عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2006, 06:45 PM   #6
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية الجــرح
الجــرح غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 656
 تاريخ التسجيل :  Dec 2003
 أخر زيارة : 11-22-2007 (12:07 PM)
 المشاركات : 2,680 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إنني أكره المرأة السعودية السيئة ، أكرهها أكرهها ..!!



المرأة السعودية اليوم تعيش وقتا عصيبا تاريخيا، خلقته تطلعاتها المستقبلية الممتدة من الخطاب الذكوري. تجد نفسها ما بين مطرقة الفهم الديني السلفيّ وسندان الرجل الذي يتعاطى معها كوصيّ ربّاني تمتد سلطته من مفاهيم القوامة الدينية. ولا تتجاوز النظرة العامة للرجل في مجتمعنا إلى المرأة وضعها ضمن إطار الموظفة برتبة زوجة أو وظيفة (همّ اجتماعي) برتبة (غير متزوجة). هذا إذا استثنينا بعض النظرات الشاذة التي تنظر للمرأة من منطلق الإنسانية والندّية الإجتماعية.

وتختصر هذه نقاشاتنا حول المرأة في قالبين اثنين فقط:

1- قالب الشرف : وحفظ العرض والمكانة الرفيعة المتخيلة المحصورة بين جدران البيت في تربية الأطفال والإهتمام بالرجل كرّب للمنزل. وهي نظرة تجعل الرجل مركزا للكون الذي تدور حوله النساء. وهذه النظرة تشعلها النظرة الأحادية والتفسير المتعسف لدور المرأة في المجتمع الإسلامي كما يحب بعض الريدكاليين تأصيلها. والغالبية العظمى للمتكلمين بهذا المنطلق رجال يصبغون أنفسهم بصبغة دينية تجعل من معارضيهم، معارضين للدين ومارقين من الإسلام لا كما هي الحقيقة، رفض لتفسير متعسف للإسلام ونظرته الشمولية للمجتمع الإنساني. كما ينضم للغالبية العظمى من الرجال، حاملي لواء العفة والشرف كما يظهرون أنفسهم، بعض النساء الممتلئات بالثقافة الذكورية الحاطّة من المرأة بجعلها موظفة في مؤسسة الرجل الرب لا تستطيع بأي حال من الأحوال الخروج عن مملكته. ويجد هذا التيار من الناس في الدين أدّلة ظاهرية كثيرة تؤصّل لرؤيتهم. وهم حين يرتكزون على الدليل الشرعي يحاولون بكلّ ما استطاعوا من قوّة تهميش الحياة الإجتماعية لمجتمع الرسول والصحابة الأقرب إلى فهم المغزى من الأدلة الشرعية ويتناسون صورا ضخمة من التاريخ تنسف بكل أفكارهم، كالتنظير السياسي للسيدة عائشة وقيادتها الجزئية لحرب الجمل والذي لا يستطيع أي المتأسلمين تكذيبه على سبيل المثال. فنراهم يدعون بكل ما أوتوا من قوة للرجوع إلى حياة الأسلاف والعصور الذهبية الإسلامية ، بتصرّف! إذ يلغون تماما ما للمرأة من دور تاريخي فعّال في كل جوانب الحياة ويختصرونه بالقرار في البيت وضرب الخمار وتقبيل أرجل الرجل حتى يرضى عنها الله وكي لا تلعنها الملائكة إذا غضب عليها زوجها. ولا يتوانون أبدا عن تعميم الخاص من آيات القران وتقديم المنسوخ على الناسخ ما دامت مهمتهم كما يرون تنصّب في المحافظة على العفة والشرف. هذه العفة المتخيلة التي تصور أي امرأة رافضة للرأي الأحادي الإرهابي كمومس تخرج من بيتها لارتكاب الزنا فقط، ولا غير.

2- قالب المجتمع المدني، ويطغى عليه الرجال أيضا. والمتمثل في دعوة المرأة إلى الخروج عن الأعراف والتقاليد التي لا تمتّ للدين بصلة وتبنّي مكانتها الإجتماعية بجانب الرجل في كل مراحل الحياة وكل جوانبها. وهؤلاء الرجال الداعين إلى هذه النظرة الإجتماعية يتناسون أن هذه الدعوة تظل دعوة رجولية تحاول إعطاء المرأة حقّا مسلوبا، سلبه إياها الرجل نفسه بنظرته المتعسفة.
ومقابل سلبية المتأسلمين تظهر إيجابية الحداثيين. إذ يحاول هذا التيار أن يجد تفاسير مغايرة للنظرة الدينية الأحادية ويتبنى الصور التاريخية المشرقة لدور المرأة الإجتماعي كقالب حقيقي لنظرة الإسلام الشمولية. وتتعالى بين الفينة والأخرى بعض الأصوات النسائية الأنثوية التي تؤيد هذه الدعوات وتتبنى هذه الأطروحات كصدى لدعوات الرجل.

وتظل المرأة، سليبة الحقوق والإرادة، بين من يحاول من الرجال توظيفها كزوجة خادمة أو تحريرها كإنسان. وهنا تأتي المشكلة الإجتماعية الحقيقية. فالمرأة مهمشة تهميشا يكاد يكون شبه تام في هذا النقاش الحضاري. فحاضرها ومستقبلها يناقشه الرجال بدعواتهم المتباينة. وهذا التهميش متأصل في عقلية الرجل الشرقي الذي لا يستطيع رفع يده (الإسلامية أو الحداثية) عن المرأة ويستمر في فرض وصايته والإستمرار في وضع نفسه كمركز للكون النسائي. وهو متأصل في نظرة القوامة المتخيلة الإفتراضية التي حددها وخصصها القران الكريم بالإنفاق والتفضيل في الرزق حتى لو تجاهل رجال الدين هذا التخصيص وحاولوا الإستدلال باية مقتضبة فحواها (الرجال قوّامون على النساء). ولا أستبعد أن رفض عمل المرأة لدى التيار الديني يجنبهم مشكلة التبعات الفقهية للقوامة في حال أن تفاضل رزق المرأة على الرجل وأصبحت مستقلة ماديا، منفقة على زوجها ووالدها.

وهنا ينبغي للمرأة في المجتمع السعودي أن تطمح إلى ما هو أكبر وأكثر أهمية من التوقيع بالموافقة أو الرفض على دعاوى الرجل إلى قيادة السيارات أو التنافس على الفرص الوظيفية مع الرجل. بل ينبغي إليها أن ترفع شعار إنهاء الوصاية الذكورية على المرأة ، والإعتراف بها كإنسان كامل العقل والدين تستطيع هي بنفسها تقرير مصيرها وصناعة مستقبلها بنفسها. وعليها اليوم رفض الحرية المقنّعة التي يحاول الرجل الحداثي أن يعطيها إياها، ورفض السجن الأبدي الذي يحاول المتأسلمون أسرها فيه. عليها أن تتطلع إلى حرية حقيقية تستطيع بها أي امرأة سعودية سلك الطريق الذي تقرره في حياتها دون تعسّف ولي الأمر الذي أطبق عليها طوال مئات السنين.

المرأة، كالرجل تماما، تحشر لوحدها وتحاسب لوحدها وتدخل الجنة والنار لوحدها أما القضاء الربّاني. فلماذا لا تستطيع أن تتخذ قراراتها لوحدها وبمعزل عن سطوة الرجل إذا كانت هي المسؤولة مسؤولية تامة أمام الله ولا مكان لولي أمرها المتأسلم أو الحداثي في يوم الحساب؟

أما الرجال الذين امتهنوا الدفاع عن المرأة بشقيهم الحداثي والمتأسلم، فليشغلوا أنفسهم بالقضايا الذكورية المهمشة وقضايا المواطنة التي تخدم الجنسين بدل حصر النقاش عن المرأة كتأصيل لسلب إرادتها، أو الخوف من فتح ملف القضايا المركزية الحقيقية والبقاء على ما ارتضى الرقيب أن يناقش. هل استطاع الرجل، في وجهة نظركم، أخذ كافة حقوقه المدنية والعيش ضمن مفهوم المواطنة (الإسلامي أو الديمقراطي) حتى لا يظل في هذا المجتمع للرجال إلا الحديث عن النساء؟!

أم إنها ناقصة عقل تنتظر من الرجل تحريرها وفك عقدها الحضارية أو تخليد النظرة إليها كجزء من أثاث المنزل؟


 

رد مع اقتباس