رد: لا نريد قيادة السيارة، يكفي حديثاً على ألسنتنا أيها الكذابون
أولا : من البداية دعونا نتحدث عن فتاوى بعض المشايخ ... والتي جعلها البعض صراصا مستقيما لا يحيد عنها إلا هالك والجزم بالتحريم بناءا عليها .. مع أن هذا الأمر (قيادة السيارة للنساء) لا يوجد مايحرمه بنص الكتاب والسنة .. إذن فلنبحث عن ما يحرمه في الإجماع .. نجد أنه لايوجد من علماء المسلمين في الأرض من يحرمه أو يحذر منه إلا علماء الأعراب ... الذين اتخذوا من بيئتهم البدوية مشرِّعا فوق الدين والعقل .. وفوق ذات الله .. تعالى الله عن ما يصفون ... نقول لهم ولمن يعتد بأراء التسعينيين : هل تملك رؤية عصرية..!! وأشدد على كلمة عصريه لإنسان معاصر .. هل تعرف الإسلام المستنير .. وليس إسلام نجد المنعزلة ؟
ثانيا: للمرأة حق الحياة .. وحق الثقة بنفسها وإدارة شؤونها كما تراه في حدود الواقع والدين .. كما أن الله ساوى بين الرجل والمرأة في الحدود والعقوبات والثواب والأجر ... فإنه لم يفرق بينهم في المعطيات والمكاسب الدنيوية .. وبناءا على ذلك فإن الرجل إذا قاد السيارة يحق أيضا للمرأة أن تقود سيارة .. ومن حقه إذا اختار لحياته نمطا معيشيا معينا أن تختار هي أيضا ما يجعلها أكثر اطمئنانا وسعادة ..!!
ثالثا : لا يحق لنا أن نبحث عن مسوغات .. نستطيع من خلالها أن نقول أنه يمكن للمرأة أن تقود سيارتها .. فالبعض يقول ..أن هناك مشكلة من السائقين الأجانب .. وبعضهم يقول هناك عائلات ليس لها عائل .. ومنهم من يحاول مستميتا إيجاد حلول يستطيع من خلالها أن يضع أسبابا قويّة تسوغ للمرأة القيادة ..
في الواقع حتى لو لم يكن هناك أي مشكلة أو أي مسوغ يجعلنا نطالب بالقيادة للنساء .. فإنهن يجب أن يأخذن حقهن كاملا في أن يكون المجال مفتوحا لهم .. فمثل مالرجل يقود يجب أن تقود المرأة .. بسبب أو بدون سبب .. فلها الحق في أن تحقق ذاتها كإنسانة ..في وجود مبرر أو في عدمه ..!!
رابعا : يتشدق البعض بكون المرأة عندنا " أميرة " فحاجياتها مقضيّة وهي معززة مكرمة مصونة في بيتها ..والصحيح أن واقعها أقرب إلى أن توصف بـ " المستعبدة " أكثر من الأميرة .. فالأميرة عندما تكون مرتاحة لا تقضي حوائجها بنفسها فإنها فعلت ذلك بمشيئتها .. ولو أرادت أن تقضي حوائجها بنفسها لفعلت .. ولكن جعلت بأمرها من يقضي عنها .. والمرأة عندنا قاعدة في بيتها مسلوبة حقوقها لا تفكر حتى في أن تطلب أبسط الحقوق لها كإنسانة .. فهي تركت الخوض في متطلبات الحياة رغما عنها .. وليس باختيارها ... فكيف تكون أميرة ..!!
أخيرًا أين المرأة المناضلة؟
العجيب أن النساء في مجتمعاتنا تنتظر من الرجل الذي جُبل على سحقهن .. وامتصاص انوثتهن إلى آخر قطرة.. العجيب أن تنتظره ليعطيها حقوقها .... أو أن يبحث عن مصالحها .. وأن يحررها من هذه العبودية ... !
رسالة الى كل من تشك في أن الرجل سيكون كذلك في هذا المجتمع .. ( انتظري ذلك عندما يلج الجمل في سم الخياط )...!!
نحتاج إلى المرأة القوية المناضلة .. التي تنتزع حقوقها وتتمرد على هذا الاسلوب الرجعي ... ولا تتوسل حقوقها أبدا .. لأن الحقوق لا تؤخذ بالتوسل .. بل (تنتزع انتزاعا )..!!
"الجــرح"
|