رد: وش هي النظرة الشرعيّة .. !!
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة جميعاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد مررت على ماكتبتوا من ردود على الأخ الجرح هدانا الله وإياه الى الحق والى سبيله
وأنا هنا ليس لدي من زيادة على ماطرح أخي الفاضل الناقد وفقه الله وسدده وكذلك الاخوة جزاهم الله خيراً ولكن أنا أستغرب من أخي الجرح على هذا الجدل ومحاولة البعد عن الحقيقة وأنا هنا أتسائل كما تسأل أخي اليتيم وفقه الله ماهي النظرة الشرعية في نظر الأخ الجرح ؟؟
أتمنى إن يجيبنا على هذا التسائل
ثم يا إخوان إن من حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل الصراع قائماً بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، وجعل للباطل مؤيدين، وعن الحق مخذلين من ضعفاء نفوس وغير ذلك، فتجد كثيراً من الناس يسمع الحق ثم يرده لأسباب نفسية أو دنيوية أو غير ذلك من الأسباب.
1-الكبر
أحياناً يرفض الحق للكبر، قال تعالى ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ )[الأعراف:146] ولذلك مهما ناقشته، وجادلته بالتي هي أحسن، وبالأدلة فلا يمكن أن يقتنع. وبعض الناس تستغرب منه لكبره، والكبر آفة عظيمة، ولذلك فصاحبه محروم من دخول الجنة، لما يورثه الكبر في نفسه من الابتعاد عن الحق الذي يدخل صاحبه الجنة. وقد حفل التاريخ بأمثلة ممن أوقعهم الكبر في مهاوي، مع أن الواحد أحياناً يستغرب كيف وقع هؤلاء، ولكنه الكبر نعوذبالله من ذلك
2-الاقتداء بالعالم الفاسق أو العابد الجاهل:
من الأشياء التي تصد عن الحق، الاقتداء بالعالم الفاسق أو العابد الجاهل، إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم: قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )[التوبة:34] فمنهم إذاً عالم فاسق فاجر، أو عابد جاهل، يتبعهم بعض أفراد الأمة فيضلون، ويهدم الدين بزلة العالم التي يتابع عليها.
3-العرف والعادة:
ومن الأمور التي تصد عن الحق وتمنع الأخذ به: الإلف والعادة التي نشأ عليها الشخص وتربى؛ إذ كيف يغير الإنسان رأيه وقد سار عليه فترة طويلة؟ كيف يغير قناعته وقد تكونت لديه عبر سنوات مديده؟ كيف يخالف الشيء الذي تعود عليه، وألفه، وأحبه، واستمرأه؟ فالمخالفة صعبة؛ لأن فيها تغيير المألوف، والنفس تحب الشيء المألوف الذي اعتادته، فهذه نقطة يعاني منها أهل الحق، وكذلك أهل الباطل في المجتمعات، أهل الباطل يريدون تغيير، عادات الناس الطيبة، وقيمهم الحميدة التي يقرها الشرع، فهم يريدون الثورة على الواقع، نسأل الله أن يفشل مخططاتهم. أما أهل الحق فإنهم يعانون من هذا النقطة، إذا كان الذي عليه الناس، وتمتمسكوا به وألفوه مخالفاً للحق، لكن شتان بين معاناة هؤلاء ومعاناة أولئك.
4-الجهل بالحق:
من أسباب رفض الحق الجهل به، ومن جهل شيئاً عاداه، وعادى أهله، والناس أعداء ما جهلوا، وهذا -أيها الأخوة- يبين مسئولية الدعاة إلى الله في التبيين للناس، إذا كان جهل الناس بالحق سبباً لعداء الحق؛ فعليناجميعاًواجب الدعوةإلى الله بل وعلينا إيضاً مسئولية التبيين، حتى إذا عرف الناس الحق لم يعادوه، أو على الأقل يزول السبب الذي يجلب العداوة. كثير من الناس كانوا يجهلون الاستقامة والتدين والأشياء، وينكرون على أولادهم في بيوتهم، فلما تبين لهم الحق، تبينت لهم الحياة الإسلامية الصحيحة، توقفت العداوة، بل أصبحوا يقولون لأبنائهم: والله يا ولدي أني أستحي منك الآن، لأني عاديتك في البداية، وأنا الآن أتعلم منك، لأنه الآن عرف الصحيح.
5-غربة الحق:
قد يرد الحق لكونه غريباًقال تعالى( فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ) [هود:116] بعض الناس تناقشه في مسألة فيرد عليك بكلام غريب لم تتوقعه منه بل ويجادل وكأنك على الباطل وهو الذي على الحق بل وتجد له مؤيدين منهم من يتكلم ومنهم من يسكت سكوت الراضي والساكت عن الحق شيطاناً أخرس وياكثرهم في مجتمعنا ولاخول ولاقوة الا بالله00 ولكنها غربة الاسلام .
6-أن الحق ثقيل ومخالف لهوى النفس:
من أسباب رفض الحق، أن الحق ثقيل، وله تبعات، ويخالف هوى النفس، والنفس تحب الدعة والكسل والراحة، والتخفف من التكاليف، ولذلك بعض الناس لا يستقيمون،وهذوالله من الحرمان والإنهزامية ولكن الذي يلوح له فجر الأجر يهون عليه ثقل التكاليف.
7-التأثر بكلام المغرضين:
من أسباب الانحراف عن الحق وأهله: التأثر بكلام المغرضين الذين يكرهون أهل الحق، فيشوهون صورتهم وسمعتهم وطريقتهم، فالشخص الذي يسمعهم يتأثر بهم ويصدقهم، ويرفض كلام أهل الحق للتأثيرات التي حصلت عليه، قد يكون معذوراً في أشياء، لكن عليه أن يتبين قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ ) [الحجرات:6]
وقفة
وتكرار ذا النصـح منـا لهم لنعذر فيهم إلى ربنا
فلما استهانـوا بتنبيـهنـا رجعنا إلى الله في أمرنا
فعشنا على سنة المصطفى وماتوا على تن تنا تن تنا
ختاماً:أسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم الحق. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على الحق، اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
محبكم نظام
|