عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2005, 07:28 PM   #14
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية رأس الحربة
رأس الحربة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3443
 تاريخ التسجيل :  Nov 2005
 أخر زيارة : 03-22-2007 (12:18 AM)
 المشاركات : 61 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: تعالو أحكي لكم قصة زواجي((التعيسة))



[[ 5 ]]

الخميس المنتظر...
هذه ليلتي...
وكانت بحق ليلة ليلاء...
ما زلت اتذكر يومي الدراسي الأول، عندما قرر أبي أنه حان الوقت لأتعلم...
اذكر أنني كنت خائفاً، وأن أبي ذهب معي مشجعاً، من ثمّ أدخلني الفصل بعدما وضعت أمي في حقيبتي كراسة وقلم و17 سندويتش... وبرميل مياه، وغيارين من ((الملابس الداخلية))!

اذكر أنني كدت أبكي، أما أبي فكان يشجعني وكأنني قائد لأحد ألوية الجيش عندنا فقال:
تراني بروح البيت أجيب لك "الكورة" عشان تلعب بيها في ((الفسحة)) مع ذولا (البزارين)!!، وبرجع لك (سيده)، ما تخاف يا ولدي، إياك أن تخاف! وقال لي ليغرس الشجاعة في داخلي:
إنتبه يارأس الحربة على زملائك لايطلعون من باب المدرسة لجل لايضيعون!!!!!

ما زلت اذكر مشاعر الهلع والخوف التي انتابتني مجرد أن ذهب أبي بـ 9 ثوان... اذكر أيضاً أن الطلاب الأكبر سناً لاحظوا أن أسفل ملابسي مبتل!
كانوا يضحكون، وكنت أبكي...
أين أنت يا أبي ؟ وأطلقت صرخة مدوية قائلاً:
(((أبي أُمي أبي أُبوي!!!!! أبي أُمي أبي أُبوي!!!!!)))
###
نعووود...
بدأت مراسم الحبور، فجاء المعازيم وكلهم سرور، ليس فرحاً بي، ولكن لأنهم سيأكلون طعامي مجاناً!
انشغلت النسوة بالزغاريد وبعرضة (الخطوة)، بينما اخذ الرجال (بالعرضه) وهم يفزون ويصيحون بشكل (مفزع) وكان وسطهم عدداً من الرجال يقفزون (كالأرانب) يسمون (بالمزيفة!!!) وفي بعض الروايات (الخيالة) لأجل إيقاد الحماس بداخلهم!

أما الطباخ السوداني العزيز.... فاخذ يشرف على المذبحة راضياً، مؤكداً انه هكذا تكون الأفراح ولا بلاش!
في الجهة المقابلة، كان أعدائي الآخرين – أصدقائي سابقاً – مشغولين بحشو أطايب الطعام في كروشهم
الفسيحة، وكأنهم لم يأكلوا من قبل!

كان يوماً سعيداً بحق...
7 رؤوس فقط من رؤوس الأولاد هي التي قد (شجت) وفتحت في يوم زفافي السعيد!
ولأنني رجل محظوظ، كانت الأضرار كلها في رؤوس أقارب زوجتي وعلى يد أقاربي...
أفادت المصادر التي واكبت الحدث الأليم، أن سبعاً من الرؤوس قد (فتحت) بسبب الحماس غير المقصود من أقاربي الائتلافيين أثناء لعبهم البرئ مع الضحايا!
###

انصرف الحضور والأقارب إلى بيوتهم هانئين...
فانصرفت إلى بيتي الجديد مشتتاًً، بعدما قضيت وقتاً طويلاً في التعبير عن امتناني لكل من حضر حفل زواجي، مؤكداً لهم ان العاقبة في المسرات، والأيام(( دول))!

كما بادلني عم (زهير) أبو زوجتي التهديد صمتاً... كانت عينانا في حرب ضروس!
قالت عيناه: بأغرس في نحرك (رمح)، لو فكرت تلمس شعره واحدة من بنتي يا (معقور)!
فأجابت عيني: كن على ثقة إنني لن اكتفي بذلك يا عمي!

أما (عمتي) الحنون فأخذتني بين ذراعيها بالوطيد، مبديةً عكس ما تضمر أما الحضور، مطلقة في أذني فحيح منذر:
لو بنتي اشتكت منك يا اقرع تقدر تعتبر نفسك من الأموات!
ثم استدارت المرأة الإخطبوط باكية، متجهة نحو ابنتها مواسية! في دور تمثيلي راائع!!!!!
شكوكي في هذه المرأة تتعمق يوماً بعد يوم، أكاد اُقسم أن لها صلات خفية بمجهولين جاؤوا من كواكب مجاورة!


آخر الليل....

خلا المنزل إلا مني وأبي، كذلك أمي والعروس!
ومن بين ابتسامات ابويه الماكرة، ودموع أمي المشفقة، كان وداعنا الأخير...
وداعاً يا أمي...
###
أما زوجتي الجديدة!!!
أهواها كما تهواني... ويعشق ناقتها بعيري!
كنا وحدنا... لا ثالث بيننا!
مرة أخرى، راودتني مخاوف اليوم الدراسي الأول!
وأين؟
هنا، في بيتي الجديد، وأمام هذه الغرفة، مع فرق بسيط هو إنني أصبحت أكثر تحكماً في مسألة ابتلال ملابسي!

ذهبت (الفرس) الجديدة إلى غرفة النوم مباشرةً!!!!!!!
وأقفلت الباب على نفسها بإحكام...
قلت في نفسي:
قد تجهز نفسها للمقابلة المنتظرة!!!!!!
لكن...
طال الوقت وهي بالداخل!!!!!!
###
أقبلت فأطرقت متلصصاً، ثم طرقت الباب طالباً السماح لي بالدخول...
لكن لا مجيب!
تنحنحت مواصلاً الطرق والإطراق...
وأيضاً لا مجيب!

طيب (ياالفرس)...
لاقتحمن إذن الحدود اقتحاماً، لنرى منا سيكون الأطرش بعد الزفة!
###
فور اقتحامي الغرفة..... وفجأة!
كانت "الفرس" قائمة تصلي، بحجاب ابيض جميل، مبتهلة إلى الله في خشوع مهيب...
ألا لعنة الله عليك يا(مرعي) إنت ونصائحك...!

انصرفت آسفاً على فراغ نفسي وسوء توجهاتي، فذهبت من فوري لأتوضأ!
ثم معاً قمنا نصلي...
###
بعد 9 أشهر ويوم...
كان بيننا ثالث... أسميناه فارس!
بعد خمس سنوات، كنا خمسة، أنا وهي وثلاثة أبناء!

ماذا عن البقية؟
أبي طبعاً ما زال يأكل الزغاديب... محيلاً "الحياة" إلى خيال فسييييح!
أمي ما زالت تبكي مشفقة...
عم (زهير) رجل طيب جداً رغماً عن ابتساماته الخبيثة!
أم (الفرس)... ما زلتُ مُتأكداً أنها سقطت سهواً من كوكب عطارد!
أما أنا فسعيد بكل هؤلاء...
وبكل ما قدموه لنا من حب...
وعطاء...



(انتهى)


ملاحظة...
أتأسف على عنوان الموضوع فالآن لاحظت أن هناك خطأ غير مقصود!!!!!
والعنوان الصحيح هو..
تعالو أحكي لكم قصة زواجي((الجميلة!!!!!))

أخوكم...


 
 توقيع : رأس الحربة

في طريقي إليكم قابلت وجوه تضحك بقوة... ووجوه تبكي بحرقة، ووجوه أنين كأنها تصرخ!!!
سألت: من هؤلاء ياأبي؟؟؟؟
قال: هذي الدنيا يا ولدي، اخطف حلمك واهرب... إياك أن يهرب منك الحلم... إياك!

التعديل الأخير تم بواسطة رأس الحربة ; 11-11-2005 الساعة 07:44 PM

رد مع اقتباس