عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2006, 02:55 AM   #2
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (01:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



وبعد واحد وعشرون يوماً .. و في الليلة الثانية للعيد .. شاركه في سهرته (مشاهدة فلم على الفيديو) اثنان من أصدقائه ، فـ والده غادر مع والدته وعمه إلى الرياض .. لحضور مناسبة زواج أحد الأقرباء هناك .

خلال السهرة .. كان الهاتف يرن كل دقيقة .. وكانت الخادمة ترد عليه ولا أحد يجيب .. !!
طلب من الشغالة أن تأتيه بجهاز الهاتف الموجود في الصالة !
مرة أخرى يرن الهاتف .. وكان أن رد أحد الموجودين ولم يجب أحد أيضاً .. فنظر إليه صديقه مبتسماً بلهجة نجدية : ( أقول .. قم بس رد وقل للملقوفة هذه تتصل بعدين .. ألين يخلص الفيلم .. أنت ما تمل من هـ البنات . )
ابتسم وطلب منه أن يفصل السلك لكي يرتاحوا من رنينه .. وراح الثلاثة يتابعون الفيلم ..
شعر بملل .. وخرج من الغرفة متوجهاً إلى القسم الثاني من المنزل ولاحظ أن أخواته والخادمة نيام ..
كانت الساعة تقترب من الثالثة فجراً .. ولا يسمع سوى صوت الأشجار التي تراقصها ريح الشتاء ، وصوت التلفاز في الجانب الآخر من المنزل .. عاد إلى الغرفة وعاتبه صديقاه على تركه لهم .. !! جلس خلف احدهم يحاول إزعاجه ليكسر الملل المفاجئ ..
فتارة يضغط على كتفه وتارة يغمض عينيه .. وصديقة يطلب أن يتركه يتابع الفلم .. !!
التفت إلى الهاتف المسكين .. كأنه يناديه أن يدفئه بحرارة السلك .. تذكر رنين الهاتف .. وتسائل عمن يتصل في هذه الساعة ولا يجيب ..؟ كان لرنين الهاتف نغم مختلف .. فقام بوضع السلك في الجدار .. غير واثق من أنه سوف يسمع رنينه مرة أخرى ..!
وما أن تسللت الحرارة إلى الجهاز حتى راح يغرد .. أمسك السماعة بيده .. لم يستطع سماع الصوت الخافت .. بسبب التلفاز ..
لم يعرف من الذي يتصل .. لم يميز الصوت ولكن شيء ما طلب منه أن ينتقل بالهاتف إلى غرفة أخرى .. !!
ذهب مسرعاً كأنه يحمل بين يديه قطرات ماء خائف من أن تنساب من بين أصابعه !
قام بإيصال السلك مرة أخرى .. في جدار جديد .. وجلس على الكرسي الأقرب ..

هو : نعم .. ألو ..
هي : ما بك .. أين ذهبت ؟
هو : هل هناك شيء ..؟ .. أكل شيء على ما يرام ؟
هي : نعم لا تخف .. فقط اتصلت لإلقاء تحية العيد .. ألسنا في أيام عيد ؟
اسمع لا أعرف كيف أبدأ الحديث ولكن ..

كان يرتجف .. نعم يرتجف كأنه يقف وسط المطر عارياً .. طلب منها الانتظار قليلاً .. فاتجه يرتجف إلى غرفته وارتدى فرائه الأسود .

هي : ما بك .. ؟
هو: لا أعرف .. أشعر بالبرد
هي : اطلب منهم أن يعدو لك كوباً من الشاي ..
هو : الكل نائم ،، لن أسامحك على ما فعلتيه بي في ذاك اليوم .. !!
هي : منذ اللحظة التي حدثتك فيها عن ضرورة نسياني وأنا أبكي حتى وصلت سريري .. ولم أخرج من غرفتي خلال عطلة نهاية الأسبوع !!
هو : شاهدتكِ أمس في العيد ، رأيتكِ حزينة ..
هي : كنت أتوقع أن تبدأ بتحية العيد ولكنك تجاوزتني مع أنني كنت مع من ألقيت عليهم التحية ، خرجت من الصالة إلى الغرفة الخلفية في ذاك المنزل وبكيت كثيراً .. رغم تعبي .. وانظر النتيجة .. صوتي بالكاد يسمع .. !
هو : إن لصوتك في كل أشكاله ، نغمات موسيقية رائعة .. أتعلمين أنني لا زلت أرتجف ..!!
وواصل الحديث .. لا أعلم فجأة بعد أن طلبت من أحد الموجودين معي في المجلس بأن يفصل سلك الهاتف ، ثم قمت بنفسي وأحضرت الهاتف وصرخت به أرجوك لن أغلق الخط .. أحسست أن من يتصل كل لحظة يريد أن يحادثني ، فكانت أجمل نغمات صوتية أسمعها اشتقت لكِ كثيراً .. سامحكِ الله كيف استطعتِ أن تصبري على هذا البعد طوال هذه المدة !!
هي : ومن قال لك أنني استطعت الصبر .. بعد يومٍ من لقاؤنا في الحديقة .. كنت كلما أحاول الاتصال بك يأتي شيء غريب فيمنعني .. ثم أنني حسبت أنك من سيتصل .. !!
هو : فضلت عدم الاتصال حتى اعرف ما الذي حدث .. وقد اتصلت أمس في صباح العيد فلم تجيبي وعندما حضرت للمنزل عرفت أنكِ في المنزل الكبير منذ الصباح الباكر ..
هي : أتعلم أنني هربت منك .. علمت أنك سوف تحضر ففضلت ألا أكون في المنزل !!
هو : تهربين من لقائي! وتبكين لأنني لم ألقي بتحية العيد عليكِ .. !! ما بالك حبيبتي .. أتحاولين أن تختبري قوة حبي بعد كل هذه المدة ؟
هي : أحبك .. ولن أسمح لأي كائن أن يوهمني بعد اليوم ..
هو : من الذي حاول أن يزرع الشك بيننا ..
هي : لننساه و ليعاقبه الله .. ولندعو أن يمنحنا الله القوة لنبقى معاً.. .
هو : حبيبتي كم أحبك ، وأود لو أنني أمامك الآن .. أقسم لأشجونا بأشعارٍ لم يقلها أي عاشقٍ ولا حتى ابن الملوح
هي : تعال في عصر الغد ، ولنخرج معاً فترافقني إلى بيت صديقتي .
هو : لكنني لن أستطيع المكوث معكِ في بيت صديقتكِ
هي : ومن قال أنك ستمكث ولو لحظة ، فأنت سترافقني في طريق الذهاب والعودة فقط !!
هو : حسناَ إلى لقاء الغد .

لم يكن أحد غير صديقه النور يعلم أنه عاشق حتى الثمالة .. كم تمنى أن يكون النور معه في هذه الساعة .. !!
راح يركض إلى صديقيه وأقسم عليهم ان يبقوا معه .. كانوا ينظرون إليه باستغراب شديد .. كان يقفز يريد أن تلامس يديه سقف الغرفة , فتح المكتبة .. وجاء بشريط فيلم لعبد الحليم حافظ .. وراح يستمع لحوار الحب وأغاني العندليب .. شارفت الساعة على التاسعة صباحاً وكان الاثنين قد ناما منذ الساعتين . .
كان مستلقياً على أريكة في شرفة المنزل التي تطل على الحديقة .. ما أجمل ورق الشجر .. حين تلمع عليه قطرات الندى ..
لأول مرة يرى في الأرض منظراً يشبه السماء ولمعان نجومها
طلب من الخادمة أن تأتيه بإفطاره .. فقد قرر أن يتناوله في هذه الشرفة على صوت العصافير وكأنها تعزف له لحن السعادة ..
كان من ضمن التعليمات التي تركتها والدته مع الخادمة أن يكون عصير البرتقال الطبيعي وأكواب الحليب بديلة للشاي .. لم يكن يلتزم بتلك التعليمات من قبل ..
إلا هذا الصباح .. بدأ إفطاره بكوب الحليب وأنهاه بكأس البرتقال .. بل أنه طلب كأساً أخرى .
استغربت الخادمة .. فلم تعتد منذ أسابيع ثلاثة على ما تراه هذا الصباح .. فأخبرت أخته الكبرى التي جاءت ومعها فنجان قهوتها التركية وجلست بجانبه على الأريكة .. مستغربة في نظراتها هذه الابتسامة الصباحية التي كانت قد غابت منذ فترة .. وطلبت منه أن يذهب إلى النوم .. فهذه أول مرة تجده يصل الليل بالنهار وأشعرته أنها غاضبة !
ما أجبره على الذهاب إلى سريره أنه يجب أن يرافق حبيبته في الرابعة عصراً إلى منزل صديقتها .. فطلب من الجميع أن يعملوا على إيقاظه في الثالثة ظهراً .. والتفت إلى اخته : اسحبِ بي من سريري مثلما تفعلي حين توقظيني للمدرسة !
لم ينم .. طويلاً .. ففي الثانية ظهراً استيقظ .. وغادر المـنزل إليها.........
-----------------------------------------

نكمل لاحقاً ....

تحياااااااااتي




 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس