مشاركة: اعصار ريتا ( جندي من جنود الله )
منقول من موقع الإسلام اليوم
طبعا الموضوع طويل ونقلت لكم بعضا منه .
إعصار: ريتا.. كاترينا
نفرح، أو لا نفرح ؟.
فأهم ما في الحدث هو هذه العظة والعبرة، والوقوف عندها، لنعلم سنة الله تعالى في عباده:
- "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد * إن في ذلك لآية".
غير أن طائفة من الناس تركت هذه العبرة العظيمة، فجنحت إلى مسألة أخرى هي:
- هل نفرح بما أصابهم، أولا نفرح ؟.
وقد ذهبت بالمسألة شوطا بعيدا، فدخلت في اتهام النيات والمقاصد:
- فصار من يؤيد الفرح: يتهم من لا يؤيد بالجبن، والانهزام، ومرض القلب، والإفساد في الأرض.
- وصار من لا يؤيد الفرح: يتهم المؤيد بانعدام الضمير، والرحمة، والإنسانية.
وهكذا شأن الناس اليوم في الاتهام..!!..
والمسألة تحتاج إلى تمهل، وتجنب التعميم في الأحكام، نعم يوجد في الجانبين من هو كذلك، لكن ليس كلهم كذلك..!!.
- ليس كل من فرح، فهو: معدوم الإنسانية، والرحمة، والضمير.
- وليس كل من لم يفرح، فهو: جبان، منهزم، أو مريض القلب.
بل يوجد من الذين فرحوا من هو أكثر الناس رحمة، وإنسانية، كما يوجد في الذين لم يفرحوا، من هو أعظم الناس إيمانا، وصلاحا، وإصلاحا.
غير أن المشكلة أتت: من أن كل فريق نظر إلى المسألة من جانب، دون جانب، فلأجله اختلف الحكم.
فالواجب إذن: التمهل، ونظر كل فريق في حقيقة قول الآخر، وما يريده، وما الذي تعلق به قوله وحكمه؟، سواء كان بالفرح أو بالمنع
..............
إن الأصل في الإسلام الرحمة، وأما العقوبة بالانتقام والتشفي فذلك استثناء، قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، فقد حصر علة وسبب الإرسال في الرحمة، وعمم حكمها على العالمين، فشمل المؤمنين والكافرين، وقد تجلت الرحمة في صور كثيرة من الأحكام، فمنها:
- أن الحكم بالتفسيق، والتبديع، والتكفير لا يكون إلا بعد إقامة الحجة.
- أن الجهاد لا يكون إلا بعد تعذر سبل السلام.
- أن الحدود تدرأ بالشبهات، وهي قاعدة معروفة، مردها إلى أن الأصل في الإسلام الرحمة.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم طبق الرحمة عمليا: فعفا عن كفار مكة المحاربين، فضلا عن المسالمين، لما تمكن منهم، ولو كان الأصل: الانتقام والعقوبة. لقدمها.
- أن الصحابة رضوان الله عليهم اقتدوا به صلى الله عليه وسلم في هذا، فظهر من رحمتهم في الفتوحات ما تأكد به هذا، من ذلك قصة أبي الدرداء في فتح قبرص.
ومن هذا نفهم: أن الغضب والعقوبة والانتقام في الأحكام الدنيوية، والأحكام الأخروية: لا يجب إلا بعد حصول العلم واستنفاد الأعذار.
بالرحمة انتشر الإسلام.
إن الأسى على ضعفاء الكافرين من مقتضى الفضل والإحسان والمروءة، كما هو مقتضى الدعوة:
فإن المسلمين ما نشروا الإسلام في الأرض بالتلذذ والفرح بمصاب كل كافر، ولو كان هذا دأبهم، لما أدخل الناس في دين الله أفواجا، إنما دخلوه بما رأوا من رحمتهم بهم، وخشيتهم عليهم من عذاب الدنيا والآخرة، وقدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء، وقد ضرب الله لنا في كتابه أمثالا، في خطاب إبراهيم عليه السلام لأبيه:
- "يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا".
وفي خطاب هود عليه السلام لقومه:
- "ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد".
وفي خطاب شعيب عليه السلام لقومه:
- "إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط".
وفي خطاب مؤمن آل فرعون لقومه:
- "ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد * يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم".
فإذا كانوا خافوا عليهم عذاب الدنيا والآخرة، فهل الرحمة إلا هذه ؟.
وهل يتلاءم الخوف والرحمة، مع الفرح والتشفي بمصاب كل كافر، حتى ولو لم يكن محاربا ؟!.
بهذه اللغة، وهذه المفاهيم دخل الأنبياء ودعاة الإسلام إلى قلوب الناس، واستنقذوهم من الظلمات إلى النور، لا بلغة ومفهوم التشفي والفرح بمصابهم.
لا يعرف عن المسلمين مسألة الفرح والتشفي بمصاب الكافرين.
انتهى
بن فارس / إنسان وكل من شارك
اشغلتونا الله يصلحكم ويصلحنا آمين
بحوث ودراسات في موقع ( الإسلام اليوم ) للدكتور / لطف الله خوجه استاذ العقيده جامعة ام القرى
المشرف العام الشيخ / سلمان بن فهد العوده
أرجوا منكم قراءة الوضوع بتفّهم وجزاكم الله خيرا .
أغلى وطن
|