أخي الحبيب

فيصل المالكي


أشكرك كل الشكر على طرح مثل هذه المواضيع التي كما وصفها البعض بأنها حساسة

ولا أدري من أي زاوية الحساسية

أهي من زاوية أنها تفضح من في قلبه مرض

أم من زاوية أنها تكشف اللطمة التي ترتديها من كانت تحمل فكر الإنفتاح والإنبطاح للفكر الليبرالي

أم من زاوية من يتستر خلف صفحات المنتديات ليبث سموم فكره وأمراض قلبه المستعصية

عجبأً لقلبك كيف لا يتفطر
وأسود حزنك في فؤادك تزأر

عجباً لمن يسعى بالدعوة بالفاحشة في صفوف المجتمع المسلم المحافظ

هم لم يذوقوا عذاب الله الذي أذاقه من حولهم

ولذلك تجد قلوبهم قاسية

هم لم يعتبروا بمن حولهم ممن كانوا يتقلبون في نعم الله الظاهرة والباطنة

ثم في ليلة ظلماء بدّل الله عليهم نعمته سخطاً وعذاباً

هم لم يعتبروا ولن يعتبروا

قال تعالى

( وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذن أبدا )

وقال تعالى

(وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)

( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )

( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون )

( إن عذاب ربك لواقع ، ماله من دافع )

مرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثلاثة أيام بعد أن سقط مغشيا عليه بعد أن سمع هذه الآيات

وللأسف أن ابن آدم يبارز ربّه بالتحدي والسعي في أرضه بالفجور بعد أن أنعم عليه

( أولم يرى الإنسان إنّّا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ،
وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه ، قال من يحيي العظام وهي رميم ،
قل يحييها الذي أنشأها أول مرّة وهو بكل خلقٍ عليم )

راي رجلاً أعرابياً ( بدوي ) الأصمعي وهو يطوف بالكعبة فقال له : يا أصمعي إقرأ علي من قول الله تبارك وتعالى ، فقرأ عليه الأصمعي حتى وصل إلى قوله تعالى : ( فورب السماء والأرض إنه لحقٌّ مثلما أنكم تنطقون )
فقال الأعرابي : من ذا الذي أغضب الرحمن حتى حلف .إنتهى

أعرابي يدرك معنى آيات الله وبعض الذين يسمون أنفسهم المثقفين والمثقفات
لا يعرف من القرآن إلاّ رسمه

ولا يعرف من الدين إلا الإستهزاء بمن يسمونهم المطاوعة والمشايخ

ولا يعلمون أن اليهود والنصارى الذين لوثوا أفكارهم ودنسوا قلوبهم بالشبهات

يحترمون رجالات الدين في ملتهم ودينهم

فحاخامات اليهود عندهم مقدسين لا يجرؤ عليهم المجتمع وهم ساسة المجتمع لديهم

وقساوسة النصارى مبجلون في مجتمعهم ولهم القيمة والمعنى والكلمة

فلماذا أنت يا من أصبحت بين الفريقين لا تعظم أهل العلم في مجتمعك المسلم

أم أنك أصبحت كما قال تعالى :

(مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء )

خسارة الدنيا والآخرة نسأل الله العافية والسلامة

المرأة هي سلاح ذو حدين إن تعرت وتخلت عن قيمها ودينها وعقيدتها

فتكت بمجتمعها ومزقته شر ممزق
وآل بها الحال إلى أن تصبح مرحاضاً لأصحاب الشهوات الجنسية والليالي الحمراء

وماتت نكرة في المجتمع وقد كانت تحسب نفسها علم ولكن هانت على الله فجعلها هينة بين الخلق

أعتبروا بالممثلات اللواتي إنتهى بهن المطاف منتحرات أو نهايتهن نهاية سوء

وكن عبرة لمن هن أقرب الناس إليهن في مجال الفن واللاتي أهتدين وأعلنّ توبتهن

يسمون في دنيا العفن بالفنانين والفنانات ونجوم السيما ولا يعلم الناس عن الجوانب المظلمة في حياتهم

وإن صلحت وشمخت بعزّتها وأرتقت بعفافها وكرامتها

كانت كالدر المكنون والياقوت الذي لا ينبت إلا في أصعب أعماق البحار

كانت كالؤلؤة التي يفرح بها الغواص لندرتها

كانت أساس المجتمع وربطت بين أشجع القبائل

وأثمرت ثماراً لا يأكلها إلاّ الأغنياء

إنها الثمار اليانعة التي رويت بالكرامة والعفاف والأصالة والعزّة والإباء


قال تعالى

( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه واللذي خبث لا يخرج إلاّ نكدا )


إن من ينشأ في ما قد يسمى بالبيت وهو في حقيقته زريبة بهائم

يخرج إلى المجتمع كمثل تيس القرار الذي يستعار ليفحل

ومن نشأ في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه


كان نوراً ونبراساً وخيراً على المجتمع والأمة جمعاء


ختاماً

الأعمال بالخواتيم

سيّد الكواسر