عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2006, 03:39 AM   #43
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



\
/
هو : ما بالك صامته ! ألم تتصلي لتتحدثي ، حبيبتي لقد اشتقت لكِ كثيراً ، أتعلمين البارحة رأيتك في منامي ؟
هي : وكيف رأيتني ؟
هو : تلبسين فستاناً أبيضاً ، وتركضين بخطى مسرعةً نحوي ، فأضمك إلى صدري غير آبهين بمن حولنا من بشرٍ أو أشباه بشر
هي : أيكون فرحاً قريباً !!
هو : إن شاء الله ..
هي : وماذا بعد . . . .
هو : ثم تطلبين مني شيئاً ، وألاحظ أن خديك قد أحمرا ، وعينيكِ لفهمها نوعاً من الحياء !!
هي : هل قبلتني عندما طلبت منك ذلك ؟
هو : وكيف عرفت أنني سأقول ذلك ؟
هي : ألا تذكر أنه كان حلمك قبل أشهر ..
هو : ما أروعكِ .. لا تنسين شيئاً .. ومع ذلك يقال أن الأحلام تتكرر !!
هي : الأحلام والأموات لا يتكرران أبداً ً !!؟

هنا لاحظ أنه لن يستطيع أن يغير الموضوع أو يخرجها من دائرة الشك التي كان يعتقد أنها مكبلة فيها ، فقرر أن ينسحب ويتركها تمضي بقية الليل مع دموعها !!
هي : ما بالك ، هل تود النوم ، إن كنت متعباً ، فلنتحدث غداً !
هو : حسناً إلى اللقاء ..
هي : أحبك
هو : أحبكِ

غاب يومان .. فلم يعد قادراً على أن يتحمل بث الأمل والتفاؤل بعدما سمع من والده أن آخر تقرير طبي صدر لحالة عمه .. أن الحالة صعبة جداً .. ولكنه عاد إليها .. ليكون أكثر قرباً .. فهي بحاجة إليه وهو يخاف أن تسمع الخبر ولا يكون بالقرب منها .

هي : مرحباً لماذا تأخرت .. أين كنت ..؟ لقد اشتقت لك كثيراً !!
هو : تعلمين أنني مشغولاً في الدراسة ولدي امتحان صعب ، ورقيب أصعب في المنزل ؟
هي : كيف حالك ؟
هو : بخير وأنت … ؟
هي : هل علمت أنني سأسافر إلى الرياض
هو : هذا ما أتى بي اليوم ، ولكن لماذا تسافرين ؟
هي : لم أعد احتمل البعد عن والدي ؟
هو : والدراسة .. كيف ستتركينها الآن ؟
هي : سأعيد السنة الدراسية في العام المقبل ، لا يهم !!
هو : وأنا !!
هي : اسمعني ، يجب أن اذهب وأكون قريبة من والدي ، فمن يدري ماذا تخبأ لنا الأيام !!

تأكد بشكل قاطع أنها تعلم كل شيء ، خرج بدون أن ينطق بكلمة واحدة ، مسرعا خشية أن يبكي مثل الليلة الماضية عندما سمع والده يتحدث مع رجلاً كان يسأل عن صحة والدها وحالته الصحية !
خرج إلى حديقته ، وتحت تلك الشجرة الكبيرة راح يبكي في داخله ، داعياً الله أن يعيد والدها لها وله ولجميع من أحبه !!
كان يمضي ساعاتٍ طوال في هذه الحديقة التي تمكن من السيطرة عليها ومعه مجموعته الصغيرة المؤلفة من تسعة أشخاص ، سيطروا عليها من المجموعة التي كانت قبلهم والتي انتقلت مجبرة إلى حي آخر ..
نعم كان ومجموعته أشبه بحماة هذا الحي الذي فيه يقطنون ، لم يكن أحداً ليتجرأ عليه أو على مجموعته ، وكان أفراد المجموعة يمثلون التيارات الموجودة في هذه المدينه ، فتجلى من خلالهم الفكر الديني والليبرالي والقبلي !!
وكان يحاول الربط بين التيارات الفكرية الثلاث مجتمعةً ، ومع ذلك كان يعود إليها دوماً وينسى تلك التيارات وأصحابها !!

هو : مساء الخير ، هل ستسافرون براً !!
هي : نعم ، لم نجد حجزاً في الطائرة ، والمهم أن نصل إلى والدينا
هو : تباً لهذا الحظ , لماذا لا أملك المال ..؟ .. لكنت استأجرت طائرة خاصة تقلكم إلى الرياض !
هي : حبيبي لا يهم وما الفرق ، إن شاء الله سنصل الرياض وسوف أكلمك مباشرة ؟
هو : أود لو أضمك وأقبل رأسك ..
هي : اقترب مني ..
هو : أبلغيه سلامي ، وأخبريه أنني أنتظر عودته وأنني مشتاق له كثيراً !
هي : حسناً إلى اللقاء ..
هو : سألحق بكم حال انتهاء الدراسة ؟
هي: أحبك , ولا أطيق البعد عنك ، ولكنني وضعت بين نار بعدك ونار فراق والدي ؟

أرادت أن تكون قريبة من والدها في محنته مع المرض ، وقبلت أن تحتمل فراق حبيبها إلى حين .. وعلم غايتها مما سهل عليه أن يقبل قرارها .. قبلها كما تمنى على رأسها أمام الجميع ، تحركت بها السيارة .. كانت تنظر إليه من وراء النافذة الخلفية ، كانت قوية جداً أبت أن يرى دمعها الذي بكته بحرقة في داخلها ..
عاد إلى البيت مسرعاً ، بحث عن السائق ولم يجده .. فذهب إلى مكتب تأجير السيارات خلف الحي الذي يقطن ، انتظر ساعة حتى جاء السائق ، وركب معه .. طلب منه أن يسرع ، فرفض فأعطاه من المال ما يكفيه شهراً ليجلس في بيته بلا عمل ، مشت به السيارة مدة الساعة ولم يلحق بها !! كان قد قرر أن يرافقها في الطريق إلى الرياض ..
ولكن لم يستطع ، فلم يلحق بها في الطريق وكأنها استقلت طائرة لا سيارة أو كأنه مشى في غير طريقها مع أنه لا توجد سوى طريق واحدة إلى الرياض .. وبعد ثلاث ليال مرت ثقيلة عليه كان اللقاء مجدداً ..عبر الهاتف :

هو : مسـاء الـخير ..
هي: اشتقت لك ..
هو : حاولت اللحاق بكم في الطريق ولم أستطع ..
هي : كنت أود أن أعود .. واطلب منك أن ترافقنا .. شعرت بخوف كبير يجتاحني بعد مغادرتنا المدينة .. لم يؤنس طريقي سوى دموعي ..
هو : أخبريني كيف هو عمي ؟ .. أكيد طار من السعادة بوجودكم حوله ..
هي : احتضناه جميعاً وبكينا .. لمحت الدموع في عينيه .. حتى أن خالي خرج من الصالة !!
هو : حبيبتي .. لا أتصور أنكِ بعيدة عني .. هل تعلمين أنها المرة الأولى التي نبتعد بها عن بعضنا البعض ؟
هي : و ماذا أقول أنا ؟ .. لا أتصور أنني لا أراك تدخل علينا وتصرخ : جائع .. أين الغداء .. يا ناس .. أهٍ .. لولا أنني جئت من أجل أبي .. لطلبت أن أعود .. إليك
هو : سأحاول السفر إلى الرياض .. إن شاء الله سوف أقنع والدي واحضر .. أيضاً سأطلب منه السفر برفقة عمي إلى أمريكا !!
هي : المهم أن تهتم بدراستك الآن .. أرجوك حبيبي .. ثم أنك وعدتني أن تكون الشهادة هدية لي أنا وأنا فقط ..

استمرت الاتصالات بينهما شهوراً عدة .. ثم جاء أحد الأصـدقاء من الرياض .. ومعه كانت الرسالة الأولى التي تكتبها له ..
قالت له في بعض من وريقات الرسالة :
((حبي .. ووهج حياتي .. أيها العاشق المجنون أشتاق لك كثيراً .. اشتاق للإبحار في عينيك وهي تتأملني كفراشة تبث عبيرها فوق الأزهار
كيف حالك ؟
أتعلم أن الرياض جميلة ، لقد أخذونا في كل مكان فيها ، وتجولنا كثيراً في الأسواق ..
ولكن مع جمالها إلا أن مدينة الذكريات تبقى الأجمل لأنك موجود فيها .. نعم حبيبي لأنك أنت فيها .. فكل ما بها من ذكريات كانت معك ولن أتصور أن أكون فيها إن لم تكن معي أنت .. كيف هي دراستك ، أتمنى أن تكون بخير .. هل اشتقت لي كما اشتقت لك أنا ؟
أيا حبيب العمر لو تعلم كم أنا معذبة هنا ، كم أنا مشتاقة إليك ، يعذبني الشوق لرؤياك .. أه لو تأتي وترى الحزن وقد كسا أيامي وتمكن مني كما لم يتمكن من قبل))!!

وصفت له الرياض .. أسواقها .. عمائرها .. سياراتها والازدحام في شوارعها .. أخبرته أن أجمل ما في الرياض .. الليل .. والمطعم الإيطالي .. وصحراء الثمامة …
كان يبتسم حين وصفت له كيف تعثرت بالعباءة وكادت تقع على الأرض وسط أسواق العقارية لولا أن خالهما ، أمسك بيدها ونظر إليها مبتسماً .. حين رفعت الغشاء الأسود عن وجهها وقالت له :
خالي .. بليز زز .. أبغى أتنفس !! .. فراح بها وبمن معها من العائلة إلى مطعم إيطالي .
ضحك أيضاً وهي تصف له كيف كادت عمتهما أن تضرب بحذائها أحد المراهقين الذي كان يلاحقهم وكيف كانت تستغرب هذه العينة من البشر فتقول : لا أظن أن هؤلاء يعرفون شيء عن كوكب الأرض !!
كانت الوريقات عديدة .. تجاوزت العشرون .. كانت تضعه معها في كل لحظة حتى في أحلامها .. ورغم الابتسامات والمواقف الطريفة التي كتبتها له .. إلا أنها كانت حزينة .. حزينة جداً !!!
قرأ كلماتها .. مئات المرات .. كانت الأحرف دواءً كتبه له طبيب ليتنفس ..
وضع رسالتها الأولى بين كتبه .. فيقرأ حين يصحو وحين يمشي في الشارع .. وفي المدرسة .. وفي طريق العودة .. وقبل النوم كانت الكلمات كأغنية من أغاني فنان العرب .. فنانه المفضل .. يرددها .. يغنيها ..
-----------------------------------------------------------


نكمل لاحقا.... تحيااااااااااتي



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس