عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2006, 03:08 AM   #41
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



المكان :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة "
-------------------------------------------

هي : مرحباً ، حضرت مبكراً
هو : أليس الآن موعد الذهاب ؟
هي : أنت تعلم أنه بقي للموعد ساعتين ..
هو : لم احتمل الانتظار .
هي : لقد أعددت بعض الشاي ، أتود أن تشرب معي ؟
هو : وهل سأجد أجمل من كوب شاي مع أجمل حبيبة ؟
هي : أرجوك إن الجميع في الصالة و لسوف يسمعونك .
هو : لقد اقتربت الامتحانات ويجب أن تعوضي ما فاتكِ في العام الماضي ، و إن كنتِ بحاجة لأي مساعدة سأكون جاهزاً !!
هي : إلا أنت ... إن احتجت أي مساعدة في دراستي سوف اطلبها من غيرك ، فـ الدراسة معك مستحيلة ، وسنفشل معاً !!
هو : لماذا ؟ سوف اقترح على أبويكِ أن أحضر إلى هنا لأدرس وأراقب دراستكِ .!!
هي : لن ننجح .. !! ولن تقترح شيء وإن اقترحت فلن يوافق أحد على ذلك .. فلا تضيع وقتك !!
هو : وكيف سأراكِ ؟
هي : سوف أزوركم في نهاية كل أسبوع .
هو : حرام عليك .. أتتحملين بعدي أسبوعاً كاملاً ؟
هي : لو كان الأمر بيدي لما ابتعدت عنك ، ولكن يا حبيبي يجب أن نكون واقعيين ، فنحن ما زلنا طلبة علم وعلينا الاهتمام بدراستنا وخصوصاً أنت ، فلديك من لا يلاعب على هذا الأمر .!!
هو : سوف نتحادث هاتفياً كل يوم ، موافقة !!
هي : موافقة ..
هو : ألم يحن وقت الذهاب إلى صديقتكِ ؟
هي : نعم وأنا جاهزة الآن !!
هو : أتعلمين .. أود لو نكبر بسرعة هذه الرياح فنصل إلى عمر العشرين ، ونبدأ حياتنا معاً !!
هي : نحن ولدنا معاً .. وأمضينا سنوات طفولتنا معاً .. ونحن الآن في بداية عمر الشباب معاً ..
فلماذا تريدنا أن نكبر بسرعة ونحن دوماً معاً ..
هو : أتحبين الرسائل ؟ .. أود لو نبدأ في المراسلة .. فيكتب كلاً منا ما يريد ويعبر عما في داخله اتجاه الآخر ..
فالإنسان عندما يكتب ، يبدأ في نسيان كل شيء محيط به ، فقلبه هو الذي يكتب ومشاعره هي التي تملي عليه ما يكتب !!
هي : أعلم .. وأحياناً كثيرة أود الكتابة إليك .. ولكن لقاؤنا المستمر لا يسمح لي بالكتابة !! هو : أما أنا فأكتب .. و قد كتبت قصيدة في أبها ..؟
هي : في أبها .. وكيف ولم تذهب إليها سوى مرةٍ واحدةٍ !!
هو : أشتاق لها .. رغم أنني لو وضعت فيها لضعت في شوارعها ، أتذكرينها في الصيف الماضي عندما زرناها .. ؟
هي : بالطبع أذكر .. أتذكر ليلة وصولنا ..؟
تمنيت لحظة رأيتك أمام ذاك المنزل في المساء مع البقية .. تجلسون أمام الخيمة البيضاء أن نطير معاً إلى هنا .. إلى حيث ذكريات طفولتنا وصبانا .. تمنيت لو أرافقك الطريق عندما أخبرنا والدي أنكم ستغادرون في الغد .. لم أكن أعرف من الأقرباء في أبها سوى القليل ولكنني كنت أحس أنني أعرف كل من فيها ..
أتعلم اشعر كأن أبها مكان ولادتنا .. وأشتاق إليها كثيراً ..
هو : أقسم لولاكِ لرحلت لـ أبها ، ولعشت فيها بقية عمري !!
لا أعلم لماذا لم يستقر والدينا ومن معهم في الجنوب كبقية أهلنا .. !!
ولكنني أتوقع أنه في يومٍ قريب سنجتمع كلنا في ديار أجدادنا ، فنعيش معاَ وكم أتمنى أن لا يطول ذاك اليوم فيأتي سريعاً !
هي : بعد أن عدنا من رحلة أبها ، سمعت والدتي ووالدتك يتحدثان عن بناء منزل جديد في الجنوب ، وهذا يعني أنهم بدؤوا التفكير في ما نتمناه ..
هو : أحس بذلك ..
هي : ولكن سأشتاق لصديقاتي ومدرستي !!
هو : أنا سوف أشتاق لحديقتي والمزرعة الجميلة .. وصوت العصافير في أول الصباح .
سوف أشتاق للزاوية الشهيرة .. ومنزل السور الأبيض حيث اعترفت لكِ بحبٍ يسكن جسدي و قلبي وأيامي !
هي : تشتاق للزاوية من أجل مدرسة البنات ... نعم ما زال لدي صديقات وقد تحدثن عنك وعن أصدقاؤك !!
هو : ولكننا لم نضايق أي طالبة ، لا من بعيد أو قريب ..
هي : هل تعلم أن هناك معجبات بك و ببعضٍ من أصدقاؤك ..
هو : من ؟ من ؟
هي : لن أقول.. .. ولن تعرف مني شيء !!
هو : حسناً هذا هو المنزل وسوف اتصل في السابعة مساءً إن لم تتصلي أنت قبلها !! سأكون في بيتنا أو في بيتكم ؟؟
هي : إلى اللقاء ولا تتأخر عن السابعة ..

.. وفي الموعد قرع جرس الباب .. فاستقبلته (صديقتها) .. متسائلة إذا ما كان يود تناول الكيك الذي صنعته والدتها وألمحت له أن أبيها موجوداً في المنزل .. فهي تعلم أن "البدوي- القروي- القبلي" لا يدخل بيتاً لا يكون فيه رجل ..!!
شكرها معتذراً عن قبول الدعوة .. وأستأذنها أن تنادي زهرة السوسن ..

هو : مرحباً .. هل أنتِ مستعدة ؟
هي : أهلاً .. ما شاء الله ما هذه المواعيد .. قلت في السابعة و اتصلت .. ثم قلت أنك ستحضر خلال عشر دقائق و فعلت !!
هو : وهل عندي أهم منكِ .. وكيف سأخلف موعداً قطعته و لمن .. .. لكِ أنتِ .,, ؟؟
هي : علينا أن نذهب إلى السوق .. فقد وعدت من في المنزل أن نحضر لهم بعض الحلويات ؟؟
هو : ولكنني.. لا أحمل نقوداً تكفي ؟ لماذا لم تقولي هذا من قبل !!
هي : سوف أعطيك بعض المال كدينٍ ترده متى ما شئت ؟ ثم أنهم اتصلوا بي من المنزل وطلبوا ذلك ؟
هو : لا .. سوف نجعل طريقنا إلى منزلي أولاً .. لأحصل على النقود ونذهب من هناك ..؟
هي : سوف يشاهدنا والدك ويرسلنا مع السائق ، فلنذهب لوحدنا ومعي نقود تكفي !!
هو : حسناَ أتودين أن نذهب بسيارة أجرة ؟
هي : ما زال الوقت مبكراً .. لنمشي قليلاً ..
هو : من الأشياء الجميلة في هذه المدينة أن تمشي في منطقة (الـ.....) متجهة إلى داخل السوق .. فذاك الطريق تكسوه الأشجار والهدوء .. وهو جميل جداً
هي : كما تشاء .. حتى الطريق تريد أن يكون أكثر رومانسية ..
هو : بل أريده أن يفخر أن أروع عاشقين مشيا معاً من خلاله .. فيزداد جمالاً .. وإشراقاً .. وغروراً
هي : لنذهب الآن .. ما أجملك عندما تتحدث في الخيال .. ولكن خيالك يخيفني دائماً .. فلنذهب ..
هو : سنذهب إلى محلٍ أعرف صاحبه .. ولديه حلويات جميلة ، إنه في منتصف السوق ؟
هي : ولماذا ذاك المحل .. إنه بعيد .. على مقربة منا محل جيد نستطيع شراء ما نريد منه ونعود إلى المنزل ..؟
هو : سأكون صريحاً .. أود أن أطيل الطريق .. ثم أنني لن أسمح أن تدفعي الفاتورة وأنا معكِ .. ماذا سيقول صاحب المحل ؟
هي : حبيبي أرجوك لا نريد أن نتأخر .. ثم أنه في منتصف سوق المدينة ازدحام كبير وسنتأخر أكثر ..!
هو : من هناك سنعود بسيارة أجرة .. فلا تعارضينني .. أرجوك ..
هي : حسناً أوافق بشرط .. أن ادفع المال أنا .. فليس هناك فرق بيني وبينك وإن شئت سأعطيك المال هنا قبل الوصول وتدفع أنت !!
هو : ماذا افعل بكِ .. وبهذا العناد المسيطر على تصرفاتكِ ؟
هي : لا شيء .. لا توافق إن كنت مخطئة .. وعليك أن تتخلص من أن الرجل هو كل شيء .. فنحن نستطيع أن نتصرف يا سيدي في كثير من الأحيان ..
هو : لكِ ما شئتِ .. ولكن تعلمين أن هذا في دمنا و لن نستطيع العيش بدونه .. الرجل رجل والمرأة امرأة
هي : لا أعارضك .. ولن نحل محلكم .. وسنبقى في حاجة دائمة لكم .. ولكننا نود أن نجسد شخصيتنا في أشياء من السهل أن نقوم بها .. فالمرأة يا حبيبي لا تريد سوى حرية تقبل بها أنت .. وتقتنع هي بها !!
هو : المرأة اليوم في حالٍ أفضل من الأمس بكثير .. ولا أعتقد أنها تحتاج أكثر.. فهي تعمل وراح تقود سيارتها وتخرج بكل حرية وتسير بكل أمان . .
هي : أتقبل أن أقود السيارة .. أتقبل أن أعمل .. أتقبل أن أذهب إلى صديقتي فأرافقها إلى السوق لوحدنا ..؟؟؟
هو : من ناحية العمل فلا مانع لدي أبداً .. وأما السيارة فأنت تعلمين أن وضعنا يختلف عن بقية أهل المدينة .. فنحن لا نقبل أن تقود بناتنا السيارة أو أن تسافر لوحدها إلى مدينة أخرى ..
هي : لأنك جنوبي وإلا لأنك سـعودي ..!! .. على أي حال أعتقد وبما أنكم معشر الرجال قد وافقتم أن تخرجوننا من بيوتنا إلى العمل بعد اعتراض دام لسنواتٍ طويلة ، سيأتي اليوم الذي توافقون على أن نقود السيارة .
هو : إذا كنت تسألينني عن ذلك اليوم سوف أعارض .. لكن لا أدري إن جاءت ابنتي في الغد هل سأبقى معارضاً أم سأوافق !؟
هي : صدقني أكاد أجزم أنك ستوافق .
هو : هذا هو المحل .. ما نوع الحلويات التي تريدين ؟
هي : أريد من هذا .. وهذا وذاك .. وتشكيلة من هذا أيضاً .
هو : لن تدفعي الحساب !
هي : واتفاقنا .. !!
هو : أحياناً .. يضطر الإنسان لأن ينقض الاتفاق من أجل مبدأ !!
هي : حتى لو كان هذا المبدأ خطأ ؟ .. ثم لماذا وافقت من البداية .؟
أنتم دائماً هكذا .. تتحدثون بأي شيء وفي النهاية تنفذون رغبتكم ! !
هو: لنذهب الآن .. فقد تأخر الوقت ..!!
هي : والحساب من سيدفعه .. ؟
هو: سآتي في الغد و ادفع له .. فهو يعرفني .. أنا زبون دائم لديه !!
هي : حسناً .. لنذهب ، ولكن لن أعقد معك أي اتفاقٍ حتى تقسم أنك ستلتزم به !!
هو: هناك اتفاقات لا تحتاج لقسم .. إن كانت مبنية على أساس رغبة الإنسان الذي يعقدها ..
هي : بدأت بفلسفتك التي لا أقوى عليها .. فدعنا من حوار الاتفاقات ولنستقل سيارة الأجرة .. فهل ستدفع غداَ لصاحب السيارة !!
هو : لا سنوصلكِ إلى بيتكِ .. ثم اذهب به إلى بيتنا وهناك ادفع له ..
هي : لديك حل دوماً لكل شيء .. !!
هو: حسناً هذا هو البيت .. في رعاية الله
هي : يا عم ليس معه نقود .. مع السلامة .. أراك غداً ..


ويتحرك به سائق السيارة العجوز .. وهو ينظر إليها كالريم التي لا تخشى سهم صياد .. ثم ينظر إليه وهو في المقعد الخلفي يراقبها كيف تجتاز وسط الحديقة بكل شموخ وجمال : وفقكما الله يا بني !
يجيب السائق بابتسامة .. امتزجت بغضب ٍ وشكرٍ وأيضاَ .. خجل !!!

نتابع ..... تحياااااااااااتي




 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس