عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2005, 12:57 PM   #2


الصورة الرمزية راعي الأوله
راعي الأوله غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 889
 تاريخ التسجيل :  May 2004
 أخر زيارة : 06-21-2015 (03:31 PM)
 المشاركات : 1,815 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: لقطات من رحلتي مع نحلة ..





اللقطة الأولى:

يظهر فيها حسن تعامل النحل مع أوامر ربه .يظهر فيها كيف يتعامل هذا المخلوق مع أوامر الخالق فمنذ أن أوحى الله سبحانه وتعالى إلي النحل " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون* ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا......"(النحل 69) منذ ذلك الوقت يستحيل أن تجد للنحل بيوتا في غير هذه الأمكنة الثلاث : الجبال .. والشجر.. والبيوت. على نفس ترتيب الآية. أمر من الله. أعقبه تنفيذ من النحل.بلا تسويف ولا تحايل ولا تباطؤ .
أنها صورة تعكس أرقى درجات السمع والطاعة للخالق من مخلوق.

ومن حسن الامتثال وكمال السمع والطاعة عند النحل , تجد أيضا أن أكثر بيوت النحل في الجبال – وهي المتقدمة في الآية ثم الشجر ثم فيما يعرش الناس ويبنون بيوتهم . وكذلك تجد أن أرقى وأجود أنواع العسل هي عسل نحل الجبال ثم عسل نحل الشجر ثم عسل نحل البيوت . وهنا لا يجب أن يفوتنا أن نضع هذه الصورة جنبا إلى جنب مع صورة تعاملنا نحن بني البشر مع أوامر ربنا عز وجل . لنقارن.. ونقارن.. ونمعن في المقارنة. علنا ندرك جانبا من الإجابة علي السؤال: لماذا شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمن الحق بالنحلة ؟ .

ومن طبائع النحل المعروفة والتي تدل على حسن امتثاله لأوامر ربه, أنه دائما ما يتخذ البيوت قبل المراعى . فهي إذا ما أصابت موضعا مناسبا بنت فيه بيوتها أولا. ثم بعد ذلك تخرج من تلك البيوت ترعى وتأكل من كل الثمرات ثم تأوي إلى بيوتها . لأن ربها سبحانه وتعالى أمرها بذلك . أمرها باتخاذ البيوت أولا ثم الأكل بعد ذلك . وهنا قد تبعد المراعى عن البيوت الأميال والأميال. وقد يفصل بين المراعي وبيوت النحل السهول و الجبال. وقد يتطلب هذا من النحل عبور الروابي والوديان . ومع ذلك فإن طاعتها لربها جعلها تنسى بعد المسافات وكثرة المشقات

فالمؤمن الحق – كالنحل – يجب ألا يفكر إلا في تنفيذه الأوامر الربانية. أما المشقات , والتبعات , والمنغصات فهي أمور ثانوية يجب ألا يفكر فيها المسلم . لأنه لو فكر فيها فربما تلكأ أو تباطأ أو قصر . ولكن طالما أن الأمر من عند الحق فيجب أن لا يشغل بال المؤمن الحق غير تنفيذ أمر الحق . وهكذا يفعل الصالحون.

انظر إلى نبي الله نوح لما أمره الله بأن يصنع الفلك في البيئة الصحراوية .وانظر إلي سيدنا موسى لما أمره الله : "أن اضرب بعصاك البحر . وانظر كيف تعامل سيدنا إبراهيم مع أمر الله له بذبح إسماعيل. وكلها أوامر تفوق قدرات عقول البشر . لكن انظر كيف كانت درجة السمع والطاعة من هؤلاء جميعا وكيف كانت النتائج . ليتأكد لك أن السعادة والفوز يكمنان في حسن تنفيذ العبد لأوامر ربه, حتى ولو كانت هذه الأمور تفوق قدرات عقولنا القاصرة ,أو حتى عجزنا عن استيعاب مرامي التكاليف ساعة التنفيذ.


 
 توقيع : راعي الأوله

[align=center][glint]سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله [/glint][/align]


رد مع اقتباس