اللقطة الثالثة:
ويظهر فيها كيف أن النحل يجيد توظيف الطاقات . فالنحل يجيد هذه المهارة. وهذه مهارة لازمة للأمم والأفراد والجماعات . ولا يرقى الإنسان إلا بها . فمن النحل من يعمل العسل, وبعضها يعمل الشمع, وبعضها يسقي الماء, وبعضها يبني البيوت, وبعضها يقوم بأعمال النظافة ،وبعضها يقوم بأعمال التكييف والتبريد والتهوية , وبعضها يقوم بالتلقيح , وبعضها يقوم الاستكشاف والاستطلاع . الكل يعمل وينتج. كل حسب سنه ووظيفته وقدراته وميوله واستعداداته . فلقد علمنا النحل من خلال هذه اللقطة أنه من لا يجيد توظيف الطاقات يغرق في العثرات . ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينوه- لي ولك- أن يتحلى كل منا به بهذا الخلق .
================================================== =========================
اللقطة الرابعة :
ويظهر فيها أحد طبائع النحل العجيبة . فالنحل يرفض رفضا باتا أن يوجد في مملكته عاطل عن العمل " فمن طبائع النحل أنها لا تترك عندها بطالا إلا نفته وأبعدته وأقصته عن الخلية . لأنه
يضيق المكان .
ويفني العسل .
ويعلم النشيط الكسل ".
وهذه مهارة إدارية راقية ما أحوجنا أن نتمثلها واقعا في حياتنا الإدارية . فلو علم كل عامل في مؤسسته أن مصيره الإقصاء مالم يؤدي ما هو مطلوب منه . وما لم يحقق ما هو مطلوب منه من مستهدفات حسب خطة المؤسسة العامة التي يعمل فيها , لعاد ذلك بمردود ايجابي على الأمة . أما أن تدخل المؤسسات الحكومية في بلاد المسلمين وتجدها مكتظة بالعشرات ممن لا وظائف لهم ولا عمل لهم فهذه انتكاسة.
لقد وصلت المؤسسات الصناعية العظمى في اليابان وأوروبا إلى ما وصلت إليه من رقي وارتقاء وتقدم بفضل تطبيقها لهذه السياسة الراقية التي يجب أن نتعلمها نحن من النحلة .