كانت عيناه موجهه نحوها ..أخذ يتأملها بهدوء...كان مبهورا بجمالها الهادئ ورقتها الظاغية ..أحست بجرارة نظراته وحاولت أن تكسر الصمت بحديثها عن العمل ولكن دون فائدة أحس بارتباكها فابتسم واستأذن بالانصراف
نظرت إليه مودعـــــة ثم صافحته ورحل....تنبهت فجأة عندما همس بإذنها ((سلمي))لقد حان وقت العشاء يا عزيزتي ...غادروا القاعة وتوجها لغرفة الطعام..جلسا على مائدة فاخرة متقابلين...أخذت تتأملة وهو يأكل بنهم ..كان جائعا فلم يأكل شيئا منذ الصبح لأنشغالة بتحضير مراسم الزفاف....
كانت سعيدة جدا ولكن كلما نظرت لوجهه أحست بشعور غريب لم تعرف كنهه قط ..أخذت تطرد الهواجس عن خاطرها ثم قامت من مقعدها...وجلست بالكرسي الملاصق له...نظر إليها نظرة حنونه فأحست برغبة في البكاء
لم تستطيع منع دموعها فأطلقت لها العنان...سالت دمعة على خدها فأخذ يمسحها بلطف وكأنه يطمئنها بأنه قربها وسيظل للأبد.....
اخذت تتساءل عن السر الكامن وراء هذا الشعور؟؟؟ربما هو الحزن لفراق والدتها؟؟؟؟
ولكن ما احتارت لأمرة هو أنها لا تحس بذلك إلا عند النظر لوجهه ..ذلك الوجه البرئ الملئ بالحب!!!!!
أشتعاذت بالله وأخذت تتمتم بالأدعية حتى أحست بنوع من الأرتياح......
أنتهت مراسم الزفاف ..وزف العروسان..محاطين بفرحة الأهل ودموع الأمهات حتى ركبا السيارة وبدأ بالأنطلاق ..كانا قد اتفقا على الأقامة في فندق مقابل للحرم المكي الشريف فتوجها إليه فورا...أخذ يخبرها عن الفندق الذي قام بحجزة..وعن الغرفة التي سيقضيان فيها ليلتهما الأولي...كان فكرها مشغولا ولم تنتبه لكلماته..قاطعته ..قالت أنها تريد أن تتحدث معه في موضوع غريب لم تفهمة..أوقف السيارة وطلب منها انتظارة فسيحضر لها شيئا ولن يتأخر..لم تفهم سبب خوفها..حاولت منعة ولكن دون جدوي............