مشاركة: (فحش الكلام في منتدانا.)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى شرع لعباده ألاّ يقولوا إلاّ القول الحسن قال تعالى: {وقولوا قولاً حسناً} ونهاهم عن كل قول فاحش، والقول الفاحش: التعبير عن الألفاظ المستقبحة بعبارة صريحة وإن كانت صحيحة وجعل من الأدب استخدام الكناية عند ذكر الأمور التي لا يحسن بالمسلم التصريح بها والإفصاح باسمها، وبعض الناس ــ هداهم الله ـــ لا يلذ لهم الحديث إلا باستخدام الكلمات الفاحشة دون خجل أو حياء ولا يهمه من يكون المستمع له.
والأمثـــلة على الكــلام الفاحش كثيرة منها السب واللعــن، وليــس ذلك من صفات المؤمنين بل هي من صفات الفاسقين، قــال رسول الله صلى الله عليــه وسلم: "ليس المؤمن بالطعّان، ولا اللعّان، ولا الفاحش البذيء" رواه الإمام أحمـد، وقال صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق) رواه البخاري، بل شــبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشيطان فقال: "المتسابان شـيطانان، يتهاتران، ويتكاذبان" رواه الإمام أحمد.
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السب مطلقاً وكان ينهى عن سب الدهر والريح والحمى والدّيك، بل نهى عن سب الشيطان، فقال عليه الصلاة والسلام: "لا تسبوا الشيطان، وتعوذوا من شره"، وأخبر أن الشيطان إذا سبه أحد تعاظم في نفسه، وإن تعوذ بالله منه تصاغر حتى يصير كالذباب، رواه الإمام أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة" رواه مسلم.
وقدجعل الإسلام للمسلم حقوقاً على أخيه فلا يجوز أن يتساهل فيها، لقد قال في حجة الوداع؛ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وإن الله سبحانه لما وهب للإنسان السمع والبصر واللسان أوجب عليه أن لا يستعملها كلها إلا في الخير وفي طاعة الله.
وإن الغيبة انتهاك لحرمة المسلم وعرضه، ووقيعه فيه، وإنها تخوض في الحرام، وانحراف بنعمة اللسان الذي ينبغي أن نحفظه فلا نقول به إلا خيراً، ولقد أوصى النبي معاذاً فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا، قال معاذ: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم.
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم : (( لما عُرج بي ، مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم )) رواه أبو داود .
وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته))، والبهتان هو أعظم الكذب والافتراء.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي : حسبك من صفية أنها كذا وكذا، تعني قصيرة، فقال: ((لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)) أي خالطته مخالطةيتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا مع النبي ، فارتفعت ريح منتنة، فقال رسول الله : ((أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين)).
وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: ((ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال))، وردغة الخبال هي عصارة أهل النار.
أخي المملك جزاك الله خيراً على هذا الطرح المبارك وأسأل الله أن يهدينا لإحسن الأعمال ويجنبنا الفحش والقول بغيرالحق
محبك نظـــــــــــــــــــــــام
|