عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2003, 04:00 PM   #5
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية الأسير
الأسير غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 304
 تاريخ التسجيل :  Apr 2003
 أخر زيارة : 01-27-2006 (01:57 PM)
 المشاركات : 53 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اخي فتى الأصفاء
احسنت الاختيار وقد قرأة رائعة شعرية للاديب احمد الفيفي

ويسعدني ان اضعها بين ايديكم والقصيدة بعنوان{بــــــغــــــداد}


بغدادُ ، ماذا أرى في حالِـكِ الظُّلَـمِ *** نجماً يلـوحُ لنـا أم لفحـةَ الحِمَـمِ؟

أرى النواحي وضوءُ النـارِ يلفَحُهـا *** فكيـف تجتمـعُ النيـرانُ بالظُّـلَـمِ؟

بغدادُ ، لا تسكتي .. ردي على طلبي *** وامحي سؤالي الذي أحكيه ملءَ فمـي

بغدادُ ، أين زمانُ العِـزِّ فـي بلـدٍ *** كان السلام به أسمـى مـن العَلَـمِ؟

دارَ السلامِ ، أيا بغدادُ ، هل بعُـدت *** عنك الجحافلُ في يومِ الوغى النَّهِـمِ ؟

بغدادُ ، أين سحابُ المزنِ إذ حكمت *** يَدُ الرشيـدِ بعـدلِ اللهِ فـي الأُمَـمِ ؟

يقولُ أنَّى سكبتِ المزنَ سـوف أرى *** منه الخراجَ .. ويأتينـي بـلا غُـرُمِ

أين الجحافلُ يا بغدادُ ، عـن زمـنٍ *** تخاذَلَ العُرْبُ عن أفعـالِ مُعتصِـمِ؟

قـادَ الجحافـلَ لـم يهنـأ بشربَتِـه *** حتى أتى ثأرَهُ فـي الأنجُـمِ الحُـرُمِ

بالله ، لا تخجلـي واحكـي حقيقتَنـا *** ولتكشفي حالنا .. حالٌ مـن السَّـدَمِ

كتبتُ والحبرُ من نهر الفرات جـرى *** شعراً يُترجِمُ مجداً غاصَ فـي القِـدَمِ

آمنـتُ بالله ربـاً لا شريـكَ لَــهُ *** وكيف يشرِكُ مَن يرنو إلى القِمَـمِ ؟!

بالله يـا نخلـةً مـدَّت جذائـرَهـا *** بين الفراتين في شّـطٍ مـن السَّقَـمِ

هل روَّعتكِ المآسي فوق طينتِهـا ؟ *** وهل سقتـكِ دمـاً تجريـهِ بعـدَ دَمِ؟

وهل تنبـأتِ الأنـواءُ عـن حـدثٍ *** يعيدُ للمجـدِ نَـوءَ السَّعـدِ والحُلُـمِ؟

وهل ستأتي أسودُ العُـربِ يدفعُهـا *** نبضُ الكرامَةِ في قلـبٍ لهـا هَـرِمِ

النارُ نارُك يا بغـدادُ ، فاصطبـري *** فما يفيدكِ بعـدَ الحَـرقِ مـن نَـدَمِ

واستنجدي ببنـي الإسـلامِ إنهمـو *** أُسْدُ الوغى ، وأسودُ الشرك كالعَـدمِ


**
بالله قولي أيـا بغـدادُ ، مـا فتئـت *** يَـدُ المغـولِ تزيـدُ الجـرحَ بالكَلِـمِ

مرت قرونٌ ثمـانٍ والجـراحُ بنـا *** تغورُ من رجسِ ما صبُّوه مـن نِقَـمِ

شمسُ الحضارةِ لم تشـرق بساحتنـا *** من بعدِهـم وغدونـا أمَّـةَ الرَّخَـمِ

تبـاً لمستعصـمٍ لـم يحـمِ دولتَـه *** فاستهدفتها عبيـدُ الرجـس والصنَـمِ

تبـا لمستعصـم كانـت بطانَـتُـهُ *** تُزيغُهُ عـن طريـق الحـقِ والقيَـمِ

فهل يـرومُ مـن الزنديـقِ حكمتَـهُ *** و( العلقمي) جميلَ الـرأي والحُلُـمِ ؟

تبـاً لمستعصـمٍ يلقـاهـمُ فـرحـاً *** ويلتقـي الناصـحَ الصدِّيـقِ بالجَهَـمِ

تبـاً لمستعصـم أضحـت بطانتُـهُ *** تدوسُ فيـهِ كـرامَ الشعـبِ بالجِـزَمِ

تبـاً لمستعصـم أمسـت حواشيُـهُ *** تُشارك الناسَ فـي الأرزاقِ واللُّقـمِ

تباً لمستعصـم أدنـى الحثالـةَ مـن *** عَرشٍ وأبعَدَ أهـلَ الفضـلِ والكَـرَمِ

تبـاً لمستعصـم قـد خـانَ أمتَـهُ *** وسلَّـمَ الحُكـم للأوبَـاش والدَّهَـمِ

تبـاً لمستعصـمٍ أفنـى خزينـتَـهُ *** على الغواني وأهلِ الرَّقـصِ والنَّغَـمِ

تبـاً لمستعصـمٍ يُدنـي العَـدوَّ لَـهُ *** كأنَّهُ صار عن فتـكِ العـدوِّ عمـي

تبـاً لمستعصـمٍ يخشـى رعيَّـتَـهُ *** وآمِـنٌ بيـنَ أعـداءٍ علـى الحُـرَمِ

تبـاً لمستعصـمٍ أهـدى مَدينَـتَـهُ *** إلى المغُولِ وظنَّ الأمنَ فـي السَّلَـمِ

تبـاً لمستعصـمٍ لا يستحـي أبــداً *** ينقـادُ ذلاً مـن الأعـداءِ كالبَـهَـمِ

تبـاً لمستعصـمٍ أبـدى شجاعـتَـه *** علـى الرَّعِيـةِ بالتنكيـل والتُّـهَـمِ

تبـاً لمستعصـمٍ صـارتْ مهمتُـه *** يُشتتُ الجمعَ بالتخريفِ فـي الكَلِـمِ

تبـاً لمستعصـمٍ نامَـتْ عوَاطِـفُـهُ *** وأعينُ الشعبِ لم تغمـضْ ولـم تَنَـمِ


**
بالله قولي أيـا بغـدادُ ، لا رقـدت *** عينُ الجَبَانِ إذا نامَـت عـن الهِمـمِ

واستخلفي الله في عصرٍ لقيـتِ بـهِ *** ذُلَّ المهانـةِ بيـنَ العُـرْبِ والعَجَـمِ

حانَ الوداعُ أيـا بغـدادُ ، فانتحبـي *** فقد أصيـبَ جميـعُ القـومِ بالصَّمَـمِ

حانَ الوداعُ أيا بغدادُ ، قـد نُحِـرَتْ *** رجولـةُ القَـومِ فـي ميـدانِ مُنتقِـمِ

حان الوداعُ .. وعذرُ القـومِ أنهمـو *** لا يقدرون علـى الأرمـاحِ والحُسُـمِ

هذا الوداعُ .. فموتى خيرَ عاصمـةٍ *** مذبوحةً .. ربمـا ماتـتْ بـلا ألَـمِ!
_-_ _-_ _-_


 
 توقيع : الأسير

[FL=http://www.geocities.com/khaledvip2003/alasir.swf] width = 437 height = 159 [/FL]


رد مع اقتباس