عزيزي إن الواسطات عندنا لاتقتصر على مقاعد الدراسة فقط... بل تتعداها لأمور كثيرة....
خذ على سبيل المثال من أكبر عواقبها في مجال العمل, حيث يتحصّل الأشخاص الذين لديهم واسطة على فرص العمل الجيّدة و يبقى الأشخاص ذوي الشهادات و الخبرة من دون عمل, و هذا غير عادل و يسبّب الإحباط للذين كرّسوا جزءاً كبيراً من حياتهم للتميّز في دراساتهم و بحوثهم.
كما ينتج عن تشغيل أصحاب الواسطة تدنّي مستوى الخدمات و المنتوجات في الشركات الحكوميّة منها و الخاصّة, و هذا يؤثّر في الجميع طبعاً.
وجه آخر خطير من وجوه الواسطة يظهر في المعاملات المختلفة, إن كانت في الدوائر الحكوميّة أو في الشركات الخاصّة, حيث ينتظر الأشخاص العاديّون لفترات طويلة في قاعات مكتظّة و يطالبون بورقة بعد الورقة و مستند بعد المستند, في حين أنّ ذوي الواسطات يمرّون من أبواب خلفيّة ليدخلوا إلى مكاتب المسؤوليين مباشرة لينالوا غرضهم في أسرع وقت ممكن و بأكثر تسهيلات و فوقه كأس قهوة و قبلة.
وجود هذه الظاهرة و العمل بها ظلم للنّاس و ضدّ مبدأ المساواة بين جميع أفراد الشّعب, و هي من أكبر العوامل التي تشعر الفرد بقلّة قيمته و تحبطه و تحطّ من عزمه.
أنا مقتنع تماماً أنّنا لن نتقدّم أبداً كشعب إذا لم نغيّر من عقليّاتنا و نتخلّى عن هذه الظاهرة و غيرها التي تهدم مجتمعنا من الداخل....
وينك ياعمرو لو تشوف ردي!!!!!
شكراً.....