قال لي والتلال قد لفها الصمتُ = كما لفنا الهوى بردائهِ
ويميني تحيطُ عطفيهِ والبدر مطلُ= والللحظُ في اللحظِ تايه
كيف أحببتني ؟ وفسر ما قال =بأيماء الهوى وذكائهِ
وانثنى ضاحكاً يشاركني الضحك = وابتسامهِ ينم عن صفائهِ
واستحى والحياء فنٌ من الحسنِ = وضاع الجوابُ في استحيائهِ

لا يعرف الشوق الا من يكابدهُ=ولا الصبابة إلا من يعانيها
لايسهر الليل إلا من به المُ =ولا تحرق النار إلا رجل واطيها

مهفهفة بالسحر من لحظاتها =اذا كلمه ميتاً يقوم من اللحدِ
أشارت إليها الشمس عند غروبها =تقول إذا اسوديتُ إذن فطلعي بعدِ
وقال لها القمر المنير ألا أسفري =فأنك مثلي في الكمالِ وفي السعدِ
فولت حياءً ثم أرخت لثامها =وقد نثرت في خدها سطرٌ من الوردِ
وسلّت حساماً من سوادِ جفونها =كسيفِ أبيها إذا أنسلَّ مرهف الحدِ
تُقاتل عينها بهِ وهو مغمد =فمن عجب أن يقطع السيف في الغمدِ
مرنحة الأعطاف موهونة الحشا =منعمة الأطراف مايسةُ القدِ
شكا نحرها من عقدها متظلما =فواعجباً من ذلك النحر والعقدِ !

نهاري نهارُ الناس حتى إذا بدا =لي الليل هزتني إليكِ المضاجعُ
أقضي نهاري بالحديثِ وبالمنى =ويجمعني والهم بالليل جامعُ
لقد ثبتت في القلب منكِ محبة =كما ثبتت في الراحتينِ الأصابعُ

ودّع الصبر محباً ودعك =ذاع من سره ما استودعك
يقرع ألسن على أن لم يكن =في تلك الخطى إذ شيّعك
يا أخ البدرِ سناءً وسنى =يا رعى الله زماناً أرجعك
إن يطل بعدكِ ليلي فلكم =بت أشكو قصرَ الليلِ معك !!