( العصـفورُ و الفـخ .... ومـن الحـياة نتعـلم !! )

- -- - - -- - - - -
قـال العصـفور للفخ المنصـوب بإحكام :
ما هـذا بين يديك أيهـا الغـريب !؟

قـال الفخ باسـماً : هو طعـامي يا حـبيبي !!
ولكـن هلمّ خـذ حاجـتك منه ، فـإني أرى في مـلامح وجـهك الجـميل أنك جـائع ..
فهلـمّ ، هلمّ يا صـاحبي ، على الرحـب والسعـة..!!

فلـما همّ العـصفور بالـدنو قال متعـجباً :
هُـسْ .. هذا طـعامك يتـكلم .. إني أسمعـه يتكـلم !!

فقاطـعه الفـخ وقد بدت علـيه اللهفـة واضـحة :
لا عـليك مما تسمـع ، هلم إلى طـعامك الذي تهـفو إليه نفسـك ، هـلم ولا تتـردد !!

قـال العصـفور : إني قـادم إذن ..!!

وخـطا خطـوة ، ومـال برأسه قـليلا ثم قـال :
ولكـن دعني اسمـع ما تقول هـذه الـحبوب .. !

ولمـا أصـغى بكلية قـلبه ، سمـعها تقول له هـامسة :

أيهـا العصفور الجميل ، احترس ثم احترس ، إنما أنت طعامه لا نحن !!
إذا دنوت منه ، قصم رقبتك ..!! فلا تحم حول الحمى ، وقد أعذر من أنذر ..!!

ففزع العصـفور فزعـة ، جعـلته يطـير في لمـحة ، بكل مـا أوتي من قـوة ،
كـأنما يريد أن يخـرج من ريشـة لشدة سرعـته .. ومـضى في الأعـالي مسافراً ..!!

سمـع قلبي القـصة فقال لنفسـي الأمـارة :

كـذلك أنتِ أيتهـا العـصفورة الجميلـة مع الشـيطان والهـوى .. فافهمـي لو كنـتِ عـاقلة !
واحـترسي ..واجـعلي الحـذر شعـارك ، وإلا فـلا تلومـي إلا نفـسك !!

وقد حـذرك الله عز وجـل منه بألـوان من التحـذير ..
(.. وَلاَ تَتَّبِعُـواْ خُطُـوَاتِ الشَّيْطَـانِ إِنَّهُ لَكُـمْ عَدُوٌّ مُّـبِينٌ ) ..

فـإن له خـطوات وراء خطـوات ، وإنما غـايته أن تقعـي في النهـاية في فـخ من فخـاخه !
فتذكـري درس العـصفور وقد نجـوت بإذن الله ..!!
والله من وراء القصد..!

ــــــــــ التوقيع ـــــــــــــ


لاتنسونا من صالح دعاكم

محبكم سعد بن حسين ال عوض الشهري
التنومي سابقاً