسألهما ما الذي حدث .. لم يكن أي منهما يعلم بشيء .. .. !!

وفي اليوم التالي .. وبعد حفل الزفاف .. قرر العودة .. إلى حديقته .. إلى السور الأبيض .. وكان أن عاد وحيداً في ذات الطريق ؟
كان يسأل نفسه ألف سؤال في الثانية .. لماذا .. ؟؟
لم تغمض عيناه طوال الطريق الذي كان طويلاً جداً لدرجة أنه شك بأنه ذات الطريق الذي سلكه قبل يومين !!
وصل مدينة الذكريات ومن هناك هرب إلى ملجأه .. واصل الطريق إلى الجنوب .. حيث القرية الصغيرة التي استقر بها جده قبل سنوات طويلة ..
هناك في القرية .. كان يسير طوال النهار يطلع جبل وينزل الآخر ، لا يعود إلى المنزل الذي بناه والده .. إلا عندما يحس أن التعب قد تمكن منه ..
أمضى أياماً كأنها تجاوزت السنين ، كان كل يوم يعيد كل الذكريات .. يحلل ما حدث ..
يصرخ بصوت يتردد صداه في الوديان عندما كان يشعر أنه عجز عن التفكير ..
الحزن ثوبه الجديد الذي لبسه مجبراً .. ثوباً لا يقيه برد الشتاء ولا حرارة شمس الصيف الملتهبة !
كانت الطيور في السماء حزينة بحزنه .. وتلك القرية الفقيرة التي لم يزرها المطر منذ فترة طويلة !
كان أهل القرية الصغيرة .. قليلون جداً .. فلم يكن سوى عشر عائلات .. كان اغلبهم يجتمعون كل مساء .. يتسامرون معه .. يحكون له قصص عن أجداده والقبيلة .. لم يكن معهم !!
عاد من جديد إلى مدينة الذكريات .. ومن جديد إلى مدرسته ذات الجدران العالية التي تسلقها يوماً وقفز منها هرباً من المدير !!
رحلت عنه البسمة التي كان يعرفها الجميع ، كان يمضي الساعات الطوال على ضفة السد الذي يقع إلى الجنوب من مدينته ..
كان يذهب إليه كل يوم وحيداً .. كان يرى العوائل هناك .. كان كلما لمح فتاة وشاب يتخيلها بجانبه ؟
بدأ يسير في طرقاً سوداء .. تعلم أشياء وأشياء .. لم يكن يعرفها .. من قبل .. !!
لامس الكأس الصفراء من أصدقاء السوء .. وراح يزور شباب جعلوا الانحراف هدفهم ..!!
مرت سنة .. على قرارها القاتل ..
وفي بداية الاختبارات التي ينتظرها الجميع من حوله .. هرب في أول امتحان .. هرب إلى قريته !
أرسل الرسالة الأولى المشهورة إلى الزعيم .. معتذراً منه أنه فشل مرة أخرى .. طالباً منه السماح له بالسفر إلى الرياض .. !!
كانت (هي) قد سافرت إلى أمريكا .. وكان السلطان وهو من أصدقائه المقربين على اتصال معها ..
كانت تسأل السلطان عنه وعن أحواله .. وفي ذات الوقت كان السلطان ينقل سؤالها إليه ..!!
فلماذا تسأل عنه ما دامت هي من اتخذ قرار النهاية !!
صفح عنه الزعيم .. ووعده بأن يرسله إلى الرياض .. فعاد إلى البيت .. وفي الأيام الثلاثة الأولى حصل على جميع أوراقه الدراسية ليرحل إلى الرياض !
--------------------------------------


نكمل لاحقاً ..... تحياااااااااااتي



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس