ذات الشأن تحية طيبة أعجبني فيك الرد الهاديء ولغة الحوار وعجبت لسعة صدرك على من لا أساس له وتصفينه بأنه يرى من رابع زاوية أنتي في أحد الثلاث الباقية ولعلي أعترض عليك في وجهة نظرتك أولاً أن الزوايا تكون أربع وربما تكون أكثر بحسب المهندس الذي صمم المبنى فهو يرسم ما تم تشكيله في مخيلته التي بقي اياماً وليالي يجمع لها من الإطلاع والتفكير ما يجعله يأتي بإبداع في بناء قد يتفرد به وفي جميل تصميمه ولكن يضل إسمه مبنى تتكون لبناته من مقومات البناء التي يتعارف عليها الناس أو ربما كانت من صناعة تطور في أساليب البناء وقد يعد ضرباً من الجنون أن يقول شخص سأبني بيتاً من الماء أو قال سأبني عمارة تناطح السحب من القش لأن صفة الماء يعرفها الناس وكذلك القش ناهيك أن يأتي ثالث يقول إشتريت أرضاً في وسك المحيط الأطلسي كل تلك العبارات تهذف بأن الذي يعيش بفكر غيره وعقلية غيره وقرار غيره وليس له أساس من العلم ولا الحجة ولا البيان فهو كأوهن البيوت وهو بيت العنكبوت قال تعالى : ( وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ) إن من يرى مجتمعه الذي هو أصلاً منه بعين الإحتقار والتخلف والرجعية وزرع في عقله بأنه هو المتحضر الذي سيكون الإنطلاقة لمجتمعه والذي سيخرج المجتمع من مستنقع الجهل الذي يرتع فيه وسيضيء له طرق الظلام الذي يتخبط فيه ما هو في الحقيقة إلاّ سراب يسعى خلفه زينه له شيطان تسلط عليه وهوىً غلب عليه ودنياً ربما كانت قاسية عليه فحمل في صفحات تاريخه الأليم الحقد والألم وتراكمت تلك المشاعر المكبوتة إلى أن رأى أنه قد آن الأوان ليخرج ما في قلبه ( قال تعالى ( أم حسب الذين في قلوبهم مرضُ أن لن يخرج الله أضغانهم ) فهؤلاء أختي الكريمة هم من يوصفون في الشعوب بالطابور الخامس يذهب من مجتمعه بحجة الدراسة والتعلم ويدس أعداء الشعوب في زوايا فكرة السم الزعاف ليعود وينفذ خطط أعداء المجتمعات والعقائد والقيم ليعود داعياً إلى التحلل من القيم والمباديء التي لم توافق هواه ينتظر ذويه إبنهم ليعود بعلم ينفع به مجتمعه ولكنه وللأسف تم غسيل فكره واستبداله بفكر من هم اسياده مثله كمثل الذي عاد ليفجر في بلده وأهلة ووطنه ماهو الفرق بينهما ذاك يقتل الأنفس البريئة ويدمر المنشأت ويروع الآمنين ويسعى في الأرض فساداً وهذا يدمر الفكر والعقيدة والقيم والأخلاق والشيم والعادات النزيهة ويسعي بالصد عن دين الله يدمر بما يبثه من مخدرات فكر وتبعية للغرب الذي تنخر حضارته سوسة الرأس مالية ويحط من إقتصادياته الربا الذي حرمه الله رب العالمين وتشتت مجتمعه المشكلات التي عجزوا أن يجدوا لها حلاً إلا بالإسلام لكنهم جحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم (( ليبراليين )) هذا هو الإسم الجديد الذي تسموا به لم يسمو انفسهم ( منافقين ) وإن لم يفعلوا فإن الله قد سماهم في كتابه ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) بل ظننتم أن لن يعود الرسول والمؤمنين إلى أهليهم أبداً ،وزين ذلك في قلوبكم ) لعلمهم أن الكذب هو منهجهم فتجدينهم يتملقون ويلحنون وهم كالسحلية تتلون بلون الصخر الذي تقف عليه وسيأتي الزمن الذي فيه يختبئون ويدسون رؤوسهم كالنعام ولكن الله فضحهم كما فضح من قال ( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) وفي الختام أعود للزوايا وأقول أختي الكريمة إن من أعظم نعم الله في هذا الزمان أن سخر هذه الأجهزة ( الكمبيوتر) وجعل الإنترنت وسيلة التواصل بينها فالله الله في بنات جنسك وأخواتك لا تجعليهن عرضة لأن يكونوا فريسة لمثل هذا وأمثاله والنت مليئة بالمقاطع التي يشيب الراس من رؤيتها ناهيك عن القلب الذي يتفطر من الألم والعين التي تذرف الدمع من هول ما ترى ما يصنع الشباب بالفتيات التي يعدونهن طريدة فإن وقعن في ايديهم كانوا عليها كالكلاب الضارية وهذا ما جنيناه من الغرب ( البهيمية ) ( إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً) اللهم من أراد ببلادك وعبادك سوءً فأشغله في نفسه وعطل أركانه وأخرس لسانه وشل عقله عن التفكير وأجعله عبرة لمن خلفه كما جعلت فرعون لمن خلفه آية